الاتفاق السعودي الإيراني

الشيخ لحمر بن لسود لـ"وكالة أنباء حضرموت": لهذه الأسباب انتهت "ربعة" رشاد العليمي ومعين عبدالملك

قال بن لسود في مقابلة مع وكالة أنباء حضرموت "إن الاتفاق السعودي الإيراني تجاوز أي تكتل سياسي يمني او إقليمي في مواجهة الاذرع الإيرانية في اليمن،

الشيخ لحمر بن لسود - وكالة أنباء حضرموت

حفظ الصورة
سامي الخضر
وكالة أنباء حضرموت

قال الشيخ القبلي البارز لحمر بن علي لسود إنه لم يعد هناك دعوى لوجود مجلس قيادة رئاسي "فرع اليمن"، بعد الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم برعاية صينية.

وقال بن لسود في مقابلة مع وكالة أنباء حضرموت "إن الاتفاق السعودي الإيراني تجاوز أي تكتل سياسي يمني او إقليمي في مواجهة الاذرع الإيرانية في اليمن، وهو ما يؤكد عدم الحاجة الى مجلس قيادة رئاسي في عدن.

وتحدث الشيخ القبلي لحمر بن لسود في عدة قضايا على الساحة الجنوبية، والتطورات الإقليمية وانعكاسها على الوضع في الجنوب واليمن.

 

وإلى نص الحوار

مرحبا الشيخ لحمر بن لسود، في البداية كيف تابعت التطورات الإقليمية التي وصفت بالمفاجئة، من خلال الاتفاق الإيراني السعودي الذي تم برعاية صينية؟.

  • أولا نرحب بكم، ونشكركم على اهتمامكم بمتابعة القضايا المحلية في الجنوب وكذا الإقليمية وخاصة بما يتعلق بالأزمة في اليمن التي افتعلها الحوثيون منذ العام 2004م، وما ترتب عليها من تطورات عسكرية وسياسية وصولا الى الاتفاق الإيراني السعودي الذي نتطلع ان يكون اتفاقا ينهي حالة الحرب التي يعيشها الجنوب واليمن والمنطقة برمتها.
    لا شك اننا تابعنا باهتمام الاتفاق الإيراني السعودي، ونحن على ثقة كبيرة بنجاح هذه الاتفاقية، وثقتنا تكمن في الراعي لهذه الاتفاق "جمهورية الصين الشعبية"، التي تمتلك استراتيجية كبيرة في إدارة الصراعات وحلها بعيدا عن المعسكر الغربي، وقد سجلت الصين بهذا الاتفاق انتصارا كبيرا للمعسكر الشرقي، فالشرقيون لديهم الصدق والشفافية في إنجاح أي اتفاق، وهو ما نتوقعه من خلال الاتفاق بين الرياض وطهران، والموقع في العاصمة بكين.
    إن الاتفاق السعودي الإيراني قد ربما لا يكتب له النجاح إذا كان الراعي هم الامريكان أو الأوروبيون، ونحن نتمنى ونتطلع الى ان يكون هذا الاتفاق عامل مساعد على انهاء الحرب التي تشن على بلادنا، فنحن المتضررون بشكل رئيسي من هذا الصراع الدموي والحروب التي تشن على بلادنا باسم محاربة إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، وهي الشعارات المضللة التي استغلها الحوثيون لتجييش اليمنيين على بلادنا بغية احتلالها مرة أخرى.
  • كيف ترى انعكاس هذا الاتفاق على مستقبل "مجلس القيادة الرئاسي" الذي جاء بديلا لشرعية الرئيس المتنحي عبدربه منصور هادي؟.
  • في العرف القبلي المتعارف عليه بين قبائل العربي، عندما يحصل أي خلافات او صراعات بين القبائل، يذهب القبيلي المهزوم الى أقرب قبيلة لحمايته ويسمى في العرف القبلي "الربعة"، والمهزوم يطلق عليه "ربيع"، لأنه يتربع على دار قبيلة أخرى، وما حصل في اليمن، هو يندرج في اطار هذه الأعراف القبلية المتوارثة، فالحوثيون اطاحوا بالشرعية المستمدة من المبادرة الخليجية الموقعة في العام 2012م، خرج عبدربه وحكومته من صنعاء، كطرف مهزوم ولجأوا في البداية إلى عدن ومنها إلى الرياض التي اعادتهم مرة أخرى إلى عدن.

