يحيى احمد

‏ما الذي تريده السعودية من الجنوب ؟

وكالة أنباء حضرموت

منذ انطلاق عاصفة الحزم في عام 2015م بقيادة المملكة العربية السعودية،  كان الهدف واضحاً وجلياً للقضاء على التمدد الإيراني في اليمن وحماية امنها القومي وأمن الخليج ، وبعد ثمان سنوات من الحرب تغيرت الاستراتيجية السعودية تماماً واصبحت تقدم نفسها كوسيط لإنهاء الحرب واحلال السلام مع الحوثي وليس كقائدة للتحالف العربي وهو ما يتنافى مع اهدافها التي اعلنت عنها في اطار عاصفة الحزم بقيادتها للقضاء على المشروع الايراني باليمن  وحماية أمنها القومي.. 

 فشل إيجاد حليف في شمال

دعمت السعودية بالمليارات مليشيات جماعة  الإخوان الإرهابية وقياداتهم التي سلمت معسكراتها واسلحتها للحوثي دون مقاومة وخيانتهم المتكررة للتحالف من خلال تسليم محافظات الشمال لمليشيات الحوثي ذراع ايران باليمن  ، وهو الامر الذي ادى الى فشل السعودية بإيجاد حليف قوي في الشمال بعد خيانة جماعة الاخوان المسيطرة على الشرعية للتحالف واصبحت السعودية اليوم تمارس دور الوسيط بينها وبين  الحوثيين لضمان الحفاظ على مصالحها وعدم الإعتداء على حدودها من قبل الحوثي الذي بات يهدد امنها وامن المنطقة بشكل عام.

خطوات السعودية هذه جاءت  بعد ان سلمت جماعة الإخوان وتخادمها مع الحوثي من خلال  تسليم الألوية المرابطة في الحدود كل المعدات العسكرية بحجة سيطرة الحوثيين عليها  ، وتزامناً مع زيارة السفير السعودي ال جابر الى صنعاء عدة مرات وعقد لقاءات مغلقة مع قيادة الحوثيين وتقديم السعودية تنازلات لهم مقابل  ألتزم الحوثيين بالصلح معها وعدم المساس بمصالحها وتوقف المعركة البرية الحدودية مع اليمن.

لم يكتفي حلفاء السعودية في الشمال عن تقديم العون والمساعدة للحوثيين بل استمرو بدعمه بكل أنواع الدعم العسكري والمالي  والإستخبارتي والإعلامي، وإنشاء تحالف وتعاون مشترك بين القاعدة وداعش الجناح المسلح لحزب الاخوان الارهابي مع الحوثيين ،خلال الأعوام الماضية والافراج عن عناصر التنظيم التي كانت معظم عناصره  تقبع في سجون صنعاء وتقدر بالمئات، ما عدا بعض الأفراد الذين يوفرون للحوثيين غطاء أمام المجتمع الدولي.


حيث أطلق الحوثيون سراح أكثر من (400) معتقل من تنظيم (القاعدة) كانوا في سجون جهازي الأمن السياسي والقومي في صنعاء، وبدوره الحوثي أقدم على الاشراف في تدريب عناصر القاعدة وداعش على السلاح الحديث والطيران المسير لاستهداف القوات الجنوبية ،ومن أبرز الدلائل على ذلك، وقوع عناصر من القاعدة بيد القوات الجنوبية بعد اسرها والقبض عليها  وهي تقاتل مع الحوثي ، بالاضافة الى زراعة العبوات الناسفة التي تم العثور عليها  في بعض المعارك، وكانت تتطابق مع عبوات الحوثيين التي يستخدمونها في حربهم ضد القوات المسلحة الجنوبية إضافة إلى الطيران المسير، 

استطاع حزب الاخوان الارهابي من استنزاف التحالف العربي بحرب وهمية ،وتسخير الدعم الكامل للحوثيين.  

الجنوب الحليف الصادق  

استطاعت المقاومة الجنوبية أن  تتصدى للغزو الحوثي على الجنوب وتطهير محافظات الجنوب من قوى الاحتلال اليمني بشقيها  الحوثي العفاشي والإخواني الارهابي والانتصار للمشروع العربي وهزيمة مشروع ايران بالمنطقة   خلال فترة وجيزة وبدعم من التحالف العربي ، بالإضافة الى تحقيق المزيد من  الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية رغم المؤآمرات وحرب الخدمات والعقاب الجماعي التي تفرضها الحكومة الشرعية على الجنوب ، إلا أن الجنوبيين استطاعوا فرض أمر واقع خصوصاً بعد تشكيل القوات المسلحة الجنوبية للدفاع عن الجنوب في كل الجبهات الحدودية وأيضاً تامين الجبهه الداخلية ومكافحة الإرهاب الإخواني الحوثي المرتدي لباس الشرعية .

كما خاضت القوات المسلحة الجنوبية مواجهات عنيفة مع عناصر الإرهاب القاعدة وداعش في  كل محافظات الجنوب وأشدها ضراوة في الحج والعاصمة عدن وابين وشبوة ، لتتمكن من القضاء على معسكرات الإرهاب التي كانت تسمى باللوية الحرس الرئاسي وهي في الحقيقة مأوى لعناصر الإرهاب تحت قيادة شرعية الإرهاب وما تمارسة من حرب اقتصادية وخدماتية وقطع المرتبات وحرمان المواطن من ابسط مقومات الحياة الإنسانية ،ولسان حال حكومة شرعية الارهاب يقول لشعب الجنوب نحن هنا في الحكومة والحوثي في الجبهات والخلايا الارهابية المزروعة في اوساطكم ، وليس لديكم خيار سوى أن تخضع لنا أو الجحيم مصيركم. 

مخطط تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي 

تقود السعودية وجماعة الإخوان الإرهابية مخطط تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي عبر تشكيل قوات عسكرية ومكونات كرتونية تحمل أسماء شخصيات جنوبية معروفة انتماءاتهم الحزبية للإخوان المسلمين وكل مكون يحمل اسم المحافظة التي ينتمي إليها مجلس حضرموت الوطني ،وحلف قبائل شبوة ..وكل هذه المسميات بدعم وتمويل واشراف سعودي ، كمحاولة منها لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي وتقديم تنازلات لها وتسليم ثروات الجنوب للحوثي وتمكين الإخوان المسلمين من السيطرة على الجنوب  حسب استراتيجيتها الجديدة التي يترجمها الواقع ، إضافة إلى قطع المرتبات عن القوات المسلحة الجنوبية والحرب الاقتصادية وحرب  الخدمات هدفها  إخضاع الجنوبيين واشغالهم عن هدفهم المنشود المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية  لغرض إرضاء حليفتها  الهضبة الزيدية على حساب إرادة الشعب الجنوبي وقضيته ، غير ابهة بأن الشعب الجنوبي لا يقبل الوصايا ولا يقبل بالحلول المنتقصة التي لا تلبي مطالبه المتمثلة باستعادة الدولة الجنوبية وسيادتها على كامل حدودها المتعارف عليها دولياً الى  ما قبل عام 1990م

مقالات الكاتب