نظمي محسن ناصر

رحيل اول المحاميين المتطوعين للدفاع عن المعتقلين الجنوبيين بسجون الاحتلال بالضالع

وكالة أنباء حضرموت

شهدت منطقة الكبار بمديرية الضالع توافد العشرات من أبناء الجنوب من مختلف المناطق الذينا قدموا لتقديم واجب العزاء برحيل المناضل الحقوقي الكبير المحامي عصام أحمد حسن الذي وافاة الاجل فجر يوم الثلاثاء الموافق 4 اكتوبر 2022 على اثر مرض عضال ظلا يعاني منه لسنوات طويلة ..
و يعتبر الفقيد الراحل المحامي عصام أحمد حسن واحد من ابرز رجال القانون بالضالع الذينا كان لهم شرف السبق في تحمل مهام الدفاع عن المعتقلين الجنوبيين في سجون سلطات الاحتلال بالضالع منذ البواكير الأولى لظهور الحركة النضالية الوطنية الجنوبية عقب الغزو العسكري لدولة الجنوب ب 94

ففي الفترة الممتدة من 1996 الى 2005  برز دور الفقيد رحمه الله تغشاة كاول محامي متطوع بادر بتحمل مسؤولية متابعة قضايا المناضلين المعتقلين في السجون الذين كان يتم اعتقالهم بين الحين والاخر طوال تلك الفترة سوى من أعضاء منظمة الحزب الاشتراكي ونشطاء اللجنة الشعبية وحركة حتم وتولى أيضا مهام الدفاع والترافع عن كثيرا من المعتقلين السياسيين امام السلطات القضائية في وقت رفض كثير من المحاميين بالضالع خوض المعركة القانونية والحقوقية للدفاع عن مثل هذه القضايا ذات الطابع السياسي نظرا لاسباب البطش والتنكيل والارهاب بكافة اشكالة الذي عانة منة الضالع في تلك المرحلة وهذا واحدا من الاسباب التي جعلت العديد من المحاميين يعلنوا خوفهم من تولي مثل هذه القضايا ..

بل ان بعض المحاميين انحازوا الى صف سلطات الاحتلال خاصة أولئك الذينا كان لهم انتماء حزبي بالمؤتمر الشعبي العام ولجان الدفاع عن الوحدة وكانوا ينظرون الى المعتقلين ونشاطهم السياسي والجماهيري بنفس نظرات السلطات التي كانت تصفهم بالمخربين والخارجين عن القانون والعملاء وغيرها من الصفات والتهم .ومع كل هذا الخوف والرعب والانبطاح الذي ساد بين اوساط المحاميين الا ان الفقيد المناضل المحامي عصام أحمد حسن ظلا صامدا بشجاعة وشموخ ولما يتخلى عن المعتقلين او تركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم فكان رحمه الله صوت الحق في زمن الظلم وشجاعة الموقف في زمن الخوف والرعب وصلابة الارادة في زمن القهر والاذلال ونتيجة لذلك تعرض لسياسة الترغيب والترهيب الاسلوب المتبع في ذلك الوقت الذي كان يمارس مع المناضلين لثنيهم عن مواقفهم ولكن محاولاتهم بأت بالفشل فتحطمت كل مغرياتهم امام رسوخ وثبات القيم الوطنية والنضالية للفقيد صحاب المعدن النضالي الاصيل والارث الوطني الناصع الذي استلهمة من اسرة عريقة تاريخها محل فخر واعتزاز ورجالها من صناع التاريخ الوطني الجنوبي بمختلف مراحلة

مواقفة الشجاعة جعلته عرضة للتهديد والاذى من قبل السلطتين العسكرية والمدنية انذاك فهددوة بقطع راتبة وفصلة من وظيفتة المدنية وتارة اخرى اوعزوا له مجموعة من المحاميين في اطار النقابة الخاضعة لسلطاتهم في محاولة فاشله منهم لتجريدة رخصة مزاولة مهنة المحاماة بحجة انحيازة للدفاع عن الخارجين عن النظام والقانون والثوابت الوطنية حد وصفهم بذلك وتارة يمنعوة من مقابلة المعتقلين في السجون مختلقين اساليب متعددة لمنعة دون مراعة لحرمة المهنة والصفة التي يحملها بصفتة محامي ورجل قانون لا يحق اعتراضة ومن ناحية اخرى التوكيل الرسمي الذي يحملة من المعتقلين واسرهم لتولي الدفاع عنهم بل ان اساليب الترهيب وصلتو ذروتها فتم ايداعة السجن واطلق سراحة في المساء لم يتوقف الامر عند ذلك بل تم تهديدة بالتصفية الجسدية علننا من قبل احد ضباط استخبارات الاحتلال كل هذا التعسف والارهاب الجسدي والنفسي لم يزعزع موقفة اطلاقا

