ندى عوبلي

الأمثال الشعبية وانتحال الشخصية

وكالة أنباء حضرموت

 إن من قال الحياة مدرسة قال صواباً ، ولم يخفق بهذا القول ، فالحياة تعلمنا مادمنا على قيد الحياة ، ومادام عمرنا ،  وإن تجاوزنا سني الطفولة والشباب. .    

 فكلما بلغنا من العمر سنوات تفوق سني حياة الشباب لازالت الحياة  تمنحنا دروسها ،  ليس بالمجان إطلاقا ، ولكن تأخذ منّا سنوات عمرنا  لتعطينا الخبرة ، تتعبنا ، ترهقنا ، وتدخلنا بتجارب فاشلة ، لكي نكتشف هذا أو ذاك من الناس ،  وكم من امرء سقط قناعه بمنتصف الطريق ، الشريف، الزاهد ، الورع،  تكشف لك الايام في أحد منعطفاتها أنه ليس كذلك ،  وأن تلك المرأة الخدومة ،الودودة، التي تتقن دور الصديقة المخلصة،  إنما هي عقرب تستعد لساعة الصفر لتلذغ بالعفن  من ادّعت انها صديقتها المقربة ، و ترى وأنت تحيا في هذه الحياة رجلاً مزمجراً عصبي المزاج ، يذمه اكثر  الناس ، لتكتشف هو صاحب القلب النقي الطيب ، من يحمل وجه واحد لا اقنعة متلونه ، بكل يوم تراه بشخصية تختلف حسب الموقع. إن الحياة كما عرفها الأوائل من الناس مدرسة ، ومدرسة عظيمة تعطيك دروساً قيّمة.

إن الكذب حبله قصير ، وتمثيل صورة الملاك الطاهر ، ماهو إلا فخ وأحد الشراك المدبرة ضد اناس يتعاملون بحسن نية وطيبة ، ودروس الحياة لا ولن تنتهِ ، سترى العديد منها القاسي والسهل، السلبي والايجابي، فتعقّل واستفذ من حياتك ومن حياة الآخرين .. ممكن ان تعايش درساً في الحياة لأخ أو صديق خذ منه أنت العبرة واستفد ، لا تنتظر فقط الدرس من تجاربك فليس كلما يلمع ذهباً،  وليس كل  من ترى أسنانه بارزة فهو يبتسم ، اكشف ماخلف الابتسامة والقول الحلو ، وابحث ما خلف اللمعان بالاشياء والوجوه ، فربما تجد حفرة كبيرة لتقع فيها دون أن تدري ، أو لوجع كبير من أسنان ليث خبيث ، كن حذراً ، فالحياة بأمواجها المتلاطمة ستغرقك إن لم تمتلك قارباً من الأخلاق والقيم والمبادئ ، ستغرقك إن لم ترتدي واقي الغرق (تيوب) ، إن لم تتسلح في الحياة بما ينجِّيك ، ستغرق بغفلة منك ، ستدهشك حتى تأمن جانبها وستلتهمك بلا رحمة ، لان فيها أُناس بلا قيم ، رخاص ، ضمائرهم تباع وتشترى بالمال ، لا يهمها أي شئ ما دام المقابل مجزٍ  , تنتحل شخصية بالأسلوب المتَّبع عند البعض أو تظهر بشخصية أخرى ليس لها ، كتاجر مثلأ وبالأصل فقير هو انتحال ليسرق الآخرين ، أو دلّالاً مثلاً أو كاتباً فذاً لا يشق له غبار ، والحقيقة غير ذلك فهؤلاء القوم احذروهم يا سادة فلربّما ونحن بهذا الظرف الراهن خلفهم أمر مرعب ، جهات عدوة ، لتبث امراً ما ، لتستقصي معلومات عن البعض ، بالتأكيد أهدافهم أخرى وإلا لماذا التمويه والظهور بشخصيات غير حقيقية ؟!! ولماذا كل هذا التمويه والتحايل على الناس ؟!  قديماً قال الأجداد باب يجي لك منه ريح سده واستريح ، وقال العرب ابعد عن الشر وغني له ..            

والله من وراء القصد

مقالات الكاتب