اخبار الإقليم والعالم

قبول «حماس» مقترح هدنة غزة.. رضوخ أم مناورة؟

وكالة أنباء حضرموت

بين من يراها "رضوخا" ومن يعتبرها "مناورة"، تباينت آراء الخبراء حول موافقة حماس على مقترح هدنة في غزة.

وأمس الإثنين، أبلغت حركة حماس الوسيطين القطري والمصري موافقتها على مقترحهما للهدنة في الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما رفضته إسرائيل، معتبرة أن رد الحركة "لا يلبي مطالبها".

التوقيت والسياق
إعلان حركة حماس رسميا موافقتها على اقتراح قدمته مصر وقطر لوقف إطلاق النار في غزة، قبل وصول وفدها إلى القاهرة الثلاثاء، والذي سرعان ما رفضته إسرائيل، أثار تساؤلات بشأن توقيت ودلالات موافقة الحركة الفلسطينية على المقترح، وما إن كانت تعد "مناورة" أم رضوخا لضغوط داخلية وخارجية؟

ومساء أمس، وبينما كانت إسرائيل قد بدأت بقصف المناطق الشرقية من رفح المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، جاء إعلان حماس عن موافقتها على الهدنة.

لكن في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان عقب اجتماع لحكومة الحرب إنه "رغم أنّ مقترح حماس لا يلبّي مطالب إسرائيل الأساسية، فإنّها سترسل وفدا للقاء الوسطاء".

لماذا قبلت؟
يرى الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن موافقة حماس على الهدنة تستبطن "رغبة في وقفة لالتقاط الأنفاس، حيث إنها تعلم أن اسرائيل لن تلتزم بالهدنة، ولن تكون هذه آخر المواجهات".

وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، تحدث "عبدالفتاح" عن مجموعة من العوامل التي قال إنها "شكلت نوعا من الضغط على حركة حماس، ودفعتها للموافقة".

وأشار إلى وجود "ارتفاع في منسوب الغضب الشعبي داخل غزة مع استمرار الحرب منذ 7 أشهر مما ساهم في إطالة المعاناة".

وأضاف أن "قيادات حماس أمام أزمة تتعلق بالبقاء في قطر من عدمه، والبحث عن ملاذات بديلة، إضافة إلى ضغوط مصرية وقطرية وأمريكية، ومطالبات للحركة بإبداء مرونة أكبر، وكلها عوامل دفعت الحركة لقبول الموافقة".

وبحسب الخبير المصري، فإن "حركة حماس أرادت أن تلقي بالكرة في الملعب الإسرائيلي، وبعث رسالة مفادها بأن تل أبيب تتحمل المسئولية، في ظل اتهامات أمريكية وإسرائيلية وبعض القوى الدولية لحماس بأنها من يعطل الصفقة ووقف إطلاق النار".

وأردف في هذا الصدد، أن "حماس كانت تراهن على أن موافقتها لن تقابل بترحيب إسرائيلي، ومن ثم أرادت أن تلقي بالكرة في الملعب الإسرائيلي وتظهر نفسها على أنها مرنة ومتعاونة إلى حد بعيد".

مناورة؟
مع أن مراقبين يعتبرون في قرار حماس مناورة، لكن الدكتور هشام النجار، الكاتب الصحفي المصري والخبير السياسي، يعتبر أن الحركة "لا تملك رفاهية الوقت ولا المناورة".

وقال "النجار" لـ"العين الإخبارية"، إن "الواقع على الأرض مختلف تماما عما كان عليه في السابق، بعد تدمير إسرائيل لمناطق واسعة من غزة، إضافة إلى أنها تتحين الفرص للانقضاض على باقي القطاع، ولا توجد ثقة كبيرة في جدوى الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة".