ومالبث الفقيد المناضل عصام أحمد حسن حتى شكل مع صديقة ورفيقة في المهنة والنضال المحامي المناضل علي محمود الازرقي و المحامي الحساني بداية لنواة حقوقية نظالية كانت بمثابة اول كيان نقابي حقوقي مصغر للمحاميين بالضالع وكان ذلك في مطلع العام 2000  مع دخول الحركة النضالية الوطنية الجنوبية مرحلة جديدة لشكل نضالي جديد انتهج الطابع السلمي والجماهيري في ممارستة منطلقا من تبني قضايا المجتمع بالضالع والدفاع عنها تحت مظلة ( اللجنة الشعبية التضامنية مع ضحايا العنف والارهاب الرسمي ) والتي اسست في اغسطس 1999 على خلفية ماتعرضت لة منطقة زبيد من اعتداءت ارهابية من قبل اللواء 35 مدرع المرابط بالضالع في العام 1998 على اثر استشهاد محمد ثابت الزبيدي فكان هذا الحدث وما سبقة من اعتداءت اجرامية على ابناء الضالع بمثابة خطوات تصعيدية افرزت اللجنة الشعبية كشكل نضالي جديد اعلن عن ميلادة الرسمي اثر الاعتداء الوحشي على الطالب انذاك مازن سيف فكانت قضيتة اولى القضايا التي دشنت نشاط اللجنة الشعبية عبر الفقيد المناضل عصام أحمد حسن الذي تولى مهام الجانب الحقوقي والقانوني في اللجنة الشعبية كواحد من مؤسسيها الاوائل بمعية المحامي المناضل علي محمود الازرقي الذي عمل الى جانب الفقيد الراحل في تفعيل القضايا التي تتبناها اللجنة الشعبية امام الجهات المعنية بخكم مهنتهم القانونية كامحاميين الى جانب دورهم النضالي الذي اهلهم لتحمل هذه المهام بشجاعة وبقناعة نابعة من قيمهم الوطنية والهدف الذي يناضلون من اجلة.

ومع اتساع رقعة العمل النضالي والجماهيري للجنة الشعبية ارتفعت وتيرة الاساليب القمعية التي استخدمها الجيش والوحدات الامنية الاخرى التابعة لسلطات الاحتلال بالضالع وتزايد عدد الضحايا من المدنيين العزل والاغتيالات التي طالت عددا من المناضلين في أنحاء متفرقة من الضالع ناهيك عن قصف القرى بمختلف الأسلحة وانتشار المواقع العسكرية داخل القرى والمدن والحواجز الامنية على امتداد الخط العام ومداخل ومخارج القرى فتحولت الضالع الى ثكنة عسكرية اعقبها حملة مطاردات واعتقالات واسعة لابناء الضالع بدون تمييز لم يسلم منها الأطفال وطلاب المدارس كما حدث في منطقة زبيد واعتقالات اخرى طالت عددا من قيادات العمل النضالي من قيادات اللجنة الشعبية ومنظمة الحزب وعددا كبير من الاهالي الامر الذي أداء الى ارتفاع نسبة الانتهاكات بشكل كبير وخطير فعظمت مسألة متابعة كل هذا الانتهاكات لكثرتها وتعدد اشكالها ووجود عددا من ضحايا هذه الانتهاكات في اماكن متفرقة كالمعتقلين وزاد الامر تعقيداً حالة الطوارى المفروضة التي حالت بعدم وصول الفريق القانوني بقيادة الفقيد الراحل المحامي عصام أحمد حسن إلى اماكن تواجد الانتهاكات وبالتالي حالت الظروف دون التمكن من الحصول على اسماء كثير من المعتقلين في السجون الامر الذي جعل الفقيد المناضل المحامي عصام أحمد حسن يدعو الى حشد الجهود من كافة منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدولية ومختلف وسائل الإعلام  للوقوف امام الاوضاع الامنية الخطيرة التي تتعرض لها الضالع في كافة نواحي الحياة جاء ذلك في البلاغ الصحفي الذي نشر في عددا من الصحف المحلية وعمم على عددا من المنظمات الحقوقية المحلية والعربية

تلاة بيان احزاب مجلس التنسيق لاحزاب المعارضة بالضالع وتقريرين اخبارييين نشرى في صحيفة الايام وصحيفة الثوري للصحفيين محمد علي محسن واحمد حرمل مما جعل دائرة التعاطف والتضامن مع الضالع تتسع ردود افعالعها في كافة مناطق الجنوب من خلال المسيرات والبيانات التضامنية للجان الشعبية في عدن وحضرموت وابين ولحج كذلك ماتناولتة الصحافة المحلية عن مايجري في الضالع الامر الذي دفع عددا من المحاميين الجنوبيين في العاصمة عدن من اعلان تضامنهم مع ابناء الضالع ازاء مايتعرضون له من انتهاكات جسيمة معلنين في الوقت نفسة تطوعهم للدفاع عن المعتقلين امام الجهات الامنية والقضائية بالضالع وبالتالي عزز هذا التضامن حضورة بقوة في اول تضامن جنوبي حقيقي امتد من العام 2001 الى 2005 ناهيك عن دور الكتاب والصحفيين والمثقفين الجنوبيين الذينا اسهموا اسهام فاعل في ترسيخ هذا التضامن من خلال كتاباتهم

