ناسا تحث الخطى لعودة البشر إلى القمر والمريخ

وكالة أنباء حضرموت

تموضعت المركبة الفضائية أوريون في مدار قمري بعيد في اليوم العاشر من مهمة “أرتميس 1″، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الجمعة.

وجاءت الرحلة التي انطلقت الأربعاء في أعقاب محاولتي إطلاق سابقتين في أغسطس وسبتمبر الماضيين تم إلغاؤهما أثناء العد التنازلي بسبب مشاكل فنية، وستساعد على اختبار درجات الإشعاع والاهتزازات والحرارة عند عبور الغلاف الجوي.

وشهد إطلاق برنامج ناسا تأخيرات لسنوات عدة، فأصبح نجاح المهمة التي تبلغ تكلفتها عدة مليارات من الدولارات أمرا ضروريا للوكالة الأميركية.

وقالت ناسا الجمعة إن مراقبي الطيران في الوكالة “أجروا بنجاح عملية حرق لإدخال أوريون في مدار بعيد”، الأمر الذي يعني أن المركبة ستحلق على بعد حوالي 64 ألفا و400 كيلومتر فوق القمر.


وهذه هي المرة الأولى التي تقترب فيها مركبة فضائية من القمر منذ برنامج أبولو التابع لناسا قبل 50 عاماً، ومثلت علامة فارقة في الرحلة التجريبية البالغة تكلفتها 4.1 مليار دولار.

وأوضحت الوكالة في منشور على مدونة أن مراقبي الرحلة سيتولون خلال وجود أوريون في هذا المدار القمري “مراقبة الأنظمة الحيوية للمركبة وسيجرون عمليات تدقيق تتعلق ببيئة الفضاء السحيق”.

وباتت هذه الكبسولة الجديدة موجودة راهناً على مسافة نحو 64 ألف كيلومتر من القمر الذي يُفترض أن تنقل إليه رواد فضاء في السنوات المقبلة، للمرة الأولى منذ آخر رحلة أميركية ضمن مهمة أبولو.

وحملت مركبة “أبولو 11” أول إنسان إلى القمر عام 1969، وكانت جزءاً من برنامج يحمل الاسم ذاته واصل إطلاق المركبات إلى القمر حتى عام 1972، قبل أن يحال إلى التقاعد.

وتمثل النساء 30 في المئة من القوة العاملة في غرف إطلاق أرتميس بعدما كان عددهن يقتصر على امرأة واحدة في مهمة “أبولو 11”.

وستحتاج مركبة أرتميس على هذه المسافة إلى ستة أيام على الأقل لإجراء نصف دورة حول القمر قبل بدء رحلة العودة إلى الأرض.

وترمي هذه الرحلة التجريبية الأولى، وهي غير مأهولة، إلى التأكد من أن المركبة آمنة.

ومن المقرر أن تهبط في المحيط الهادئ في الحادي عشر ديسمبر، بعد ما يزيد قليلا عن 25 يوما من الرحلة.

وسيجري اختبار الدرع الحرارية للكبسولة أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض. ويفترض أن تتحمل درجة حرارة توازي نصف حرارة سطح الشمس.

ويحكم نجاح هذه المهمة مستقبل المهمة التالية “أرتميس 2” التي ستنقل رواد فضاء حول القمر من دون هبوط، وبعدها “أرتميس 3” التي ستتيح أخيرا عودة البشر إلى سطح القمر.

واختارت ناسا تسمية بعثتها باسم الإلهة الصيادة، ففي الأساطير الإغريقية أرتميس هي إلهة الصيد والغابات والحياة البرية والقمر. وهي أيضاً الأخت التوأم لأبولو، إله الشمس والموسيقى والشعر.

وعرف التوأمان بهواية مشتركة هي القوس والنشاب، ولذلك ربما اختارت وكالة الفضاء الأميركية ناسا تسمية بعثاتها إلى القمر تيمنا بهما.

وعلى الرغم من أن أرتميس، أو ديانا كما أسماها الرومان، كانت سيدة الطبيعة المتوحّشة التي لم تطأها الحضارة، إلا أنها كانت أيضا من أبرز آلهة القمر عبر التاريخ.

وسيكون الهبوط على سطح القمر بمثابة الذروة لبعثات أرتميس. وتم تخصيص هذا الحدث التاريخي في الأصل لعام 2024، ومن المقرر حاليا أن يجري ذلك في أقرب وقت ممكن من عام 2025.

ويشكل هذا الحدث الانطلاقة الكبيرة لبرنامج أرتميس الرامي إلى إرسال أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة إلى القمر. ويرمي البرنامج إلى إقامة وجود بشري دائم على القمر تحضيرا للتوجه إلى المريخ.

وقال هوارد هو المسؤول في وكالة الفضاء الأميركية ناسا لـ”بي.بي.سي” إنه يمكن للبشر البقاء على القمر لفترات طويلة خلال هذا العقد.

وأضاف المسؤول الذي يقود برنامج المركبة الفضائية القمرية أوريون التابع لناسا، إن مناطق العيش ستكون ضرورية لدعم البعثات العلمية.

وقال “إنها الخطوة الأولى التي نتخذها لاستكشاف الفضاء السحيق على المدى الطويل، ليس فقط للولايات المتحدة ولكن من أجل العالم”.

وأضاف “أعتقد أن هذا يوم تاريخي لناسا، ولكنه أيضًا يوم تاريخي لجميع الأشخاص الذين يحبون رحلات الفضاء البشرية واستكشاف الفضاء السحيق”.

وتابع “أعني أننا سنعود إلى القمر، نحن نعمل من أجل برنامج مستدام وهذه هي المركبة التي ستنقل الأشخاص الذين سيعودون بنا إلى القمر مرة أخرى.”

وأضاف أن جزءا كبيرا من سبب العودة إلى القمر هو اكتشاف ما إذا كان هناك ماء في القطب الجنوبي للقمر، حيث يمكن تحويله لتوفير وقود للمركبات التي تتعمق في الفضاء، إلى المريخ، على سبيل المثال.

وقال هوارد هو “سنرسل الناس إلى السطح وسيعيشون على هذا السطح ويخدمون العلم”.

وأضاف “سيكون من المهم حقًا بالنسبة إلينا أن نتعلم قليلا خارج مدار الأرض ثم نقوم بخطوة كبيرة عندما نذهب إلى المريخ”.

وتابع “تمكننا مهام أرتميس من الحصول على منصة ونظام نقل مستدام يسمح لنا بتعلم كيفية العمل في بيئة الفضاء السحيق هذه”.

وعلى المدى البعيد، يهدف البرنامج إلى تعليم البشرية العيش في الفضاء إلى جانب جميع التقنيات اللازمة للقيام برحلات ذهاباً وإياباً إلى المريخ.