مختار القاضي

الشيخ علي محسن صالح الرشيدي الرجل الذي بكى الجميع لرحيلة

وكالة أنباء حضرموت

حين يكون الرحيل .. يذهب كل شيء يتعلق بالإنسان، و يبقى عمله وسيرته والأثر الذي تركه في قلوب الناس وبصماته التى أحدثت فارقاً ، وعندما نكتب عن صاحب قلب اتسع للجميع وامتلك من الأخلاق منظومة قيم متكاملة، انعكست على سيرة حياته المليئة بالأحداث والمواقف والأعمال القيمة ، يقف القلم عاجزاً عن سرد مشاعر لا يمكن أن تكتب على صورة تواريخ أو أحداث.
فعند استشهاد الشيخ علي محسن صالح الرشيدي. رحمة الله  اتذكر ذلك اليوم الحزين.  الذي اصاب منطقة يافع  وماجاورها من المناطق 
حيث غيّمت سحب من  الحزن وخيمت على كل من عرف الشيخ علي محسن صالح الرشيدي ، وقد كتبت أبلغ كلمات الحزن والرثاء لفقيد  بكى برحيله الطفل والشيخ والشاب.
نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم برحيل الشيخ علي محسن صالح الرشيدي  صاحب الابتسامة الدائمة، الرجل البشوش صديق الجميع ، وخادم الكل دون محسوبية ، رحل الرجل الخدوم ذو الأخلاق العالية والتعامل الاستثنائي مع من يعرف ومن لا يعرف ، وترك برحيله ذكرى غالية لكل من عرفه أو سمع عن مناقبه، استحق الثناء من الجميع ، فقد كان من الرجال الفاضلين الساعين للخير ، يسعى دون كلل لمساعدة من يستحق المساعدة دون تردد.
رحل الشيخ  المخضرم. علي محسن صالح الرشيدي  ، الذي اتفق على محبته كل من عرفه، وكل من أحبه ، رحل مبكرًا وترك في قلوبنأ حزنًا كبيرًا وألمًا عميقًا، كانت ملامحه مميزة، فقد كان ذا ابتسامة أخاذة ووجه بشوش، كان يقابل محبيه بضحكة مجلجلة، ولكن الصفة الأهم في وصف الراحل قلبه الكبير، الذي لم يعرف الغضب ولا الضغينة، بل كان يتسع للكل بلا استثناء.
رحل صاحب الابتسامة المشرقة الذي تبسم لكل شيء في الحياة بكل ما حملته من آلام ومصاعب وتحديات .. متفائل دوماً .. محب للجميع .. كان إذا تكلم قال خيراً .. وكان حين الغضب من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، نم قرير العين يا صاحب المواقف النبيلة فخصالك الكريمة لا يمكن أن تعد أو تحصى ولا يمكن أن يكتبها قلم، فقد كنت قيمة عظيمة أضاءت تاريخ قبيلة وعشيرة  (ال. الرشيدي  )  وما فيه ، وستبقى ذكراك في القلب والذاكرة على مر الأيام وكل  السنين، تقف اللغة التي تباهت بخصوبتها عاجزة عن إيفاء آثاره حقها في ميدان الوصف ، أو تأدية ما يجيش في القلب من التقدير والثناء ، فقد كنت من أصحاب الهمم العالية الذين لا يرحلون، إلّا بعد أن تستقر محبتهم في القلوب ، تموت الأشجار واقفة ومات صديقي الشيخ علي محسن الرشيدي  واقفاً بالقيم التي عبّر عنها ، ومعه مواقفه التي ستبقى دوماً ، لقد كان الشيخ علي محسن صالح الرشيدي  الأب والصديق والأخ بكل مثالية .. كان الإنسان بكل اقتدار .. كان الوجه الجميل والمشرق صاحب الابتسامة المشرقة الذي تبسم لكل شيء في الحياة
كان يحبه جميع الناس .. الطفل والكبير والقريب والبعيد كان سباقا في كل المواقف والمناسبات .. صاحب بصمة لا تنسى في لمسات يضفي بها على كل تعاملاته مع الآخرين وفي جميع المواقف والتصرفات له لفتات تميزه في التعامل مع الجميع في مختلف المناسبات،  الجميع في حضوره يشعر باهتمامه و رعايته وتميزه عن الآخرين
ابن منطقة يافع.  تلك المنطقة  التي  انغمس في تاريخها وشكّل عبق هذا التاريخ وأصالة وتراث المكان ، هذا الرجل الذي كان أباً للجميع بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. كان الحنون الكريم والمساعد في كل الأمور، كان القدوة والحريص المحب في جميع أمور الحياة ..  الغني بالقيم والأخلاق والمبادئ .. رحل من غير رجعة وترك لنا تركة من الأخلاق وحب الناس له
لقد كان الشيخ علي محسن صالح الرشيدي   رجل عظيم ورحل وتوفي  بهيبة السلاطين نعم إنه سلطان زمانه .. سلطان بكل شي بهيبته وقوله وفعله وكلماته التى إلى وقتي الحاضر وأنا أجد صداها
لقد كان الشيخ علي محسن صالح الرشيدي  من القلائل الذين تميزوا بروح الوطنية والنزاهة والعفه والأخلاق العالية والتواضع الجم بجانب الشمائل الحميدة والسجايا الفاضلة التي قلما تجتمع معاً في شخص وأحد، ظل في الحياة مضرباً لأروع الأمثلة في البذل والعطاء والسخاء في سبيل الله، فقد كان من السباقين في الإنفاق مما اعطاه الله ليمسح بلمساته الإنسانية الكريمة دموع اليتم من مآقي الأيتام ويزيل مشاعر الأسى من قلب المكلوم، عقود من الزمن ظل فيها هذا الرجل “الإنسان” ملتزماً بقيم العطاء وثابتاً على مبادئ تلمس مطالب وهموم ومعاناة البسطاء، أنفق بتكتم حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه سائراً على هذا الدرب المميز حتى فاضت روحه الطاهرة الى بارئها
اللهم ارحمه واغفرله وآنس وحشته ووسع قبره اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهم ارحمه رحمةً تسع السماوات والارض اللهم اجعل قبره في نور دائم لا ينقطع واجعله في جنتك آمنًا مطمئنًا يارب العالمين.

مقالات الكاتب