اليمن

اقتتال مليشيا الشرعية.. نموذج تعز يعبّر عن البلطجة الإخوانية

متابعات

تعيش المناطق الخاضعة لسيطرة لمليشيا الشرعية الإخوانية حالة من الفوضى الأمنية التي غرسها نفوذ حزب الإصلاح الإخواني الذي أفسح المجال أمام تفشي الأعباء على المدنيين هناك.

سيطرة الإخوان على المديريات والقطاعات والمؤسسات نابعة من مساعٍ تمددية من جانب، مع العمل على تكوين ثروات ضخمة عبر التوسع في نهب الموارد والسطو عليها، من خلال استغلال سلطة القمع التي غرستها الشرعية الإخوانية.

الإرهاب الإخواني لا يقتصر على كونه يستهدف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، لكنّ عناصر هذا الفصيل دخلوا في اشتباكات فيما بينهم عملًا على الاستئثار بأكبر قدر من الموارد إلى جانب التوسع في نهب الجبايات التي يتم فرضها عنوة.

ومؤخرًا، تفاقمت ظاهرة الانفلات الأمني وإتساع حمل السلاح وانتشار العصابات المسلحة التابعة لقيادات إخوانية في ظل تستر سلطة الإخوان على هذه الأوضاع الخانقة.

وفي الساعات الماضية، اندلعت اشتباكات حادة بين مسلحي مليشيا الشرعية الإخوانية في منطقة باب موسى وسط مدينة تعز، حيث جرى إطلاق نار بشكل موسع لخلاف على توزيع حصيلة جبايات القات.

وكشف شهود عيان عن سقوط عدد من الجرحى بين المارة من جرّاء إطلاق النار بين عناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية، وسط حالة ذعر بين السكان.

اندلاع صراعات داخلية بالمعسكر الإخواني يشبه كثيرًا ما يحدث في المعسكر الحوثي، الذي شهد الكثير من صراعات الأجنحة والتي تندلع في أغلب الحالات في إطار التسابق على الأموال والنفوذ.

تعز أصبحت نموذجًا سيء السمعة في منظومة النفوذ الإخواني، فمليشيا الشرعية تعمد إلى إثارة الفوضى الأمنية بشكل كامل، وتتوسع في نهب الموارد والأموال والجبايات التي تفرضها عنوة على السكان، كما أنّها تتقاتل وتتصارع فيما بينها لضمان الاستحواذ على أكبر قدر من الأموال.

اللافت أنّ الشرعية الإخوانية وظَّفت الدين لخدمة برنامجها الحزبي لضمان السيطرة على المؤسسات والقطاعات والموارد من جانب، ويعقب ذلك العمل على فرض سلطة قمعية حادة تضمن ترهيب السكان.

وتعاطت الشرعية مع هذا الوضع من منطلق أن من يملك السلاح يكون قادرًا على فرض هيمنته على الأرض، ومن ثم عملت على تغييب سلطة القانون ودهست منظومة العدالة بشكل كامل.

مساعي الشرعية في إحكام القبضة على تعز وإفقار سكانها والسيطرة على مؤسساتها، يرتبط كذلك بأنها تنظر إلى تعز باعتبارها “خزانًا بشريًّا” يخدم المساعي التمدّدية للمليشيات الإرهابية لا سيّما في حربها على الجنوب.

تفاقم “العربدة الإخوانية” في تعز مرتبط كذلك بتنسيق واضح مع مليشيا الحوثي، إذ تشهد المحافظة حالة من الموت السريري في هذه الجبهة، وهو ما دعا مليشيا الإخوان للتركيز أكثر على السيطرة على قطاعات المحافظة ونهب مواردها.