على هامش المؤتمر الأول للصحفيين الجنوبيين..

"اليوم الثامن" تنشر اصدار يناير 2023 الموسوم بـ "الخطابُ السِّياسي للرئيس عيدروس الزُبَيْدي"

توصل البحث إلى عدد من النتائج أهمها، أن الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزُبيدي امتلك قدرة فنّية بارعة تساعده في توظيف إمكانات الُلغة، معانيها ومبانيها وأساليبها وتراكيبها ووسائل توصلها، وكذلك الاستفادة من لُغة الجسد الاتصالية، التي جاءت متناغمة تناغمًا كليًا مع الُلغة اللفظية؛ لإيصال مضامين الخطاب السياسي

صحيفة اليوم الثامن
وكالة أنباء حضرموت

أصدرت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات ومقرها في العاصمة عدن، اصدار شهر يناير 2023م، كتاب "الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي، وذلك على هامش الانعقاد الأول لمؤتمر الصحافيين والإعلاميين الجنوبيين.

ملخص الدراسة 
تهدف هذه الدراسة البحثية إلى تحليل الخطاب السياسية للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي ألقاها منذُ إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017حتى 4 مايو 2022م، محاولة معرفة تحولات الخطاب ومدلولاته وكشف سر نجاحاته التي تحققت ومدى قدراته الفنية، اللفظية والجسدية، في التأثير على الجماهير المتلقّية للخطاب السياسي. 
وتتكوّن هذه الورقة البحثية من أربعة مباحث هي: المبحث الأوّل: الإطار العام للبحث، وتناول مشكلة البحث وأهميته وأهدافه ومنهجه والعينة المدروسة والدراسات السابقة، وفي المبحث الثاني: الإطار النظري للبحث، وتناول مفهوم الخطاب السياسي وأهميته وأبرز مناهج تحليل الخطاب، وفي المبحث الثالث، تناول ملمحاً عامًا عن باث الخطاب السياسي، مركزًا على مراحل حياته وانتمائه السياسي وخلفيته التاريخية والثورية التي كان لها حضورٌ كبيرٌ في طبيعة الحقول الدلالية المستعملة في الخطاب المدروس.
وفي المبحث الرابع والأخير، تناول نتائج تحليل لُغة النصّية للخطاب السياسي، بالإضافة إلى تقديم قراءة تحليلية لُلغة الجسّد التواصلية التي استخدمها الباث أثناء تقديم خطابه السياسي. وقد اعتمد البحث على منهج التحليل النّصي والاستدلالي ومنهجية التحليل النّفسي والإحصائي.
وقد، وقد اُختتم البحث بعدد من التوصيات.
الكلمات المفتاحية: الخطاب السياسي- الباث- المتلقي- الحقول الدّلالية – لُغة الجسد 

Abstrat The political speech of President Aidarous Al-Zubaidi
From May 4, 2017 to May 4, 2022 AD
Analytical semantic reading
This research paper aims to analyze the political discourse of President Commander Aidarous bin Qassim Al-Zubaidi, President of the Southern Transitional Council, which he delivered since the historic declaration of Aden on May 4, 2017 until May 4, 2022 AD, an attempt to know the transformations of the speech and its implications and to reveal the secret of his successes and the extent of his technical, verbal and physical abilities, in influencing the audience receiving political discourse 
This research paper consists of four sections: The first topic: the general framework of the research, dealing with the research problem, its importance, objectives, methodology, the studied sample and previous studies 
 The second topic: the theoretical framework of the research, dealing with the concept of political discourse and its importance, and the most prominent methods of discourse analysis.  The third topic dealt with a general overview of the announcer of political discourse, focusing on the stages of his life, his political affiliation, and his historical and revolutionary background, which had  great presence in the nature of the semantic fields used in the studied discourse 
  The fourth topic dealt with the results of analyzing the textual language of political discourse, in addition to providing an analytical reading of the communicative body language that the announcer used while presenting his political discourse.  The research relied on the method of textual and inferential analysis and the methodology of psychological and statistical analysis 
 The research reached a number of results, the most important of which is that the political discourse of President Aidarous Al-Zubaidi possessed a skillful technical ability to help him employ the potential of the language, its meanings, buildings, methods, structures and means of communication, as well as making use of the communicative body language, which came in complete harmony with the verbal language.  To convey the contents of the political discourse, the research concluded with a number of recommendations 
Keywords: political discourse - broadcaster - receiver - semantic fields - body language

مُقَدَّمة:  
يشكلُ الخطابُ السياسي في أوقاتِ الأزماتِ والأحداث والتحولات السياسية نقطة فارقة في حسم المواقف، فإمّا أن تصبّ في مصلحة الباث للخطاب أو أن تحسم الأمر ضدّه، فهو وسيلة ذو حدّين؛ لكونه يرتبط ارتباطًا مباشرًا بصناعة القرار، لاسيما حين تتداعى الأحداث، وتتسارع وتيرتها مما قد لا تسمح أحيانًا بالتفكير بلُغة التريّث وعادة ما يتم التحضير المسبق لهذه الخطابات السياسية؛ لكي تتمكن من إيصال رسالتها المرجوة التي تسعى القيادات السياسية المرسلة للخطاب تحقيقها في فترة زمنية محددة. 