وقد خاض الجنوبيون معركة وطنية ليست دفاعا عن "الربعة"، ولكن في المقام الأول كانت حربا للدفاع عن الجنوب الأرض والانسان من عدوان خارج، ولكنها في ذات الوقت تقاطعت المصالح بين الأرض والشرف والجاه، وعند ذلك كانت هناك تحالفات ضد المعتدين جماعة الحوثيين.

اليوم ونحن امام تطورات جديدة، ومؤشرات قوية على انتهاء الحرب وإيقاف نزيف المال العام، اما القتال فقد توقف عمليا في العام 2016، أي بعد اقل من عام على انطلاق عمليات عاصفة الحزم، لكن نزيف المال المقدم من دول التحالف العربي او المال المحصل من موارد الجنوب، وهذا التطور يقودنا الى التأكيد "ان ربعة مجلس القيادة الرئاسي فرع اليمن" قد انتهت بالمصالحة الإيرانية السعودية، ولم يعد لهذا المجلس أي بقاء في عدن، واذا كان هناك نية لليمنيين في قتال الحوثيين بعيدا عن شرعية التحالف العربي، فمن الأفضل لهم الذهاب الى مأرب او أي مدينة يمنية، لأن محاولة التوطين في عدن، تحت هذه المبررات الواهية، لن تكون مقبولة وسيتم رفضها، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فالمقاومة اليمنية السابقة التي هربت الى عدن ورفعت شعار مقاومة الامامة في صنعاء، لم تفعل بل تسببت في فتنة جنوبية داخلية، ونحن ما لا نريده ان يتكرر مرة أخرى.

ننصح رشاد العليمي بان عليه ان يحزم حقائبه ويذهب الى مأرب، لان تكرار تجربة "حوشي" بقيادة عبدالفتاح إسماعيل الجوفي، لن تتكرر ولن يسمح شعبنا بتكرارها، لان ما حصل في السابق قد نزع كل روابط الثقة في اليمنيين، فلا السابقون حرروا صنعاء مثل ما كانوا يزعمون، ولا هؤلاء يمكن ان يقاتلوا الحوثي، وهناك ثماني سنوات تؤكد ان لا رغبة لهم في قتال الحوثيين على الاطلاق ابدا، ولم يستطيعوا فك الحصار عن مدينة كتعز، فالأولون شاركوا في حكم الجنوب لكنهم فشلوا في انتزاع اليمن من قبضة الامامة التي رغم الدعم المصري ومشاركة جيش مصر الكبير في قتالها، الا ان من حكم صنعاء هي الامامة مرة أخرى، ولكن بلباس الجمهورية.

ورشاد العليمي وشلة "مقر" (مجلس القيادة الرئاسي)، لن تحارب الحوثي لأسباب كثيرة، أولا ان هذه الشخصيات لديها نزعة انتقامية من الجنوب، وتصالحية مع هواشم اليمن، الذين يتداولون الحكم في صنعاء لأكثر من ألف عام، ناهيك عن ان ما يسمى بالجيش الوطني اليمني، لا يأتمر بأمر سلطة "مقر" رشاد العليمي، فالجيش إخواني والسلطة المالية بيد تجار لهم مصالح تجارية مع الحوثيين، ومنها المجموعات التجارية التي ترتبط بشكل وثيق بمدينة تعز، فلا يمكن لهذه المجموعات التجارية ان تدعم حربا ضد جماعة أصبحت سلطة أمر واقع في صنعاء، وكما قال الامام يحيى "ان الايادي التي تعودت على عجن الطحين لا تستطيع حمل البندقية".

