أ.د.ميثاق باعبّاد الشعيبي

اجهاض مشروع التآمر، بإزاحة العليمي،،

وكالة أنباء حضرموت

إن البلاد تتعرض لمؤامرة خطيرة، تشارك فيها قوى داخلية وخارجية، وقد برهنت التجارب كلها، أن العميل يظل رهين أسياده، مهما حاول تجميل صورته في محطات بعينها، بادعاءات كاذبة، ومزيفة، وقد تبين خلال زيارة العليمي لدولة قطر وطلبه المساعدة من الدوحة، وهو ما اعتبرته الرياض تدخلا في شؤون التحالف في اليمن، لا سيما عقب الانسحاب القطري من المشاركة في العمليات العسكرية التي خاضها التحالف ضد مليشيا أنصار فارس في اليمن في الأزمة التي شهدتها المنطقة الخليجية في العام 2017م، ومقاطعة قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين، والأرذل أن العليمي سقط في مستنقع الخيانة، وأصبح خادمًا مُستأجرًا لدى المتآمرين على الجنوب العربي والمواطن والتحالف العربي ..

خرج هذا العميل، ليواصل فصلًا جديدًا من فصول الخيانة على الوطن، وليبث سمومه في جلسة استماع نظمتها له إحدى لجان الإخوان القطري، الذي يتدخل في مسألة تخص قضية الجنوب، والتامر على المنطقة والخليخ، إلا وكان وراءها هدف رخيص، ومخطط خبيث للإضرار بأمن واستقرار المنطقة والخليج، وبالطبع لن يجدوا أفضل من العملاء لينفذوا مخططهم من خلالهم، لأن أمثال هؤلاء فقدوا الشرف من يوم ما باعوا بلدهم لمليشيا الحوثي، ووضعوا أنفسهم رهن إشارة مَن يدفع ويمول ..

كانت الأجواء فى البلاد تنذر بتطورات مهمة وخطيرة وكان الإخوان وحلفاؤهم قد بدأوا فى تهريب الأسلحة إلى الملاذ الأمن مأرب، وبدأوا عمليات الحشد الواسعة انتظارًا توجيهات أحد المشبوهين من العملاء ليعظ من على منبر الاخوان في الدوحة، الذي تحول إلى منبر للمأجورين والهاربين من أوطانهم من الداعمين لجماعات التطرف والعنف والارهاب على شعب الجنوب ..

إن المأساة الحقيقية التى تضمنتها أوراق تلك الدعوة القطرية الإيرانية التركية أخطر ما احتوته حيثيات المشاركة فى هذه الخطة، من خلال اجتماع مغلق ضم عدد من عناصر  ممثلة من جماعة الإخوان وأنصار الشيطان، وبمشاركة وعناصر من حزب الله فى تنفيذ الخطة الإجرامية، وكانت للمؤامرة اقتحام الجنوب وإفشال مشروع التحالف السامي،  والتي نبعت من قلوب مريضة أطلقتها خمر السلطة فأبت أن تفيق من سكرتها ....

ظل الزبيدي صامتًا، يستمع دون أن يحرك ساكنًا، كأنه أراد أن يعرف ويتعرف على آخر ما لديهم، ولدينا معلومات موثقة أن التحالف العربي لن يقفوا مكتوفى الأيدى وهم يرون المؤامرة تنفَّذ، ولن يسمحوا أبدًا بسقوط شرعية المجلس القيادي قبل القضاء على مليشا فارس سلماً أو حرباً، خاصة أنهم يعرفون أن الدولة «العميقة» أفشلت كثيرًا من تطلعات وطموحات الشعبيين وكأنها أصبحت طرفًا فى المؤامرة ضده التحالف العربي في استعادة الشرعية ..

وفى مساء هذا يوم السبت الماضي عُقد اجتماع مصغر لدول التحالف في الرياض، ونتمنى من التحالف قرأة الواقع، وإفشال المؤامرة على المنطقة والأمة العربية وإفسادها باتخاذ قرار لإزاحة العليمي وإيقافه وتحذيره، فاجهاض المشروع الإقليمي الطائفي التآمري على المنطقة والخليخ بإزاحة العليمي والإنتباه لما ترتب عليه من مخاطر الزيارة لقطر وتداعياتها على استعادة الشرعية ..

الرئيس الزبيدي حتى الآن يلتزم الهدوء وطلب من عناصرة التحلى بالصبر، حرصًا على أمن البلاد، ولكن دولة التحالف لن تسمع كلامة بعد ذلك، وهى ترى المؤامرة تُنفَّذ والجيش الجنوبي يحذر والحزام يواجهة الإرهاب على الساحة الجنوبية والإعلام اليمني البغيض المعادي، يتفنن ببث القلاقل والاشاعات المغرضة الشعواء، أما وزير الإعلام اليمني، فقد راح يعمل  في سياق خلف الكواليس بتناغم تام ودقة، ويزعم أن النائب المجلس القيادي رئيس المجلس الانتقالي مناوئ للحكومة اليمنية والشرعية، وله أهداف عنصرية ومصلحية وأنه مستمر فى أداء عمله ولن ينصاع لمطالبهم الانفصالية التى قال إنها غير مشروعة ..