ويعدُّ الخطاب السياسي عملية تواصلية تتم بين طرفين هما الباث والمتلقي والتي تسعى إلى إيصال رسالة ما من أجل إقناع ذلك المتلقي بفحواها وجعله يتخذ موقفًا إيجابيًا يخدم مصلحة الباث. وهذا يتم عبر رسالة يبحث من خلالها الباث/ السياسي، شرعنة خطابه واستمالة أكبر عدد من المتلقين نحو قضيته وأهدافه التي يسعى لتحقيقها.  

إشكالية الدراسة: 
إنّ الخطاب السياسي الذي يؤكد هوية الباث ووضوح رسالته من شأنه أن يسهّل انخراط المتلقي في مشروعه، وتبني أفكاره وبرامجه، فإذا ما اثبت أنه يحمل مشروعًا فكريًا يريد إقناع النّاس به، وأنّه واضح الرؤية صافي الفكرة ناجح في تفاعل المتلقي الإيجابي معه، من هُنا تكمن إشكالية البحث في رصد مضامين الخطاب السياسي للرئيس الزُيدي وتحليل آليات واستراتيجيات ومحرکات الاتصال والتواصل الاقناعي، وما يحتويه من علاقات وقوى فاعلة، بالإضافة إلى رصد أهداف الأفعال الكلامية والتعرف على مسارات البرهنة الواردة في الخطاب، وفي سبيل ذلك نطرح هذا السؤال الرئيس.
-  ما مدى تأثير الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي في تشكيل الوعي السياسي لدّى المتلقين؟   
ويتفرع من ذلك السؤال عدد من الأسئلة منها:
- تعدد وسائل الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي، هل أسهمت في تعزيز عملية الاتصال والتواصل مع المتلقيين؟ 
- هل كان الخطاب السياسي للرئيس القائد عيدروس مواكباً للمتغيرات الحاصلة في المحيط المحلي والاقليمي والدولي؟ 
- هل شكّل الخطاب السياسي للقائد عيدروس الزبيدي تحولاً كبيراً في مسار الأحداث السياسية والعسكرية المحلية والاقليمية؟  
- هل استفاد باث الخطاب من لُغة الاتصال الجسدي في سبيل تعزيز مضامين خطابه السياسي؟
 أهمية الدّراسة:
يعذُّ تحليل الخطاب السياسي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي من الأولويات المرحلية؛ لكونه خطابًا يمثل المشروع الوطني الجنوبي، الذي تسعى جماهير شعب الجنوب لتحقيق أهدافه - من خلال ذلك المشروع الوطني الذي يعد الزبيدي رمزاً سياسياً له - في أقرب وقت وأقلَّ تكلفة، لذا فدراسة تحليل الخطاب السياسي - لأعلى هرم في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمتمثلة في الرئيس عيدروس الزبيدي ذو أهمية كبيرة جداً وتكمّن تلك الأهمية في التالي:  
1. كشف مدلولات الخطاب للشعب في سبيل معرفة التوجهات العامة للمجلس الانتقالي.
2. مواجهة الاشاعات والاخبار الموجهة ضد الخطاب السياسي الجنوبي وفي مقدمته خطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي. 
