محمد مرشد

معاناة شعب الجنوب والفشل الأممي والدولي

وكالة أنباء حضرموت

تتوقف نوعية الحياة للمواطن في أي دولة على الوضع الاقتصادي للبلد الذي يعيش فيه، فإذا كان إقتصاد البلد مزدهر وينعم بالأمن والاستقرار فستكون حياة المواطن هانئه وسعيدة ومستقرة وهكذا وضع معيشي إيجابي يجعل حالة المواطن النفسية مستقرة وجيدة، وإذا كان إقتصاد الدولة متردي ويعاني من العجز وكانت تعيش حالة من الصراع والحرب فحتماً ستكون حياة المواطن كلها شقاء ومعاناة ومآسي وهكذا وضع معيشي سلبي يجعل حالة المواطن النفسية سيئة ومضطربة قد تدفع به نحو العدائية والإنحراف والمرض النفسي والإنتحار.

والمواطن الذي يعيش في بلد يعاني أوضاع إقتصادية سلبية ومتردية نتيجة الحرب من الطبيعي جداً أن يعيش حياة كارثية ومأساوية، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على حالته النفسية بشكل سلبي، ومن الطبيعي جداً إنتشار الظواهر السلبية داخل هكذا مجتمع، لكن أن يصل الوضع الى أن يقتل الإبن أباه والأخ اخاه والأب أولاده فهذا مؤشر خطير جداً يظهر الحالة النفسية السلبية التي وصل إليها المواطنين في ظل الحرب وإنهيار أنظمة الحياة الأساسية وفي ظل الموقف السلبي للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

وإذا استمر المجتمع الدولي في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في بلدنا فإن حجم المعاناة والمآسي التي يتجرعها أبناء شعب الجنوب سوف تتوسع دائرتها وتتعاظم نتائجها السلبية، فالوضع في البلد لم يعد يحتمل المزيد من المراهنات والتجاذبات السياسية، وعلى كل أحرار العالم أن يدركوا بأن شعب الجنوب يعيش كارثة حقيقية وأن هذا الشعب المكلوم والمنكوب والمغلوب على أمره هو وحده من يدفع فاتورة الحرب الكارثية المفروضة عليه وهو وحده من يتحمل نتائج وتبعات هذه الحرب سواء الاقتصادية او الصحية أو المجتمعية، وهذا الوضع هو ما يدفع بأطراف الصراع إلى رفض كل مساعي السلام وإلى الاستمرار في الحرب أطول فترة ممكنة ما لم يتحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإنصاف مظلومية هذا الشعب والانتصار لقضيته العادلة ومنحه الحق المشروع في تقرير المصير وإعلان الاستقلال وإنهاء حقبة سوداوية مظلمة من التبعية للجمهورية العربية اليمنية.

 

مقالات الكاتب