وعود تحولت لسراب.. أين وصلت تعهدات الغرب العسكرية والمالية لأوكرانيا؟

جنود أوكرانيون يطلقون مدفع هاوتزر - أرشيفية

حفظ الصورة
وكالة أنباء حضرموت

خلال إحياء الذكرى الأولى للحرب، تدفقت وعود عشرات الدول بإرسال أسلحة لكييف، إلا أنه ما إن انفض غبار الاحتفالات، تكشفت الحقيقة القاسية.

فمن بين أكثر من مائة دبابة حربية حديثة الصنع تعهدت دول غربية الأشهر الماضية بتقديمها لأوكرانيا، لم تصل سوى أربع دبابات حتى الآن، بالإضافة إلى أن سماء أوكرانيا لن تستقبل أيًا من مقاتلات الناتو.
 

وتقول صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، إنه منذ عبور القوات الروسية حدود أوكرانيا للمرة الأولى قبل أكثر من عام بقليل، التزمت أكثر من 30 دولة بتزويد كييف بالمعدات العسكرية.

ووفقًا لمعهد كيل البريطاني، فإن إجمالي التعهدات التي قطعتها هذه الدول في الفترة ما بين 24 يناير/ كانون الثاني 2022 و15 يناير/ كانون الثاني 2023، بلغت 54.6 مليار جنيه استرليني.


 

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الولايات المتحدة كانت الحليف الأكثر سخاءً لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا حتى الآن - بمساهمتها البالغة 39 مليار جنيه إسترليني والتي تشكل ثلثي المبالغ المدفوعة لكييف، فيما احتلت المملكة المتحدة المرتبة الثانية، بتخصيصها 4.3 مليار جنيه إسترليني للجيش الأوكراني.

وتقول "ديلي إكسبريس"، إن الفترة التي سبقت الذكرى الأولى للحرب شهدت تصاعدًا في الدعم السياسي والعسكري للرئيس فولوديمير زيلينسكي وبلاده، مشيرة إلى أن تسعة من قادة العالم زاروا كييف عام 2023، ثلاثة منهم خلال الأسبوع الماضي وحده.

وجاءت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المفاجئة لتضيف تعهدا بقيمة 500 مليون دولار أخرى تشمل القذائف والأنظمة المضادة للدروع ورادارات المراقبة الجوية.


 

يأتي ذلك، فيما وعد حلف الناتو وحلفاؤه بتوفير مئات من بطاريات المدفعية وعشرات من أنظمة الصواريخ المتطورة وأكثر من 20 ألف راجمة صواريخ محمولة ومئات الطائرات بدون طيار وحوالي 50 طائرة هليكوبتر وكميات هائلة من المعدات الأخرى.

وزعم جوزيب بوريل، مسؤول الأمن في الاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد سيزود أوكرانيا بطائرات، وفي اليوم التالي، نشر البرلمان الأوكراني بأن أوروبا سترسل 70 طائرة مقاتلة، بينها 28 طائرة من طراز ميغ-29 من بولندا، و12 من سلوفاكيا و16 من بلغاريا إلى جانب 14 طائرة من طراز سو-25 من بلغاريا.

لكن الكثير من هذه الوعود لم تجد سبيلها إلى التنفيذ؛ فالحكومات المذكورة سرعان ما تراجعت عن كل هذا خلال الأسبوع ذاته، مما أدى إلى إخراج هذا الاحتمال من الطاولة إلى الأبد.

وفي 8 فبراير/شباط الماضي، وبعد خطاب زيلينسكي "أجنحة من أجل الحرية" أمام مجلسي البرلمان البريطاني في قاعة وستمنستر، بدت المملكة المتحدة مستعدة لإرسال طائرات إلى أوكرانيا.

لكن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، استبعد في الذكرى الأولى للحرب إرسال طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني إلى أوكرانيا، زاعمًا أن الآلات معقدة بشكل يمنع الطيارين الأوكرانيين من قيادتها، وأنها تتطلب دعمًا بريًا بريطانيًا.


 

الأمر ذاته لم يختلف على صعيد الدبابات؛ فرغم تأكيدات مكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك أن المملكة المتحدة سترسل 14 دبابة تشالنغر 2 - دبابة القتال الرئيسية للجيش البريطاني - إلى أوكرانيا، فإن شهرين مرا تقريبًا، ولم تتسلم أوكرانيا أيًا منها حتى الآن، بسبب القدر الكبير من التدريب للمشغلين وأطقم الصيانة المطلوبة.

مماطلة أمريكية وغربية

الأمر كذلك في أمريكا؛ فالولايات المتحدة تعهدت بتقديم 31 دبابة من طراز إم1 أبرامز، لكن وزيرة الجيش الأمريكي كريستين ورموت قالت للصحفيين إن الدبابات قد لا تصل إلى أوكرانيا هذا العام.

جاء القرار الأمريكي بعد ساعات من تأكيد المستشار الألماني أولاف شولتز أن بلاده سترسل أيضًا 14 دبابة ليوبارد 2، بالإضافة إلى منح الإذن لدول أوروبية أخرى للقيام بنفس الشيء.

وأثناء وجوده في كييف للاحتفال بالذكرى السنوية، أكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي أن الأربعة الأوائل قد وصلوا إلى أوكرانيا، على الرغم من أن البلاد لم تنته بعد من تدريب الأوكرانيين على كيفية استخدامها. وكانت بولندا تعهدت في البداية بإرسال 14 من مخزونها البالغ 200 فرد من ليوبارد 2، قبل أن تلتزم بـ 60 دبابة أخرى.

السيناريو نفسه تكرر في المساعدات المالية والتي كانت بطيئة -كذلك- في الوصول؛ فوزارة المالية الأوكرانية تلقت أقل من نصف المبلغ الذي تعهد به الغرب اعتبارًا من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي والبالغ 64 مليار يورو، وفقًا لمعهد كيل.