صالح أبوعوذل

"واحدية الثورة" ستظل كذبة ولو بعد مليون عام

وكالة أنباء حضرموت

 وأنا استمع إلى خطاب السيدة الناشطة اليمنية الإخوانية الحاصلة على الجنسية التركية، وهي تشتم الجنوب والجنوبيين، وتصفهم بالعملاء والانقلابيين، لا لشيء سوى أنهم رفضوا الاحتلال اليمني، ورفضوا مشاريع الإخوان والتنظيمات الإرهابية، سألت نفسي لماذا لم نر أحدا من "مدن أخرى"، يخرج في خطاب يشتم الجنوبيين ويوجه لهم اتهامات باطلة بالعمالة للخارج، وهو ينشدون الحرية؛ الحرية التي تضعها هذه الناشطة كـ "شعار لعملها في خدمة الاجندة غير العربية". 

لا شأن لي بهذه الناشطة وهي تدير ظهرها للانقلاب الحوثي، فهي احدى الأدوات التي جلبته من جبال صعدة وحرف سفيان الى وسط العاصمة اليمنية صنعاء، بدعوى انهم ثوار يمنيون ضد نظام علي عبدالله صالح، ولا شأني لي بالانقلاب الذي قامت به ضد نظام علي عبدالله صالح، وتصفه بثورة، في حين انه من العار والعيب ان نقول على تلك الاحداث ثورة :"فالثورة أخلاقية، وليست متاجرة بالدماء الزكية ولا باستهداف دور العبادة، مثل ما حاول الاخوان اغتيال رجالات الدولة اليمنية باستهداف جامع النهدية، كل ذلك احداث يدون التأريخ اليمني، واليمنيون الذين يدركون جيدا ماذا لحق باليمن بعد فوضى الـ11 من فبراير 2011م. كررت الناشطة اليمنية "مصطلح واحدية الثورة"، لكنها لم تأت بنصف دليل على ان الثورة واحدة في اليمن الشمالي والجنوب العربي. صحيح ان الجنوبيين قاتلوا في فك الحصار عن صنعاء، لكنهم قاتلوا إلى جانب القوات العربية المصرية، مثل ما قاتل الأبناء والاحفاد الى جانب مشروع التحالف العربي. الجنوبيون هم قوميون إلى النخاع، يعشقون الوطن العربي والإنسان العربي، ويرون ان العربي عظم ما فيه مفصل، هذا ما تربينا عليه من الآباء والاجداد. لكن من يأتي لي بيمني شمالي قاتل دفاعا عن الجنوب، حتى ذلك الذي دائما ما يرددوا اسمه انه ثائر "لقي حتفه نتيجة طلق ناري راجع هو يتجول في الشيخ عثمان"؛ قد يلومني البعض على هذا الكلام، لكنها الحقيقة التي يعرفها الجميع، ولكن نحن لا نريد ان ننبش في الماضي، ولكن هؤلاء هم من بدأ الحديث بهذه اللغة وهذا الخطاب العنصري والجهوي. ما هي ادلتك يا "ست" عن واحدية الثورة في اليمن والجنوب العربي، انتبهي تأخذك العزة بالإثم وتتحدثي عن بطولات "فيتر بيب"، الوهمية، هو كان عميلا للبريطاني ثم للسوفيتي، وإذا كان من تأريخ يمكن الإشارة اليه، هو اشرافه على تصفية قادة الثورة الجنوبية ضد المستعمر البريطاني، بعد رحيل الاستعمار بالإمكان سؤال أسرة ورفاق الشهيد البطل مؤسس وأول رئيس للمؤتمر العمالي ومؤسس النقابات العمالية في عدن "علي حسين القاضي"، الذي اغتاله ضيوفه في أحد ليالي شهر فبراير 1996م، بقيادة "فيتر بيب".

 نسأل عن مصير قادة الثوار من قحطان، الى فيصل، سالمين، إلى قائمة طويلة من رؤوسا وقادة الذين لوجه الله، توقفوا عن هذا الهراء، الذي لا يمكن ان يحقق لكم اهدافكم، فقط يعيد احياء "أسباب صراعات الماضي"، وهو صراعات نأمل اننا قد تجاوزناها بمشروع التصالح والتسامح الذي رفضتم ان تكونوا جزءا منه، مع أن الغارق في تلك الصراعات لا يمكن ان يكذب حقيقة ان الصراع الجهوي والحرب اليمنية بدأت ضد الجنوب منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، وهي الحقيقة التي ان يؤمن بها الجميع.

 #صالح_ابوعوذل

مقالات الكاتب