لقد بدأت عناصر الحكومة المندسة لجماعة الإخوان، التحريض بكل ما تملك وبجميع الوسائل ضد الرئيس القائد الزبيدي، والمجلس الإنتقالي والقوات المسلحة الجنوبية، وضد  الهدف السامي والأمن القومي لمشروع التحالف العربي لإستعادة الشرعية، الذين كانوا يعترضون على أخونة وزارة الاعلام، وعندما أعدوا لهجوم ضدهم فهم إلى جانبهم، ولا أحد يستطيع السيطرة على هؤلاء الخونة ..

فى كل الأحوال قبل الاستضافة القطرية للعليمي، فإن اللقاء الذى جرى سلفاً بين العليمي والزبيدي شهد جدلًا واسعًا حول الدمج والهيكلة والبيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الجنوبية ..

فقد كان وجه العليمي عابسًا، وكان صوته عاليًا، مما أثار غضب الزبيدي الذى طلب منه تهدئة صوته والتحدث بهدوء أكثر من مرة، ولقد كان من رأى العليمي أن البيان يزيد الأمور اشتعالًا وأن جماعته ثائرة ورافضة لهذا البيان الذى هو من رأيه دعوة للانفصال ويشجع الرافضين لحكمه، والتشوية بالسماح للخروج فى تظاهرات أمام مجمع المعاشيق ومقر

الحكومة  ..

وكان موقف الرئيس الزبيدي واضحًا، عندما قال «إن القوات المسلحة الجنوبية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدى أمام المخاطر التى تهدد أمن البلاد، وأن على العليمي أن يستجيب للمطالب الشعبية من الحكومة، وأبرزها خطورة تردى الأوضاع، وارتفاع الأسعار، وانهيار العملة المحلية أمام الدولار، وتكرار انقطاع التيار الكهربائي، وتحديد موعد صرف المرتبات شهرياً وبجدول زمني يتم تحديثه بانتظام، والذي يجب التوصل بحل نهائى للأزمة التى تعيشها البلاد ..

وبدلًا من أن يلجأ العليمي إلى صوت العقل راح يتصرف بجنون، يتحدث بغرور شديد بوصفه الرئيس للمجلس القيادي والذى لا يتوجب التشكيك فى شرعيته ..

فقد قال القائد الزبيدي، إن إرادة الشعب الجنوبي هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسئولون أمام الله مسئولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدى على إرادة الشعب الجنوبي، وإنه ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وتجويع وترويع شعبنا الجنوبي ..

لاننكر إلى أن هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع الجنوبي لتواجد كثافة المستوطن اليمني، وتفرغت لرفع كثافة أفرادها ومعداتها، وأن استمرارها خطر على الدولة الجنوبية، ولابد من التوافق بين الجميع، ومخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع الجنوبي، بل تضر به وتهدد الأمن القومى العربي ..

يخطئ من يعتقد أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة الجنوبية، ولذلك لن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع تصعب السيطرة عليه، وسيظل شعب الجنوب لحمة وطنية، وخلف القيادة الرشيدة وهي أهم عوامل النجاح، حيث ستكاتف الجهود الشعبية والتنفيذية لإنجاز آلاف المشروعات مستقبلا والتي ستظل شاهدًا على إرادة الجنوبيين وعزمهم ...

كما إن القوات المسلحة الجنوبية على وعي كامل بما يدور فى الشأن العام الداخلى، دون المشاركة أو التدخل، لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام وولاء رجالها لجنوبها وقادتها ولشعبها العظيم ..


وإن القضية الجنوبية السامية وما تحتويه من وقائع أقل ما توصف به، أنها تسطر للأحرار صفحات من نور، ليعلم احرار الجنوب ما حاق به من مكائد على يد من يدَّعون أنهم أبناء هذا الوطن، وهم عملاء لخارجه، لذلك كان علينا أن نقرع الأسماع وندق نواقيس الخطر، ليعلم الجميع أى جرم وخائن وقع وتم فعله ..

سدد الله خطى الثابتون على الأرض، ولست ممن يميل إلى الهدير والتنظير أو الإصرار على المطالبة  بالتصريحات بقدر تشديد التنويه ..

حفظ الله الجنوب وشعبة المكافح الصابر، وأبقاه عزيزاً شامخاً، ورمزاً للكرامة ومنبعاً للعز والافتخار ..

خالص تحياتي واحترامي وتقديري

 

بقلم أ.د/ ميثاق باعبّاد الشعيبي
كاتب جنوبي بارز ومفكر سياسي اكاديمي،،

مقالات الكاتب