3. دراسة الخطاب السياسي لشخصية جنوبية قائده متفق على رمزيتها من معظم أبناء شعب الجنوب.  
4. معرفة قدرة الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي في توظيف كل الوسائل في تحسين دور الخطاب السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي على المستويين الداخلي والخارجي.
5. كشف الإشكاليات والتحديات التي رافقت الخطاب السياسي والعمل على تصحيحها.
6. تقديم المعالجات والتوصيات والمقترحات التي تسهم في تطوير الخطاب السياسي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي. 
7. تفتح المجال لتناول الخطاب السياسي الجنوبي بمختلف أنماطه وكذلك الدفع بمراكز التدريب؛ لتطوير مهارات الإعلاميين والسياسيين الجنوبيين في تقنيات تحليل الخطاب.
أهداف الدّراسة:
1. التعرف على تأثير الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي في بناء العلاقات السياسية الداخلية والخارجية، وكذا معرفة الأساليب والوسائل الاتصالية التي اعتمد عليها الخطاب السياسي.
2. محاولة كشف مدى تناغم خطاب الرئيس الزبيدي مع التطورات المحلية والاقليمية والدولية.
3.  إزالة الغموض وتوضيح الصورة المغلوطة ضد الخطاب السياسي الجنوبي، وذلك بإبراز الدور الحقيقي لذلك الخطاب ومدى خدمة لقضية شعب الجنوب.  
4.  تحديد المشكلات التي تعيق تطوير الخطاب السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي. 
5. تقديم الرؤى المستقبلية؛ لتطوير أداء الخطاب السياسي الجنوبي الرأسي والافقي.
6. ترسيخ مفاهيم ومضامين الخطاب السياسي لدى أفراد الشعب من خلال عرض تحليلاته وتفكيك شفراته وتوصيله لأكثر من شريحة في المجتمع. 
فرضيات الدراسة:
1- يفترض البحث أن هناك دور ا للخطاب السياسي لرئيس المجلس الانتقالي على المستوى المحلي والدولي لكنه كان متوسط التأثير.
2- يفترض البحث جود هفوات ونواقص في الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي أثرت على مواكبة قضية شعب الجنوب للتطورات السياسية المحلية والدولية.
منهجية الدراسة:
في هذا البحث تم اتباع منهجية اعتمدت التحليل النقدي والنصي والاستدلالي للخطاب باعتباره ملائماً لطبيعة وموضوع البحث، وكذلك الاستفادة من منهجية التحليل النفسي والاحصائي في تحليل لغة الجسد ومهارات الاتصال اللفظي. 
عينة الدراسة: 
اختار هذا البحث عينة عشوائية من الخطابات الجماهيرية والمقابلات والتصريحات الصحفية والتلفزيونية التي قدمها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، منذ إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي حتى تاريخ 4 مايو 2022م، وقد بلغت تلك العينة الخاضعة للدراسة (20) خطابا سياسيا موزعة ما بين خطابات جماهيرية ميدانية ومقابلات تلفزيونية ومؤتمرات وندوات وحلقات نقاش، حيث توزعت تلك الخطابات على فترة زمنية (5) سنوات بمعدل كل عام (3) خطابات؛ ليشمل الفترة المحددة للبحث.
حدود الدراسة:
الحدود الموضوعية: 
الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. 
الحدود الزمنية:
امتدت حدود البحث من 4 مايو 2017- حتى 4 مايو 2022م.  
مصطلحات الدراسة: 
الخطاب السياسي:
عرفه الباحثون اجرائيا بأنه حقل معرفي يهتم بدراسة التواصل السياسي داخل المجتمع، سواء بواسطة النصوص أو الكلام أو الصور وهو خطاب يرتبط القادة السياسيين لاسيما في أوقات الحروب والمفاوضات وعقد الاتفاقيات الدولية وتتغير الفاظه نظرا لطبيعة الموقف كما يعد من اهم الوسائل المؤثرة على الجماهير. 
تحليل الخطاب السياسي: 
إن علاقة اللغة بالسياسة علاقة متينة حيث أصبح تحليل لغة الخطاب السياسي أحد فروع علم اللغة الاجتماعي الذي نال اهتماما واسعا لكون يهتم بلغة الخطاب السياسي والتعرف على خصائصه اللغوية التي تدعم الخطاب وتكشف عن وسائل تأثير الخطاب والسمات والخصائص الاسلوبية الخاصة بالمجتمع. 
