معالجات الذكاء الاصطناعي تنافس النساء على الذهب

وكالة أنباء حضرموت

 أضاف التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم استخداما جديدا للذهب؛ إذ لم يعد يقتصر على كونه ملاذا آمنا وزينة للنساء، بل صار يشكل ركيزة في صناعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وقد يُعتمد المزيد من الذهب حاليا في الاستثمار أو في تعبئة المجوهرات أكثر من اعتماده في التكنولوجيا الفائقة. ولكن من المثير للاهتمام أن أحدث التقنيات البشرية وأكثرها تقدما (الذكاء الاصطناعي) قد تحولت إلى الاعتماد على ما اعتمده البشر في معاملاتهم التجارية قديما.

ويسهم الاستخدام الجديد للذهب في المزيد من رفع قيمته، ورغم ذلك يتوقع محللون أن تستمر الشركات في الاعتماد عليه كمكون حيوي لأجهزة الكمبيوتر ووحدات معالجة الرسومات.

ويرجع المحللون تمسك شركات التكنولوجيا بالذهب إلى ميزاته الكيميائية الفريدة التي تحتاجها التقنيات في العالم.

الاستخدام الجديد للذهب كمكون حيوي لأجهزة الكمبيوتر ووحدات معالجة الرسومات، يسهم في المزيد من رفع قيمته

ويمتاز الذهب بتوصيل كهربائي عال، ما يجعله مثاليا للاستخدام في الموصلات والأسلاك الكهربائية؛ فهو يسمح بتدفق كهربائي سلس وفعّال، بالإضافة إلى مقاومته للتآكل، ما يجعله خيارا مستداما للاستخدام الكهربائي سواء في الأماكن التي تتطلب تيارات عالية أو نظيرتها التي تستوجب تيارات منخفضة.

وتعد شركة إنفيديا، وهي واحدة من أكبر الشركات إنتاجا لمعالجات الرسومات وبطاقات العرض المرئي وشرائح الكمبيوتر وألعاب الفيديو، من أبرز الشركات التي تستخدم الذهب في العديد من منتجاتها.

وانتشر اسم الشركة عقب التقدم المفاجئ في الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد كثيرا على منتجاتها. وارتفعت إيراداتها من الثلاثي الرابع عام 2022 إلى عام 2023 بنسبة 265 في المئة.

وكانت قيمة إنفيديا في السوق تبلغ حوالي 10 مليارات دولار قبل عشر سنوات، ووصلت إلى 50 مليار دولار في 2016، وتجاوزت تريليوني دولار في أبريل الجاري. وصنفتها شركة الاستشارات المالية والاستثمارية الخاصة الأميركية “ذاموتلي فول” في المرتبة الثالثة من حيث القيمة بين الشركات المتداولة في العالم، بعد أبل مباشرة. وأصبحت الآن أكثر قيمة بخمس مرات من وول مارت، وتمتعت بأحد أفضل الأسهم أداء خلال السنوات القليلة الماضية.

ويشير تقرير نشره موقع أويل برايس إلى أن المعادن الثمينة باتت أكثر ارتباطا بالتكنولوجيا مما يعتقده الكثيرون.

وبحسب التقرير تستخدم إنفيديا معادن مختلفة لصنع منتجاتها، وتشمل أيضا التنتالوم والتنغستن والقصدير. وسبق أن أشارت تقارير إعلامية إلى توقع أن يرتفع الطلب على استخدام الفضة في الصناعة. لكن الكثير من صناعات التكنولوجيا الرائدة تعتمد على استخدام الذهب صناعيّا.

وتُصنع رقائق وحدة معالجة الرسومات الدقيقة من الذهب بالإضافة إلى معادن أخرى مثل الألمنيوم والسيليكون والنحاس، بفضل خصائصها الموصلة. وفي المقابل توفر قيمة الذهب النقدية محفّزا على التقليل من استخدامه، لكن خصائصه الكيميائية تبقى مفيدة إلى درجة أن الشركات المصنعة ستواصل اعتماده في صناعة الرقائق وأسلاك الكمبيوتر ومفاتيحه الداخلية على الرغم من كلفته.

غير أن كلفة المعدن في وحدات معالجة الرسومات ستصبح أقل صلة بكلفة الذهب الإجمالية مع اشتداد المنافسة في سوق وحدات معالجة الرسومات وارتفاع سعر منتجاتها المرجح بسبب تطور الذكاء الاصطناعي.

ويعني هذا قدرة المصنعين على اعتماد المزيد من الذهب في منتجاتهم دون زيادة كلفة وحدات معالجة الرسومات وغيرها من المنتجات بشكل كبير.

ولهذا السبب يراهن بعض المستثمرين الأذكياء على شركات الذهب والذكاء الاصطناعي معًا. ويعدّ المليونير ستانلي دروكنميلر من الأمثلة البارزة؛ فقد حوّل استثماراته بعيدا عن التكنولوجيا الكبيرة، متجها نحو الذكاء الاصطناعي والذهب.