فاثمرت جهود الفقيد الراحل المحامي عصام أحمد حسن في تشكيل فريق حقوقي وقانوني للدفاع عن المعتقلين وضحايا الارهاب الوحشي مما ساهم بشكل كبير تعاظم الالتفاف الجنوبي ووضع لبنات جديدة لمرحلة نضالية اكثر قوة وصلابة ارعبت سلطات الاحتلال واربكت حساباتها وبثت الروح المعنوية في نفوس المعتقلين الذينا تحولوا الى رموز وطنية ومصدر الهام لمواصلة مشوارهم النضالي وبوجود نخبة من المحاميين الجنوبيين الى جانب المحامي عصام أحمد حسن وعلي محمود الازرقي وعلى راسهم المحامي الكبير المرحوم باذن الله بدر باسنيد ومحمد العمراوي وعارف الحالمي وغيرهم من الشرفاء الذينا حفروا اسمائهم ومواقفهم ليس في ذاكرة الضالع ووجدان ابنائها فحسب بل وفي الذاكرة الوطنية الجنوبية والوجدان الانساني لكل احرار وشرفاء الحركة النضالية الجنوبية المعاصرة برمتها ولم ينتهي دور الفقيد عند هذه المرحلة بل واصل مشوارة النضالي مع بزوغ فجر جديد من مراحل النضال التحرري الذي شكل قفزة نوعية وفتح افاق واسعة امام استعادة الدولة الجنوبية في مرحلة جديدة تعاظم فيها المد الشعبي والجماهيري بعنفوان الخلاص فكان العام 2007 هو البداية لتقهقر جبروت الطغاة فنمت الحركات النضالية وتشكلت النقابات المجتمعية والشبابية بكافة تكويناتها في المجتمع الجنوبي حاملة الراية والهدف المنشود في تحرير الارض والانسان ولعب الفقيد دور كبير مع كافة اصدقائة لصنع هذه المرحلة وتولى رئسة نقابة المحاميين الجنوبيين بالضالع وخاض المعارك الحقوقية بلا هوادة

للدفاع عن المعتقلين والاسرى بجهود كبيرة دون ان ينتظر الاذن من احد او يطلب المقابل لذلك فكان حضورة مميز بكافة الفعاليات والمهرجانات للثورة الجنوبية في عدن والضالع ورفد العمل الحقوقي والانساني بتوثيق ممنهج لكافة جرائم الاحتلال اليمني عبر المراحل المختلفة لمراحل الثورة وساهم بغرس الوعي وتأصيلة من خلال اسهامة المباشر بتأسيس منتدى المهندس للوعي الجنوبي الذي احتضنة منزلهم في منطقة الكبار واصبح منتدى المهندس للوعي الجنوبي واحد من المنارات الاشعاعية والتنويرية على مستوى الوطن الجنوبي لم يتوقف دور الفقيد المناضل المحامي عصام أحمد حسن في مواكبة تطور ونمو الثورة الجنوبية التحررية الا بعد ان داهمة المرض وتفاقم وضعة الصحي مما جعلة يسافر للعلاج في جمهورية الهند بداية العام 2013 واجريت لها عملية جراحية في القلب وفي العام 2017 زادت حالتة سواءا خاصة بعد استشهاد ابرز المناضلين في اسرتة والجنوب قاطبة اخوة الاكبر الشهيد القائد المهندس عبدالله أحمد حسن على اثر عملية اغتيال غادرة في اغسطس 2017

الامر الذي اثر علية سلبا جراء الصدمة العنيفة لهول هذه الفاجعة والرحيل الموجع لرمز من رموز الحركة الوطنية الجنوبية واحد مؤسسي المجلس الانتقالي الجنوبي ومنذوا ذلك الوقت والحالة الصحية للمناضل المحامي عصام أحمد حسن تزداد تعقيدا وتدهور فلازم فراش المرض متنقلا من مستشفى الى اخر إلى ان وفاة الاجل في صبيحة فجر الثلاثاء الموافق 4 اكتوبر 2022 ليرحل بصمت الرجال الاوفياء الذينا تركوا وراهم ارث كبير من القيم الوطنية والنضالية وحفروا امجادهم بانصع صفحات التاريخ الجنوبي المعاصر كمناضل اصيل كان له الشرف في بذر البدايات الاولى لانطلاق الحركة النضالية الجنوبية كاول محامي ذاد واستبسل في الدفاع عن رفاقة المناضلين وبهذا اختتم اصغر اولاد المناضل الوطني الكبير ومؤسس النهضة التعليمية والتربوية بالضالع وحالمين أحمد حسن الضالعي مشوارة المشرف ليوارى الثرى الى جوار ابية واخية لتبقى مأثرهم حية لنموذج الاسرة العريقة التي انجبت ابرز رجال الضالع النجباء على مر التاريخ .

مقالات الكاتب