هادي شوبه

ياباري القوس أعط القوس باريها

ياباري القوس برياً ليس يُحسنُه
لا تظلمِ القوس أعطِ القوس باريها
يروى عن هذا البيت الذي صار مثلاً انه يعود لجرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة المعروف بالحطيئة قد قاله في موقف حدث له مع سعيد ابن العاص، والحطيئه شاعر مخضرم في وقته وعرف بهجاءه لأغلب الناس حتى اهله ونفسه فلم يكد احد يسلم من شِعره، حيث جاء بالبيت الذي أشرنا اليه في المقدمة وكأنه ينطبق واصفاً حال الكثير ممن هم في مجتمعاتنا هذه رغم قِدم صدوره قبل مئات السنين إلا كأنه يحكي واقعاً ملموساً في العام الثالث والأربعون بعد الالف والمئة الرابعة من الهجرة وقد لخص لأولو الألباب مختصراً الكثير من الشروحات و الدروس التي لاتسعها المجلدات في عدداً من جوانب الأعمال،و الإتقان، والأخلاق، والعدل،والآداب، والأمانة، والحقوق ومحتوياً في كلماته على النصح الواجب العمل به في مسيرة حياة المرء وفي هذا الوقت الذي تعاظم فيه اعداد ظالمي القوس في كل المجالات الخاصة والعامة حيث يأبى المشار اليهم إلا الإستمرار في مواصلة ما لا يحسنون فيه رغم علمهم بهذا.

فستصاب بالحيرة في الحكم على ما يقومون به وستخطر ببالك عدة تساؤلات من طريقة تشبثهم بما لا يفقهون لتُحدِث نفسك قليلاً عن أمرهم متسائلاً اهو دافع حب التملك والسطيرة الأعمى لينتج منه هذا لأغراض ذاتية لاتمت لغيرها بشيء.. ؟ ام يعتريهم الإحساس بالنقص و يحسبو ان هذا مكملاً لهم لتغطية مايعانونه مع الأنانية وعدم استطاعتهم رؤية القوس في أيادي أخرى..؟ اهو لكي تقال الاقوال عنهم ذكراً وتملقاً او مدحاً وتفاخراً لضنهم بها القدر والرفعة..؟ ام بهدف جني مكاسب حتى وان كان من صنيع ليس لهم فيه شيئ و تأبى أنفسهم بالسوء في اعطاءه لمن هو أهلاً له..؟ وغيرها الكثير من التساؤلات التي ستحيط بك كالأمواج من كل جانب لتجد نفسك باحثاً عن قارب النجاة فقط للتخلص منها كمخرج مؤقت فهي ستظل أمامك ما وجهت بصرك تجاهها.

وفي طبيعة الأمر لا يصح إلا الصحيح فهذا مانتفق عليه جميعنا وهناك العديد من الأشياء التي ستعالج مثل هذه الأمور وغيرها عاجلاً ام آجلا فتغييرها لابد منه مهما ترى تضاعف عكس هذا ولو كره الكارهون والمبادرة ممن يصادف هذا بالتحدث عنه لهدف وضع الأنسب في ما يناسبه والتقدم بالنصح وعدم الإلتزام بالصمت في هذا الجانب ليمثل ما بادر به عنواناً للذات التي تسعى بالإصلاح في المجتمع والحرص على رؤية القوس في يد باريها المستحق الحقيقي دون تصنع او عبث و ظلم يرضاه على نفسه قبل غيره فمن عمل منكم عملاً فاليتقنه وليؤدي حقه كاملاً دون نقصان ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه واختم بقولي على ما بدأت به،
يا باري القوس برياً انت تحسبهُ
قد وضعك في آمال دنيا لتأتيها

أكرم القوس بمن كانو لها اهلاً
فسهامها تلحق من كان يؤذيها.

مقالات الكاتب