هادي شوبه

البصيرة الصحيحة

وكالة أنباء حضرموت

الكثير من يغتر بالاشكال الخارجية، وغيره من يخطا بما تراه عينه، فالعين تنظر ما يظهر امامها شكلاً، والقلب يُبصر ما يُخفى عن العين من تفاصيل، فالرؤية الأساسية بالقلب وهي التي يجب أن يربط عليها الإنسان، فمن كان ينظر نظرة بعينه متسرعاً دون تعزيزها ببصيرة من قلبه، حتماً سيستعجل بحكم خاطئ، ولنا في قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح عبرة، يرى بعينه ماكان بعدما انطلقا مرة بعد مرة بعد مرة، فلم يستطع معه صبراً وهو يعيد له الكرة، ثم يبين له لاحقاً كل ما كان من أمره، فالقلب هو من يعقل ويزيغ وهو الذي يفقه ويكسب فسبحان من قال في كتابه الكريم " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او ءاذان يسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" سورة الحج، الاية48،.

ويتضح لنا أن الهداية والبصيرة الصحيحة بالقلب وهي مرتبطة به بشكل أساسي وتقوم الحواس الأخرى في جسم الإنسان بتعزيز تلك البصيرة إن النظر بالعين المجردة وحده او حتى مع السمع بالاُذن غير كافي وهو لا يهدي إلى الصواب إطلاقاً بل يقود من يسلم لهذا ويربط عليه في كافة أموره إلى الوقوع في الأخطاء نتيجة لهذا مما يتوجب عليه بعدها إعادة النظر مرة أخرى واتخاذ مايلزم لمعالجة ماهو فيه بسبب تسليمه لنظرة فقط أو لسمعة فقط دون البصيرة بقلبه فجميعها مرتبطة به، و من الواجب المفترض تدبر قول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية "198" وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون" وغيرها من الآيات الكريمة التي وردت في سور القرآن الكريم تتحدث وتبين ما نتطرق له في هذا المقال.

فكم نجد اليوم ممن لايبصر بقلبه وكم نعاني من النظر الخاطئ في مجتمعنا بل حتى على مستوى دائرة معارفنا التي قد لاتتخطى عند البعض حدود الأقارب والبعض من الأصدقاء إن وجِدو ليأتي هذا الأمر حاملاً آثاره السلبية ويصيب بها الأطراف الممارسة والمستهدفة لينتج في دائرة الشخص والمجتمع المزيد من الأضرار المختلفة التي يولدها هذا الأمر، فكم نحن بحاجة ماسة في مجتمعاتنا إلى البصيرة الصحيحة، وكم الناس تفتقد كثيراً لتلك البصيرة التي يغيبونها بأنفسهم.

مقالات الكاتب