 باث الخطاب:
باث الخطاب هو الرمز السياسي المتكلم وهو الرئيس القائد عيدروس بن قاسم بن عبد العزيز الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس الرئاسي. 
المتلقي:
هو متلقي الخطاب سواء اكان الخطاب موجه للمتلقي في الداخل أم الخارج.
الدراسات السابقة: 
-  الدراسة التي قدمّها (فاتحة تمزارتي2013م) التي تحمل عنوان " الحقول الدّلالية في الخطاب السياسي المصري الراهن خطاب مرسي نموذجا" جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال المغرب. وقد تناولت الدراسة مفهوم الخطاب السياسي الذي عرفته بانه عملية تواصيلة تتم بين طرفين هما الباث والمتلقي وفي المحور الثاني تناولت عن الحراك المصري دوافعه واسبابه والمحور الثالث نظرة عن الباث وقد اتفقت دراستنا مع محاور هذه الدراسة لكن ما يميز دراستنا انها تناولت فترة زمنية طويلة اشتملت على عدد من الخطابات كانت عينة كافية للدراسة بالإضافة ان دراستنا استندت على المناهج التحليلية الأخرى كالأسلوبية والنفسية. 
- الدراسة التي قدمها (الرفاعي 2019) التي تحمل عنوان " استراتيجيات تحليل الخطاب السياسي خطابات سعد زغلول نموذجا، قسم اللغة العربة كلية الآداب والعلوم الجامعة الهاشمية.   
- ودراسة (نور الزايد 2022م) " تحليل الخطاب السياسي خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردغان نموذجا"، تناولت الدراسة تحليل خطاب سياسي يركّز على خطاب ألقاه أردوغان عشية الانقلاب على حكمه في 2016م وكشف الدراسة عن مدى تأثير خطاب أردوغان على إفشال الانقلاب التي كادت أن تطيح بنظام حكمه. لقد توافق هذا البحث مع تلك الدراسات من حيث الموضوع، وهو تحليل الخطاب السياسي، وقد تميزت دراستنا عنها، بأنها تناولت أكثر من خطاب سياسي وفترة تقدر بخمس سنوات مما يعني أن هذه الدراسة تميزت في النوع والكمية، وكذلك تميزت بالمنهج التكاملي التحليلي مما جعلها تتميز عن غيرها من الدراسات، ومما سبق من دراسات كانت لنا مفتاحاً استطعنا من خلاله الولوج إلى تحليل الخطاب السياسي. 
أقسام الدراسة : 
وقد أحتوى هذا البحث على أربعة مباحث ونتائج وتوصيات وثبت بالمراجع والملاحق، ففي المحب الأوّل: الإطار العام للبحث، وتناول مشكلة البحث وأهميته وأهدافه ومنهجه والعينة المدروسة والدراسات السابقة، وفي المبحث الثاني: الإطار النظري للبحث، وتناول مفهوم الخطاب السياسي وأهميته وأبرز مناهج تحليل الخطاب، وفي المطلب الثالث، تناول ملمحاً عامًا عن باث الخطاب السياسي، مركزًا على مراحل حياته وانتمائه السياسي وخلفيته التاريخية والثورية وفي المبحث الرابع، تناول طبيعة الحقول الدلالية المستعملة في الخطاب المدروس. وختمت الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات. 
النتائج والتوصيات
تحت عنوان (الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي، دراسة تحليلية دلالية) انطلق هذا البحث المتواضع؛ لرصد أهداف الخطاب السياسي للزبيدي وتحليل آليات واستراتيجيات ومحرکات الاتصال والتواصل الاقناعي، وما يتضمنه من العلاقات والقوى الفاعلة المتضمنة والمؤشرات الزمنية الدالة على الخطاب، بالإضافة إلى رصد أهداف الأفعال الکلامية والتعرف على مسارات البرهنة الواردة في خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
أولا:النتائج 
لقد توصل الدراسة إلى نتيجة عامة مفادها أن الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي يمتلك قدرة فنية بارعة تساعده في توظيف إمكانات اللغة معانيها ومبانيها وأساليبها وتراكيبها ووسائل توصيلها وكذلك الاستفادة من لغة الجسد الاتصالية - في التعبير عن مضامين الخطاب السياسي. وأهم النتائج التفصيلية التي توصلت إليها البحث هي:
1-  أن الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي الموجه للداخل أعتمد على الخطاب الجماهيري المباشر، وكان أكثر تأثيرا وشمولا؛ لكونه ارتبط بالواقع السياسي وكان قريبا من عاطفة الجماهير السياسية حيث تم اختيار مناسبات وطنية قريبة من العقل الجمعي الجنوبي.
