صالح أبوعوذل

حين يتاجر إخوان بمعاناة اليمنيين

وكالة أنباء حضرموت

بثت وسائل الإعلام اليمنية المحلية مساء الخميس، تقارير إخبارية تتحدث عن، عن إعادة افتتاح طريق مأرب - فرضة نهم – صنعاء، من طرف جماعة الإخوان التي يمثلها في مجلس القيادة، المحافظ سلطان العرادة.

عبرت عن وجهة نظري حيال هذه الخطوة، واعتبرتها (انتكاسة وهزيمة لليمنيين المناهضين للمشروع الإيراني في اليمن)، جن جنون البعض، وقالوا اننا ضد المصالحة اليمنية مع الحوثيين، المدعومة اقليمياً من الاشقاء في المملكة العربية السعودية؛ اقصد المصالحة بين الحلفاء المحليين في مأرب وحلفاء إيران في صنعاء.

ما جرى في فرضة نهم ليست مبادرة "مصالحة" على الاطلاق، بل كانت عملية انبطاح، رفضها الحوثيون جملة، بل كان رد الاذرع الإيرانية، على تلك المبادرة، بقتل وجرح الجنود الذين ذهب بهم العرادة إلى مدخل فرضة نهم من جهة مأرب.

سؤال للأخوة اليمنيين، هل ما قام به العرادة خطوة كان يجب عليكم الترحيب بها؟.

نحن لسنا ضد المصالحة بين اليمنيين على الاطلاق، بل نرى ان المصالحة قد تكون مقدمة لرفع المعاناة عن الشعب الجنوبي الذي يعاني الأمرين بفعل الحرب التي افتعلها الحوثيون وشردوا بسببها ملايين اليمنيين، هم اليوم ضيوف على الرأس في بلادنا معززين مكرمين.

ولكننا بكل تأكيد سنقف ضد كل من يتاجر بمعاناة اليمنيين، الحوثيون جماعة إرهابية، وفتح الطرقات لا يعني ان التخفيف عن معاناة اليمنيين، ولكن ستكون بوابة لابتزاز هم وخاصة المغتربين في دول الخليج وعلى رأسها المقيمين في السعودية، وسيفرض الحوثيون عليهم (ضرائب وجمارك إضافية).

اليمنيون إلى الساعة يريدون معرفة الأسباب التي أدت الى سحب سبعة ألوية عسكرية كانت في فرضة نهم، بل ولديها توجيهات سابقة من الرئيس عبدربه منصور هادي، باقتحام صنعاء، ومساندة انتفاضة حزب المؤتمر الشعبي العام، بقيادة الرئيس السابق، حين قاد ثورة ضد الحوثيين في أواخر العام 2017م.

لماذا لم يقتحم صنعاء، ولماذا لم يصمد في فرضة نهم، امام مجموعة قليلة من مسلحي جماعة الحوثي الذين استطاعوا هزيمة سبعة ألوية عسكرية تمتلك عتادا عسكريا، كان أضخم ما امتلكه الجيش اليمني منذ عقود.

مشكلة اليمنيين مع الحوثي (معروفة)، لكن المشكلة الأكبر مع الإخوان الذين يتاجرون بمعاناة هذا الشعب المسكين، لا مبرر اليوم امام كل تلك القوى التي تشكل في اطار "مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت"، سوى رفع المعاناة عن اليمنيين بشكل كامل، اما نصب نقطة أمنية على مدخل فرضة نهم، ليس رفعا للمعاناة، بل انبطاحا وهزيمة سياسية وعسكرية، بالدليل ان النقطة لم تستمر سوى بضع ساعات حتى باغتها الحوثيون بهجوم مسلحة أوقع افرادها بين قتيل وجريح.

مقالات الكاتب