ماجد الطاهري

مالم تفلح فيه قناة العربية لن تناله قناة الجزيرة

وكالة أنباء حضرموت

لعقد من الزمن وفي خضمّ أحداث الصرعات المُركّبة والثورات العفوية في منطقة الشرق الأوسط وما نتج عنها حتى اليوم أصبح الكثير من عامّة الشعوب العربية ومنهم شعبنا الجنوبي العربي يمتلكون تجارب وخبرات تراكمية في حُسن الإستماع والمشاهدة والقراءة ويمتلكون القدرة على التمييز بين فضاء الإعلام الحُر المستقل، والإعلام الموجّة الذي مارس ومايزال يمارس تنفيذ مخططات وأجندات دول وأحزاب وجماعات مؤدلجة داخلياً وخارجياً ..
عشرون عامًا من الخداع والإستغفال للعقول كانت كافية لتظهر الحقائق الجلية عن قنوات الزور والكذب الفضائية والتي مع الأسف إستطاعت خلال فترة معينة التّحكُّم بمصير الأمّة عن طريق الرواية المغلوطة والخبر الكاذب والصورة الخادعة فقط لاغير، حيث تمكنت تلك القنوات من إثارت الشارع العربي ومن ثَمّ توجيهه نحو صناعة الفوضى الخلّاقة والتي أفرزت حروب ودمار ودماء وأشلاء وفقر وجوع وسلب إرادةٍ وضياع أوطان وسيادة…

الإعلام الموجّه فتنة العصر وقد ثبت أنه سلاح دمار فتاك بل لا نبالغ في توصيفه كونه أخطر من إمتلاك بعض الدول للترسانات النووية ، إذ بالإعلام تمكنت دول الهيمنة من غزو العقول واستباحة الأرض والإنسان والتحكم بمصير شعوب دون أن تُكلِّف نفسها لإطلاق رصاصة واحدة …

وبعد مرور نحو عقد من زمن الخِداع البصري والسمعي نستطيع الجزم في الغالب أن المتلقي والمشاهد الجنوبي أو العربي للقنوات الفضائية صار محصّن تلقائيًا من ڤايروس قنوات الإعلام الموجهة فلا تنطلي عليه حكايات الزيف والكذب التي تبثّه من خلال نشراتها الإخبارية أو برامجها ومقابلاتها الأخرى ويأتي في مقدمة تلك القنوات الإعلامية الموجّهة قناتي الجزيرة القطرية والعربية والعربيةالحدث السعودية …

وبخصوص إثارة قناة الجزيرة لأحداث 13 يناير في الجنوب من خلال إستدعائها لقائد ومدبر ذالكم الحدث الرئيس علي ناصر محمد الذي صمت طويلاً ولم نعهد له مقابلة ولو واحدة في أي قناة فضائية منذ تنحيه عن المشهد السياسي قبل نحو ثلاثون عاماً أو يزيد مما لايدع مجال للشك أن الصفقة كانت كبيرة ومغرية وتستحق الظهور للحديث وإسترجاع الماضي الأليم لعلها تبعث الحمية الجاهلية من جديد فيخرج القوم كلاً شاهراً بندقيته ليقتل أخيه..

وبما أن توقيت المقابلة وثقل شخصيتها إجتماعياً في محافظة أبين يأتي في ظل إحكام السيطرة الجنوبية على محافظة شبوة عسكرياً مع الإستمرار شرقاً نحو إكمال السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة فإن القصد والهدف الأول منها هو إستثارة أحقاد الماضي لداء أبناء محافظة أبين الأبية والشجاعة لينسلخوا عن الجسد الجنوبي وتصبح قواتنا الجنوبية مطعونة من الظهر وهذا هو أصل الحكاية والمغزى الحقيقي من إستقدام الضيف ليعيد قراءة الرواية..

وأخيراً نجزم أنه وكما فشلت قناة العربية في إستثارة أحداث يناير من خلال مقابلة مع الرئيس العطاس سابقًا ستفشل قناة الجزيرة اليوم في محاولتها البائسة عبر نبش الماضي من جديد وذالك بفضل الله ثم بفضل تصالح وتسامح وإدراك ووعي الشعب الجنوبي

مقالات الكاتب