اختتمت نولاند زيارة إلى موسكو أمس الأربعاء استمرت ثلاثة أيام

محادثات «مثمرة للغاية» لمسؤولة أميركية مع مستشاري بوتين

واشنطن

وصفت وكيلة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند اجتماعاتها مع مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها «مثمرة للغاية». وعبّر «الكرملين» عن تفاؤله في شأن المحادثات الجارية بين واشنطن وموسكو. واختتمت نولاند زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى العاصمة الروسية، أمس (الأربعاء)، باجتماع مع نائب كبير موظفي «الكرملين»، ديمتري كوزاك، والمساعد الرئاسي يوري أوشاكوف. وعندما سألها الصحافيون عن المحادثات، اكتفت بالقول: «مثمرة للغاية، شكراً».

غير أن الناطق باسم السفارة الأميركية في موسكو جايسون ريبولز كتب على «تويتر» نقلاً عن نولاند: «أقدر عالياً المراجعة الصريحة والمثمرة» مع أوشاكوف، مضيفة: «لا نزال ملتزمين بعلاقة مستقرة ويمكن توقعها».

وانتهت المناقشات التي أجرتها نولاند، أول من أمس (الثلاثاء)، مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من دون إحراز تقدم يُذكر، بما في ذلك إعادة زيادة عدد الموظفين في سفارتي البلدين في كل من واشنطن وموسكو. غير أن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عكس نبرة تفاؤلية في شأن المحادثات مع ثالث أرفع مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، علماً بأنه حذر من انتظار حصول أي اختراقات. وقال بيسكوف: «نعتقد أن هذه الأنواع من الاجتماعات تأتي في الوقت المناسب وضرورية»، مضيفاً أن «هذا تطور إيجابي في علاقاتنا الثنائية». وشدد على أنه «ينبغي ألا يقلق المرء من استحالة تحقيق بعض الاختراقات على الفور». واستدعى الأساطير اليونانية مقارناً إصلاح العلاقات الثنائية بمهمة تنظيف «الإسطبلات على بحر إيجة» التي «لا يمكن تنظيفها على الفور، لكن من المؤكد أن مثل هذه الاتصالات ضرورية».

ورداً على سؤال عن عدم إحراز تقدم في محادثات اليوم السابق مع مسؤولي وزارة الخارجية، قال بيسكوف: «الأمر متروك لوزارة الخارجية للتعليق على فعالية المفاوضات، حيث إن وزارة الخارجية هي الطرف المستقبِل. ومع ذلك، نحن بالتأكيد مقتنعون بأن مثل هذه الاتصالات تأتي في الوقت المناسب وهي ضرورية». وأضاف أنه «من المهم التفاوض، وليس هناك حاجة إلى الشكوى من أننا لم ننجح في التوصل إلى بعض الاتفاقات على الفور»، مقراً بأن «هذا صعب».

ولدى سؤاله عما إذا كان يمكن اعتبار المفاوضات مع نولاند استمراراً للحوار بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، قال بيسكوف إن «الاتصالات تتم بالتأكيد استمراراً لروح جنيف»، معبراً عن اعتقاده أن الاتصالات الروسية الأميركية على مختلف المستويات تُعدّ «تطوراً إيجابياً».

وفي واشنطن، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بأن نولاند أجرت «مناقشة مفتوحة»، مضيفاً أن اجتماعاتها «كانت مفيدة». وتوقع «تكافؤاً في عدد الموظفين ومعاملةً بالمثل للحصول على تأشيرات الدخول» بين البلدين. وقال: «يجب أن تكون هناك عدالة، ويجب أن تكون هناك مرونة من الجانب الروسي، إذا أردنا تحقيق اتفاق عادل».

وأوضح أنه جرى الاتفاق على جولة أخرى من المناقشات «على مستوى أدنى، ربما على مستوى نائب مساعد وزير الخارجية»، آملاً في أن تؤدي المحادثات المستمرة إلى «حل حتى تتمكن مهمتنا في موسكو من استئناف نشاطها الطبيعي».

وأكد: «نريد قنوات اتصال مفتوحة مع موسكو. نعتقد أن وجود سفارة كاملة أو مزودة بعدد كافٍ من الموظفين في موسكو أمر مهم لتحقيق هدفنا المتمثل في الحصول على تدفق حر للمعلومات لإدارة العلاقات الثنائية مع موسكو بشكل مسؤول».

وزاد الرئيس جو بايدن مستويات الضغط على بوتين منذ أن صار رئيساً للولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي مايو (أيار) الماضي، صنفت روسيا الولايات المتحدة رسمياً على أنها «دولة غير صديقة».

وتعرف نولاند بتشددها حيال موسكو، التي سمحت لها بالدخول على رغم وضعها في السابق على قائمة العقوبات الروسية.