إلى متى الرهان على إخوان الغدر!

على مدى ستة أعوام ونحن ننبه من خطورة التآمر الإخواني ضد الجنوب أرضاً وإنساناً، وهي التحذيرات ذاتها التي قابلها التحالف بإذن من طين وأخرى من عجين.

وحتى اليوم، لا نزال نهيب بالأشقاء العرب من عواقب المستقبل القريب في ظل استمرار سيطرة الإخوان على المشهدين السياسي والعسكري في الجنوب، وقد رأينا ذلك مؤخرا في العزيزة شبوة، وقريبا نراه فيما هو أبعد منها بكثير، وربما في عقر دول التحالف.

فالإخواني يعمل وفق أجندات تخص تنظيمه الدولي الذي تتحكم به قطر وتركيا، ولا يؤمن بأي مشاريع قومية في المنطقة، بما فيها المشروع العربي، وتواجده ضمن صفوف التحالف مجرد إنذار آخر بهزيمة التحالف المرؤوس من قبل المملكة، إلا في حال تداركت الأخيرة الأمر وأقصت خصومها من الواجهة.

لكن موجة التجاهل المحيطة بالموقف الرسمي للتحالف تجعله – ومعه حلفائه المحليين – في مهب خطورة وشيكة، وضربة قاصمة لصالح حلفاء طهران، سيما والأخيرة تكترث بقوة لصرخات أنصارها، وتعمل على تعزيزهم بالمال والسلاح على مدار الساعة، فيما يتسلط الإخوان منذ انطلاق عاصفة الحزم على كامل الدعم المالي والعسكري المناهض لتقدم الحوثيين.

إصرار التحالف على التمسك بالاخوان رغم ملف الخيانات المتعاظم من قبلهم، يضع التحالف في موقع حرج، ويكشف أن جانباً كبيراً من قيادته يعمل وفق أجندات أخرى مناوئة، تسعى لإلحاق هزيمة بمشروع العرب الأخير في جزيرتهم.

ويبقى التساؤل، إذا كان التحالف متمسكاً بمشروع الإخوان فلصالح من كل تلك الدماء التي أزهقت في مواجهة الحوثيين، طالما والانتصار سيكون من نصيبهم؟

يبدو كأن التحالف أتى فقط ليستنزف الحوثيين، لا ليقتلعهم، ما يؤكد تفوق تلك العصابة على ذلك التحالف العسكري الضخم، رغم الفارق في التسليح والعتاد، والأموال الهائلة التي رافقت عملياته منذ 26 مارس 2015.