2- أن لغة الخطاب السياسي لدى الرئيس عيدروس الزبيدي اشتملت على عدد من الحقول الدلالية المعبرة عن رؤاه وأهدافه حيث بلغت نسبتها عالية في مجموع لغة الخطاب الكلية، وما لفت انتباه الباحثين هو تردد ثلاثة ألفاظ محورية دلالية بكثافة عالية حيث بلغت نسبة تكرارها (59%) وتلك الألفاظ هي (ألفاظ لأرض والوطن الهوية الدولة، ألفاظ الثورة والحرب والمواجهة، والفاظ التصالح والتسامح) بينما بلغت الفاظ المحاور الأخرى (41%) وهذا يدل على محورية القضية التي يناضل من أجلها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.
3- تجلت خاصية انفرد بها الخطاب السياسي للرئيس الزبيدي عن بقية القادة السياسيين ألا وهي خلو خطابه من لغة العنف والكراهية والتطرف والعدوان لاسيما ضد الخصوم السياسيين أو المعارضين حيث دقق الباحثون عن ألفاظ (التخوين – المرتزقة – العملاء – سنضرب بيد من حديد – الخارجون عن القانون...) فتلك الالفاظ اختفت تماما من لغة خطابه. 
4-  أن الخطاب الموجه في وسائل الإعلام الدولية للخارج أعتمد على وسيلة المقابلات والتصاريح والندوات واعتمد الباث للخطاب السياسي على بعض الوسائل الإعلامية الدولية التي أراد الباث أن يوصل رسائل موجهة للخارج فتم اختيار قنوات ذات شهرة عالمية ولها ارتباط مباشر في صناعة القرار السياسي نحو( bbcالبريطانية، وقناةrt  الروسية وكذلك قناتي الحدث والعربية التابعة للمملكة العربية السعودية وقناتي وسكاي نيوز وقناة أبو ظبي التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة. 
5- أن الخطاب السياسي اعتمد على التأثير الاتصالي القائم على الإقناع والاستدلال، بهدف تسويق صورة قضيته وسياسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضلا عن إدارة صورة المجلس الانتقالي کمؤسسات؛ بهدف بناء أطر فکرية تسير في نفق إدارة هيبة الدولة الجنوبية، وتنمية الشعور بالهوية الجنوبية والعربية، والمواطنة على المستوى المحلي والعربي والدولي. 
6- أن الخطاب السياسي اعتمد على استراتيجيات المعلومات التاريخية والأحداث السياسية والعسكرية والتطورات المتسارعة حيث كانت أكثر توظيفا، منتهجا أسلوب التكرار وبناء المعاني بهدف بناء وتشكيل صورة وهوية دولة الجنوب الجديدة وأن استقرار الجنوب يعني استقرار المنطقة بل والعالم، محاولا ترسيخ تلك المبادئ في أذهان المتلقين مستخدما أكثر وسيلة إعلامية محلية وعربية ودولية التي خاطبها الرئيس عيدروس الزبيدي. 
7- التأكيد على أهمية الدفاع المشترك والتحالفات من خلال تکرار المعاني المرتبطة بدور التحالف العربي المشترك والتكثيف من حقل مجابهة الإرهاب في الجنوب والمنطقة. 
8- شغلت قضية المصالحة الوطنية الجنوبية وإمکانية الحوار مع الأطراف المحلية المتصارعة في الساحة المحلية مساحة واسعة من لغة الخطاب؛ وذلك استشعارا بالمسؤولية.