لذلك نؤكد للإقليم ولليمنيين اجمع، ان "الربعة" بالنسبة لنا في الجنوب قد انتهت ولم تعد هناك أي حاجة او مبرر لبقاء الرباعة في منتجع المعاشيق على الاطلاق، وعلى الجنوبيين ان يعيدوا الرباعة الى الرياض تمهيدا لعودتهم الى مأرب على اقل تقدير.

من وجهة نظرك من هم المتضررون من الاتفاق الإيراني السعودي؟

  • أولا المتضرر الرئيس هم تجار الحروب، من قيادات سياسية وعسكرية والذين تدعمهم إيران والسعودية خلال السنوات الماضية، وكذلك المهربون للأسلحة والطائرات المسيرة الذين أصبحت لديهم مراكز مالية بفعل الحرب، فقد ساهم الدعم السعودي المقدم لإخوان اليمن، بناء امبراطورية مالية للإخوان في العالم، حيث تحولت مدينة إسطنبول التركية الى مركز مالي كبير للتنظيم، أغلب دعمه من اليمن، جراء ما ضخته الرياض على ما يسمى بالمقاومة اليمنية والشرعية اليمنية، التي سيطر عليها الاخوان.

وقد بينت العديد من التقارير ان اصغر تجار حرب في اليمن، حمود المخلافي يمتلك عقارات في تركيا تصل الى ملايين الدولارات ومركز اطراف صناعية في مدينة صلالة العمانية، ناهيك عن الشركات الصغيرة التي أنشئت بفعل الدعم المالي المقدم باسم الشرعية لدعم جهود الحرب.

اما على الصعيد السياسي، فالاتفاق لن يتضرر منه الا من لديه مصالح تجارية من استمرار الحرب، اما الجنوب فهو سيكون رابحا لا محالة، لأنه قد يتحرر من كل الالتزامات التي تعهد بها للتحالف العربي بقيادة السعودية، وكلها اتفاقيات ابرمت احتراما لدور السعودية والامارات، لكن هذا لا يعني ان التنصل عن أي اتفاقيات هو انقلابا على التحالف مع الرياض، بل على العكس سيكون عاملا مساعدا.

نرى أنه يجب إعادة النظر في كل تلك الأخطاء القاتلة التي ارتكبت خلال السنوات الماضية بما في ذلك الأخطاء الاستراتيجية بدعم الرعاة للتنظيمات الإرهابية في اليمن.

الاتفاق السعودي الإيراني، نأمل ان ينقل المنطقة من التقوقع إلى حاب الاستقرار والتنمية، وعلى ايران واذرعها ان تكتفي بما لديها ولا تطمح في المزيد، لأن المطامع تعني المزيد من الازمات والحروب والدماء، وهي بلا شك ستكون متضررة بشكل أكبر.

الاتفاق السعودي الإيراني فرصة لليمنيين لمراجعة انفسهم والكف عن خطاب الكراهية والتحريض والحروب التي سلطت على بلادنا منذ نحو قرن من الزمان، حان الوقت ان ينشغل الجميع بالتنمية وتحقيق الاستقرار للشعوب يكفي حروب.

ما هي رؤيتكم المستقبلية للوضع الراهن، كسؤال أخير؟.

  • رغم عدم ثقتنا باليمنيين في انجاز توافق سياسي ينهي الصراعات، ولكن نحن نثق بالرعاة الصينيين في إنجاح الاتفاق السعودي الإيراني، الذي بدون شك سيكون له اثره الإيجابي نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة برمتها، لكن يظل الأمن والاستقرار في الجنوب والمياه الدولية مرهونا بمنح الجنوبيين حقهم في إقامة دولة مستقلة كاملة السيادة.

وفي الأخير اشكركم في وكالة أنباء حضرموت على هذا اللقاء ونشيد بنشاطكم الدؤوب في نشر الاخبار والاحداث المعتملة في الجنوب.