صالح أبوعوذل

المتاجرة اليمنية بالقضية الفلسطينية

وكالة أنباء حضرموت

مواقف تنظيم الإخوان الدولي وفروعه في الدول العربية، من القضية الفلسطينية، دائما في صف "الاحتلال".

خلال الازمة الحالية، كان البعض يتوقع ان يتمترس الإخوان مع الفلسطينيين، ولكن حصل العكس تماماً.

ذهب الإخوان الى الهجوم على الدول العربية والتشكيك في مواقفها، وخاصة الدولة العربية التي أعلنت الرفض ولا تزال ترفض مخططات "تل أبيب" الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من بلدانهم.

يمكن لأي مهتم ان يتابع ما ينشره إعلام الإخوان او لجان التنظيم الالكترونية سيجدها كلها هجوم على الزعماء العرب والدول العربية؛ انت كتنظيم دولي اسقطت العديد من البلدان العربية في أتون الفوضى، ما هو موقفك؟.

على فكرة إلى الساعة، تنظيم الإخوان في اليمن، لم يبد أي موقف من الاحداث في غزة على الرغم من مرور أكثر من 14 يوماً.

توكل كرمان، الناشطة الحقوقية، ألتزمت الصمت حيال الحرب الوحشية في القطاع، لكنها مشغولة بـ"محمد بن سلمان"، زارت البوسنة والهرسك قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتحدثت في خطاب مطول كررت فيه أسم "MBS" أكثر من مرة، فمرة تقول "محمد بن سلمان"، وأخرى تقول اختصارا "MBS".

اما اعلام الإخوان فهو الأخر مشغول بالجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي وأرخبيل سقطرى، الذي يخيل للمتابع "أن أبوظبي قد نقلت الارخبيل الى "ياس".

الإخوان يريدون من الدول العربية تقوم بعملية عسكرية لتحرير فلسطين، في حين ان التنظيم لا تزال قياداته مشردة في كل دول العالم، ومنازل تلك القيادات محتلة من اتباع إيران.

يرفع الإخوان شعار "النضال والحرية"، وهم لم يحرروا "تلة صغيرة في مأرب احتلها الحوثيون"، على الرغم من وجودة عشر دول عربية تقاتل بجيوشها وطائراتها إلى جانبهم.. ماذا فعلتم؟.

ظل الاخوان يصرخون ان "تعز" محاصرة، وهم يمتلكون قوات عسكرية واسلحة تفوق ما يمتلكه الحوثيون، وفي نهاية المطاف ذهبوا إلى صنعاء، يطلبوا من مهدي المشاط ان يكمل احتلال كامل مدينة تعز، بدعوى ان "طارق عفاش كان عميلاً للحوثيين".

الآن المخطط لدى الإخوان، يعتقدون ان الفرصة أصبحت مواتية لإزاحة طارق صالح من ميناء المخأ بدعوى الوصول إلى باب المندب واغلاقه لرفع الحصار عن قطاع غزة.

صحيح ان المسألة بعيدة ومستحيلة، ولكن لم يخف الإخوان رغبتهم في السيطرة على ميناء المخأ، ضمن صراع، يخوضه "أولاد عبدالله بن حسين الأحمر"، ضد أولاد الرئيس علي عبدالله صالح".

هذا الصراع بدأ فعلياً منذ وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، حيث يعتقد الإخوان ان الفرصة مواتية للاستحواذ على السلطة من قبل أولاد الأحمر، الذين ظنوا ان الطريقة المناسبة للاستحواذ على السلطة ان يأتوا بشخصية ضعيفة كرئيس ثم هم يتكفلوا بإدارة اليمن، على غرار ما كان يفعله والدهم عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان يدير السلطة باسم القبيلة، لمصلحة نفوذ إقليمي.

المزايدة بالقضية الفلسطينية، هي في اليمن بمستوى أعلى "المتاجرة بالقضية الفلسطينية"، لك ان تتخيل ان جمعيات الاخوان جمعت تبرعات منذ تسعينات القرن الماضي باسم "دعم القدس"، لكن هذه الأموال تحولت الى استثمارات كبيرة، وإلا هل يعقل ان تصبح صندقة بنكاً، كما زعم حميد الأحمر في الحديث عن ثروته المالية.

وضع اليمنيين يشبه كثيرا وضع الفلسطينيين، مشردين في خيام في أودية وجبال، ليس بحثا عن الآمان، ولكن بحثا عن النجاة من التجريف الطائفي الذي يقوم به الحوثيون في صنعاء، ويبدو ان الاذرع الإيرانية قد أصبحت تتوسع أكثر صوب تعز، وقد نشهد في قادم الأيام موجة نزوح جديدة صوب لحج وعدن وأبين، هربا من التجريف الطائفي في مدينة تعز.

مقالات الكاتب