من الصبر الاستراتيجي الى الفضيحة الاستراتيجية ولکن..

وكالة أنباء حضرموت

المصطلحات والمفاهيم والتعابير الملفتة للنظر والتي لم يسبق وإن کان لها مثيلا أو مشابها قبل تأسيس نظام ولاية الفقيه في إيران، تنتشر في بلدان المنطقة وتتداولها وسائل الاعلام المختلفة بل وحتى إنها إنتقلت الى وسائل الاعلام العالمية أيضا، هذه المصطلحات والمفاهيم والتعابير المختلفة التي تم إطلاقها من قبل النظام الايراني، کانت على الاغلب وفي مسارها العام تهدف الى التضليل والى حرف الحقائق أو تزييفها وإيجاد عالم إفتراضي لا وجود له إلا في مخيلة وذهن قادة هذا النظام. الشيطان الاکبر، نصرة المستضعفين والمظلومين، يوم القدس العالمي، الاستکبار العالمي، جبهة المقاومة والممانعة – شأنها شأن محورهما- ، الاقتصاد المقاوم، الصبر الاستراتيجي، هذه المصطلحات والمفاهيم والتعابير وغيرها، ماقد دأب النظام الايراني على إطلاقها والسعي من أجل نشرها على أوسع نطاق وذلك من أجل إظهار النظام الايراني في مظهر خاص لايمکن أن تجد له نظيرا في العالم کله، مع حرص النظام من خلال کل ذلك إظهار نفسه بالنظام المثالي من حيث علاقته بالاسلام والمفاهيم الانسانية والاخلاقية على حد سواء.


لم يکتف نظام ولاية الفقيه على ترديد هذه المفاهيم والمصطلحات من جانب قادته ومسٶوليه ووسائل إعلامه فقط بل وشارکت أيضا أذرعه في المنطقة والاقلام ووسائل إعلامية تابعة أو مغازلة له في ترديدها والترويج لها، ويجب أن نقر هنا بأن قطاع غير قليل قد إنخدع أو إنبهر بهذه المفاهيم والمصطلحات، غير إن توالي الاحداث والتطورات على بلدان المنطقة والعالم قد أثبت کذب وزيف وحتى تنقض معظمها مع الحقيقة والواقع... غیر انها تتجسد في الوقت عینه- مفردة ” الدجل” – بکل ما تحمل هذه المفردة من معان ومفاهیم. مصطلح الشيطان الاکبر والمقصود به الولايات المتحدة الامريکية ومن إن النظام الايراني يعاديها وإن اليد التي تمتد لمصافحته من إيران ستقطع کما زعم خميني، ولکن الاتصالات المستمرة التي يحرص هذا النظام على إجرائها مع واشنطن وعبر قنوات مختلفة، وکذلك التعاون الضمني القائم في أکثر من مجال، أثبتت خواء وزيف هذا المصطلح تماما کما هو الحال مع مصطلح"نصرة المستضعفين والمظلومين"، إذ إنه وبعد ندلاع الثورة السورية بوجه نظام بشار الاسد الدکتاتوري، فإن النظام الايراني لم يقف الى جانب الشعب السوري المستضعف والمظلوم وإنما وقف الى جانب الطاغية الدکتاتور!

ولانريد الاطالة والاطناب بخصوص هذه المصطلحات والمفاهيم، لکننا نجد من المهم جدا ضرورة الترکيز على مصطلح برز في الآونة الاخيرة وتحديدا تزامنا مع الهجمات والعمليات المختلفة التي شنتها إسرائيل ضد هذا النظام، إذ ولأن النظام الايراني حرص ويحرص دائما على البقاء في الظل ولايخرج الى النور لممارسة نشاطاته وتنفيذ مخططاته وکذلك إثارة الحروب والازمات، ولکي يتجنب المواجهات المباشرة التي تجبره على الخروج للعلن وظهور مدى ومستوى قوته وحدودها، فإنه ومن أجل تبرير هروبه وتحاشيه الدخول في مواجهة مباشرة، فقد لجأ الى إطلاق مصطلح"الصبر الاستراتيجي"، والذي ليس هو في الحقيقة إلا مجرد مصطلح تمويهي مزيف يتم إستخدامه کقناع من أجل التغطية على حقيقة النظام وعلى أهدافه وغاياته المشبوهة. ”الصبر الاستراتيجي” للنظام، والذي وبعد طول إنتظار إتضح بأنه لم يکن إلا کمخاض الجبل الذي ولد فأرا، إذ أنه وفي منتصف ليلة السبت 14 أبريل 2024، حيث قام النظام الايراني بتنفيذ هجمته الموعودة على إسرائيل وأرسل أكثر من

 300 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، کتنفيذ لما وصفه ب"الانتقام الصعب" الذي روجت له وسائل الإعلام الحكومية، والتي وعد بها خامنئي مرات عديدة، بما في ذلك في خطب صلاة عيد الفطر يوم الأربعاء 11 أبريل/نيسان، وماقد تمخض عن هذا الهجوم، تبين حقيقة إن هذا النظام ليس إلا مجرد نمر من ورق وإن سعيه لإظهار نفسه کبعبع يثير الرعب، قد إنکشف وظهر على حقيقته! خلال الاعوام المنصرمة أکد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية (المعارضة الايرانية الرئيسية بوجه النظام)، بأن هذا النظام ليس إلا مجرد نمر من ورق وإن حرصه لإظهار نفسه کقوة منيعة إنما هو لتخوفه من المواجهة أولا ومن أجل طمأنة أذرعه ورفع معنوياتهم کي يٶدون المهام التي يوکلها بهم من حيث إثارة الحروب والازمات في المنطقة، ولذلك فإن فقاعة ”الصبر الاستراتيجي” التي إنفجرت کفضيحة إستراتيجية غيرمسبوقة للنظام، يجب الانتباه بأن لايتم الوقوف عند ناصية السخرية والاستهزاء بهجمة النظام فقط وإنما لمحاسبته على کل ماقد إقترفه في بلدان المنطقة والعالم وهو في الظل فقد باتت الحقيقة واضحة ويجب العمل وفق ذلك!


موسى أفشار

*عضولجنة الشؤون الخارجیة في المجلس الوطني‌ للمقاومة الإیرانیة