فلاح المانعي

الوديعة الضائعة والشعب المحتار

وكالة أنباء حضرموت

من الوهلة الأولى سينتقدني البعض وهم من الشق المتطرف من الجنوبيين الذين إذا قلت لهم ان الوضع جنوبا محزن ومؤلم للغاية قالوا حاشى وكلا إنه يتقدم رويدا رويدا وان قيادتنا مضغوطة، طيب مادام قيادتنا مضغوطة مع تواجد امتيازات ورواتب وسفر وتنقلات فكيف هو حال شعبنا، يعني حنيذ محروق، شعب معصود ومعصور قهرا وغبن وألم.
فعندما نقول شعب محتار وضائع هذا أقل توصيف وهي حقيقة مرة أشد من العلقمي، فعلينا ان نتوافق حول هذا الطرح بدلا ان نعترض وننتقد وننكر.

نعم شعب الجنوب ضائع تماما لانه فقد البوصلة وأظل الطريق ، ورحلة الضياع بدأت من زمن طويل وليس من الأمس أو اليوم، وربما من قرون
عندما فقدنا أو بالأصح فقد حكام الجنوب الرؤية الصحيحة أو المتزنة لضمان مستقبل الأجيال، 
وأستمر مسلسل العمى والوهن السياسي كلما تقدم الزمن، أن الضياع اليوم أشد وأعمق من الأمس، فشعب الجنوب أكثر حيرة في البحث عن نفسه.

أن الجوهر الحقيقي لمشاكل الجنوب هو التنازل عن الهوية الأصل لصالح مشاريع مجنونه وهمية تدميرية لاتعني شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد ، وهنا الحديث يطول
والعودة للوديعة 
الشعب يسأل ماهي الوديعة بالضبط ؟! ما تعريفها ما فوائدها وما شروطها؟! أسئلة كثيرة تحتاج لأجوبة واضحة من حكومة أقسم الحب نصفين وكذا من التحالف العربي،

الوديعة المزعومة أسم يتردد صدأه من ثمانية أعوام ، وكلنا مستغربين على من يكتب القصص والأفلام والمخرجين والممثلين وخاصة المصريين لان السوريين والاتراك مطحونين ومعذورين ، لكن الفراعنة كيف راحت عليهم عناةين كهذه ، (الوديعة).. ولم يتخذوها عنوانا لاحد أفلامهم أو مسلسلاتهم،
والله لو اني كاتب أو مخرج لأخترت الوديعة عنوان فضيع لفلم أو مسلسل ، انها إثارة حقيقية وواقعية وربما قد نشاهد فلما أو مسلسل قريبا تحت هذا العنوان الباهر ، الوديعة الضائعة" 
وهنا نحب ان ننوه للقارئ ولجميع الأطراف المتصارعة على ملعب الجنوب ان كلامنا هذا ليس تجني أو مكايدة، ولكنه من جور المعاناة والواقع المعاش" 
ثم ان شعب الجنوب في كل الأحوال لا تعنيه الوديعة ولم يبحث عنها لا قديما ولا حديثا، بقدر ما يعنيه مصيره وحريته ومستقبله وقيمة تضحياته، فالوديعة أن وجدت فهي تذهب لاعداء الجنوب تماما، إلى جيوب اللصوص والفسدة والمحتالين والعملاء والمنافقين وسماسرة الصفقات المشبوهه" فهي لاتلامس الشعب ولا تساهم في حل جزءا من معاناته.
فالكهرباء طافي والراتب معدوم، ندعوا الأشقاء في التحالف للنظر في ذلك، وأن لايكون مظلة للقوم الضالين الضالمين،
فشعب الجنوب لايمكن أن يستبدل الوطن بالوديعة وأن أودعت في خزاءنه كل أموال العالم.

مقالات الكاتب