9-   تسويق الإنجازات، التي حققها المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية، خاصةً بالسياسات الأمنية والعسكرية والسياسية، بهدف بث روح الأمل والطمأنينة في نفوس الجنوبيين بالداخل والخارج. 
10- تمثلت القوى الفاعلة في الخطاب السياسي بالدرجة الأولى في القوى الإقليمية الفاعلة ذات السمات الإيجابية، والتي تمثلت في کلا من: المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ودول التحالف العربي، وفي إطار الداخل الشعب الجنوبي وقواه الوطنية، والقوى الأمنية والعسكرية والمقاومة والشعب العظيم.
11- اتسمت المؤشرات الزمنية للخطاب الرئاسي الموجه لوسائل الإعلام بالربط المنطقي بين الماضي والحاضر بالمستقبل بالدرجة الأولى من خلال الربط بين توصيف الواقع وکيفية التعامل معه في ضوء الاستفادة من الماضي للتنبؤ بالمستقبل لأجل تحقيق الأهداف المستقبلية المرادفة لخطة المجلس الانتقالي، وأكد على ذلك تكرار استخدام الأفعال والكلمات الدالة على ذلك، مثل: " استعادة الدولة - بناء الدولة الأهداف المصيرية – وطن يتسع للجميع – سنكون شركاء في بناء الوطن – سنحاول تجاوز الصعاب –.. إلخ".
12- اتسم الخطاب السياسي للرئيس عيدروس الزبيدي بالترابط والتماسك، کما اعتمد في مجمله على ضمير المتكلم (نحن) أو ( نا) الفاعلين، بينما لم يتم استخدام ضمير الأنا إلا في أضيق الحدود في حال التخصيص وعدم إمکانية التعميم، مثل: الالتزام بالمسئولية أو التنظير للمستقبل أو التنبؤ به. 
13- الخطابات العفوية غير مكتوبة كانت أكثر تفاعلا وتواصلا مع الجمهور وترسل دلالات معبرة عن مضمون الخطاب. 
14- غياب الشخصيات ت الرسمية أحيانا في الخطابات الجماهيرية أو اللقاءات العامة الى جانب الرئيس قد يصحبها ضعف في ارسال لغة التواصل للمتلقي. 
ثانيا: التوصيات 
لقد توصل الباحثون بعد استنباط نتائج البحث إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات والتي نوردها كالاتي:
1- الاهتمام بالخطاب السياسي الإعلامي الجنوبي بكل عام وخطاب الرئيس على وجه الخصوص لاسيما الخطاب السياسي الإعلامي الموجهة للقوى الفاعلة من خلال إقامة التحليلات الإعلامية في كافة الوسائل الاتصالية الجنوبية.
2-  توصي الدراسة الجهات المختصة في الهيئة الوطنية للأعلام الجنوبي بوضع استراتيجية إعلامية لتحليل الخطاب السياسي وفق منهجية علمية دقيقة والعمل على نشر وتحليل الخطاب الإعلامي الموجه من أجل الوصول الى نتائج إيجابية.
3- يوصي البحث باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة الفعالة والتي تساهم في تعزيز وتطوير الخطاب الإعلامي وتقلل من الجهد والكلفة.
4- توصي الدراسة متابعة الخطاب السياسي للجهات المناهضة ودراستها وتحليلها وتفنيد مكامن الضعف والقوة في سبيل مواجهتها بالطرق المناسبة والدقيقة.
5- نشر الوعي المعرفي بأهمية تحليل الخطاب السياسي لما له من أهمية كبيرة في مسيرة العمل السياسي والدبلوماسي. 
6- إقامة عدد من الدورات الإعلامية المختصة بتحليل الخطاب السياسي وفق المناهج العلمية المختصة بتحليل بنية الخطاب بشكل عام والسياسي بشكل خاص. 
7- يفضل استخدام الخطاب العفوي في اللقاءات الجماهيرية والاجتماعات لكونها أكثر فاعلية من الخطاب المقروءة او المكتوب سلفا. 
8- يفضل أن يرافق الرئيس في اللقاءات والمهرجانات الخطابية والسياسية عدد من الشخصيات المختصة في المناسبة والموضوع المراد إيصال الرسالة منه.
 

لتنزيل الكتاب يمكن زيارة الرابط التالي https://alyoum8.net