ماجد الداعري

ساعة مع الهم مع محافظ عدن

وكالة أنباء حضرموت

أقل من ساعة قضيتها، أمس، مع الهم، في مجلس محافظ عدن وزير الدولة الاستاذ احمد لملس، عرفت فيها كم هي الحرية نعمة علينا نحن الصحفيين الذين نجلد المسؤلين دون رحمة بهم اوشفقة بحالهم..
وكم هي المسؤولية نقمة في بلد مختطف مغيب لا تستطيع أن ترضي فيه أحدا او تقنع مخلوقا بأنك تبذل أقصى جهودك لخدمة الناس وتقديم كل مابإمكانك تقديمه للآخرين، نظرا لعدم وجود أي أثر أو جدوى من ذلك أو قبول وشكر من أحد.
قلت له: والله ما أحسدك يابو محمد إلا على صبرك الاستراتيجي في التعامل مع الجميع بكل هدوء وعقلانية ومحاولة فكفكة الأزمات المختلفة المعقدة للعاصمة المنكوبة بعسكر الفيد والنهب والسطو المخجل للأراضي، واقحامك في كل الملفات والازمات والمشاكل حتى خارج اختصاصك ومهامك وصلاحياتك.
لم انافق او أكذب عليه بأن الامور طيبة بعدن أوأنه حقق شيئا يذكر حتى اليوم لاهل المدينة المنكوبة بكل الأزمات.. ولا مايمكنه أن يفتخر به، كمحافظ مختلف عما سواه ، لأنه يعرف حجم تحدياته والصعوبات التي تواجهه أكثر مني،وخاصة وأنه يعيش عمرا افتراضيا يسعى لتقديم كل ما يمكن وارضاء ضميره وربه، بعد أن قتله المجرمين في عملية التفجير الإرهابي الجبان بمنطقة حجيف وقبضوا ثمن روحه وحياته واحتفلوا واشربوا نخب نجاح عمليتهم الإجرامية الدنيئة، غير أن عناية الله ولطفه كانا أكبر من حقدهم الإرهابي اللعين وأراد له الله عمرا آخر.
قبل أن أغادر مجلسه والناس ماتزال تتوافد اليه خروجا ودخولا من كل الأطياف والشخصيات، سلمت عليه مودعا لاترك الفرصة لغيري بالتناوب عليه، وقلت له: كان الله في عونك وتوفيقك يابو محمد وزادك الله صبرا وتحملا على مقابلة كل الأشخاص والسماع لمطالبهم وهمومهم حتى بمسكنك وخارج أوقات دوامك وعلى حساب ساعات راحتك..
الخلاصة.. يعمل الرجل بأمانة وضمير وبكل حس ومسؤولية لمحاولة تقديم كل مايمكن لعدن وأهلها رغم كل الصعوبات والتحديات المعروفة للجميع وبدون جدوى .. لكن الحقيقة أن الكل يقف حجرة عثراء أمامه سواء انتقالي او شرعية اوحتى تحالف يعد ويكذب بشكل مخجل اخلاقيا وانسانيا..
صدمت حينما وجدته يتمنى كف الأذى عنه من الجميع وإيقاف تدخلاتهم التعطيلية لجهوده المختلفة سواء لإيقاف نهب الأراضي او لإيقاف حملات انهاء عشوائية الربط الكهربائي أو لإيقاف التدخلات غير القانونية في استقلالية عمل البنك المركزي ومؤسسات الدولة او لإيقاف المداهمات والاعتقالات والتدخلات الأمنية دون اذن النيابة بعدن.. وغيرها الكثير من الملفات والقضايا التي لا يتسع المجال لذكرها.
 

مقالات الكاتب