وعزز النجار رأيه بأن "خيارات حماس محدودة جدا في هذه المرحلة بالنظر لتفويتها عددا من الفرص طوال الشهور الماضية، ونتيجة رهاناتها الخاسرة على محور إيران وما عرف بوحدة الساحات، واليوم تواجه أمرا واقعا معقدا".

وأوضح في شرحه لأسباب قبول حماس بمقترح وقف إطلاق النار، أنه "من الممكن أن يتسبب تعنت حماس من جهة، وإصرار حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية من جهة أخرى، على المضي في مخطط الاجتياح وتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، في مذبحة".

وحذر من أن "حماس ستتحمل هنا جزءا من المسؤولية لعدم تجاوبها مع الفرصة الأخيرة المتاحة".

ووفق الخبير المصري، فإن "قادة الحركة يتحسبون أيضا من نتائج المواجهة الأخيرة عسكريا، في ظل الواقع الميداني على الأرض، وهو ما يمكن يفضي إلى إضعاف قوتها العسكرية المتبقية، فلجأت إلى إظهار المرونة مع المبادرات المطروحة للحل التفاوضي".

ومما ساهم في موافقة حماس، والحديث لـ"النجار"، أن "الورقة المصرية القطرية متوازنة، وتلبي مطالب الأطراف، وتضع في الأولوية إنهاء الصراع خلال وقت قصير؛ لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة، وإعادة القطاع سريعا كمكان قابل للحياة".

رضوخ؟
من جانبه، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات، أن الموافقة جاءت في إطار  "قراءة للظروف والمعطيات والمستجدات والتغيرات السياسية والإقليمية والدولية، وكذلك داخل الشارع الإسرائيلي وطبيعة التغيرات التي تجري بالإضافة لحاجة المواطنين داخل قطاع غزة".

وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول بشارات، وهو مدير مركز يبوس للدراسات (فلسطيني/ مستقل)، إن "موافقة حماس على مبادرة الهدنة، جاء في إطارين اثنين".

الأول، يوضح أن "الطرح المقدم يلبي الشروط الأساسية لحماس، ويعد أفضل طرح قدم منذ بداية المفاوضات من باريس الأول للثاني وما بعده من لقاءات تفاوضية في القاهرة وبالتالي بالنسبة للحركة إضاعة هذه الفرصة يمثل إحباطا بالنسبة لها".

أما الإطار الثاني، يقول، فهو أن "حماس كانت واضحة بأنها ليست معنية بأن تطول الحرب بقدر أن تحقق الأهداف التي توازي حجم وطبيعة الثمن الذي دفع في هذه الحرب سواء عدد القتلى أو حالة الدمار الكاملة بالقطاع".

"بشارات" نبه في هذا الإطار، من أن "حماس قرأت الخارطة السياسية والتحركات والمواقف الدولية والإقليمية ورغبتها جميعا في وقف هذه الحرب؛ لأن لها ارتداداتها، وربما حاولت استثمار هذه المواقف حتى تحولها من ورقة ضغط عليها، إلى ورقة تحارب بها إسرائيل".

ولفت إلى أن "موافقة حماس أربكت إسرائيل بعد أن وضعتها الحركة في الزاوية، وهو ما تجلى في ردود أفعال الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول العربية والإقليمية والدولية وجميعها رحبت بموقف الحركة، وطالبت إسرائيل بالموافقة".

ورغم إعلان حركة حماس رسميا، أمس، موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار، إلا أن الدبابات الإسرائيلية اجتاحت رفح، المدينة التي تعتبر آخر ملاذ للنازحين الفارين من أتون الحرب.

لإعدام التعسفي لـ 11 سجيناً، بينهم إمرأتان يوم السبت 18 مايو في إيران


كسر هيبة خامنئي وانعكاساته على المشهد السياسي الإيراني


الكثيري يشيد بجهود السلطة المحلية بمديرية البريقة في خدمة المواطنين


أحمد الجار الله: الجنوب العربي أرحب وأهم من يمن الشمال المحتل