هادي شوبه

العطاء اللا محدود والفعل المردود

لم يقف جريان سيل عطاء ﷲ سبحانه وتعالى لنا منذ اول نفس نأخذه في المهد تواصلاً للنمو وبلوغ الأشد ووهن العظم و اشتعال الرأس وإلى مابعده، فمازال عطاءُه مستمراً إلى ماشاء حيث التمسنا بقليل من بعض عطاءه اللامحدود فهتدينا إلى جريانه القديم قبل أن يُنطق اسمنا ويتشكل خلقنا، وسيل عطاءه ليس محصوراً لشخص دون آخر او لجنس دون سواه او لخلق دون غيره فهو يتدفق لسائر مخلوقاته المتحركة و الثابته الظاهرة منها والمخفية، فعطاء الخالق للخلق مستمر وانعمه عليه تنهمر ليلاً ونهارا وسرً وجهارا دون أن تكون هناك يداً للمخلوق بهذا الأمر ولا توجد له أي قدرة بذلك، بل إنه اجتهد ساعياً بقدرته التي أنعم الله عليه بها في محاولاته ان يمنع عطاء ربه عن خلقه.

فهذا امر يدفعك إلى التعجب و الاستغراب من كمية العزم التي تراها متواجدة عند أحد الأطراف مع الدوافع السيئة الأخرى في المحاولة لمنع العطاء والأمر الذي يصيبك بالذهول أيضاً ان ترى الطرف الآخر يوجس منه خيفه وتتسلل الصور والأفكار الخاطئة إليه ليظن ان مخلوق مثله بمقدورة ان يمنع عليه ماسيفتحه ربه له، وبهذا فكِلا الطرفين قد وقعوا في دائرة الخطأ بالضعف والخوف بكل الأبواب والفروع وغيرها من السلبيات الأخرى المتصلة بالدائرة التي وقعوا فيها، ثم تتسائل بهل هو تناسياً او تغافلاً ام عدم حضور الثقة، وقد قال الله سبحانه وتعالى، حول هذا في سورة فاطر، الآية رقم 2، "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم"، فإنه لو تموضعت هذه الآية في قلوب الخلق ما رأيت سؤ سعيهم على الأرض.

وكثيراً مايسهم بهذا الأمر الاغواء والتزيين لسؤ العمل من الشيطان بتعزيز دافع من الأمر بالسؤ من النفس فيقوم الشخص بالرضوخ والتسليم لهذه الأمور فتدفع به وتقوده لينتج عنه بسبب ذلك الفكر والقول والفعل الخاطئ على الأرض، والنصح في ذلك الثبات على الحق وعدم تتبع الأهواء والأخطاء فعطاء الله لايُرد وكل المحاولات السيئة التي تسعى بخلاف هذا لاجدوى منها على الإطلاق فهو فعل مردود وثق كل الثقة بهذا واربط عليه في حياتك وكن بمعية الخالق واعلم جيداً بأنه لن يضرك معه شيء في الأرض ولا في السماء، فالمخلوق يُرد خائبا والله لايرد خائبا.

مقالات الكاتب