علي محمد السليماني

وداوني بالتي كانت هي الداء

وكالة أنباء حضرموت

 يتحدث الكثير عن نظرية المؤامرة بين مؤيد ومعارض ويتشعب الحديث حول تلك المعضلة التي فعلا هي أساس (لعبة الأمم) في العلاقات الدولية المعقدة.

أن تغيير هوية وطن بحجم الجنوب العربي الذي ظل عبر مختلف مراحل التاريخ يشكل الخط الدفاعي عن دول وشعوب الجزيرة منذ عصور الشعوب السبعة التي كانت تتصارع على إحكام سيطرتها على الجزيرة العربية أمر فوق مقدرة ذلك الفصيل الذي قام بالدور.

أن ارض الجنوب العربي هي أرض الانبياء لتلك الأقوام التي عاشت على  ذلك التراب الطاهر في تلك العصور الغابرة  وتخلصت من الشر ولم يبق فيها غير أهل الخير والايمان منذ عهود ثمود وعاد وارم ذات العماد  ثم عهد التمكين الإلهي والتكليف على أيدي ذو القرنين بنشر العدل والخير في الأرض.

أن تغيير اسم الجنوب العربي إلى جنوب اليمن ليس بالأمر الهين وليس بمقدرة فصيل صغير أن يعمل ذلك كما حدث فعلا في شكله الخارجي ولكن في عمقه هناك أسباب وقوى كثيرة هي من ساعدت على حدوث ذلك بكل تأكيد ولا استدعي الام وتفرقة الماضي بقدر ما اريد المقاربة والبشرى بقرب تحقيق النصر باذن الله لشعب الجنوب العربي  وشقيقه شعب اليمن العربي وبقرب الخلاص من أقذر لعبة أممية فتكا بهما والشيء بالشيء يذكر ويقارن في يوليو 1967 انعقد مؤتمر بيروت حول استقلال الجنوب العربي شاركت فيه القوى الجنوبية سلاطين وأمراء الجنوب العربي من المهرة شرقا والى المندب غربا وأحزابه ولكن المؤتمر تعرض للفشل والانقسامات (بفعل بريطاني خبيث) وتم تحويل اعماله إلى جنيف  وفي أغسطس 1967 بدأ تساقط سلطنات الجنوب العربي بجيوشها على أيدي أفراد قليلي العدد والعدة حتى حدثت الحرب الأهلية  في عدن بين التحرير والقومية نهاية اكتوبر1967 وفي5نوفمبر حدث  انقلاب عسكري في الجمهورية العربية اليمنية أطاح باول رئيس للجمهورية وفي 6نوفمبر جيش الجنوب العربي يعلن اعترافه بالجبهة القومية ممثلة شرعية ووحيدة للجنوب العربي وبريطانيا ترحب وتدعو الجبهة القومية للتفاوض معها.

المشهد في اغسطس2022 يبدو رائعا وبالطبع يختلف كليا عن ذلك المشهد  الذي قاده سعيد بن معيلي وأهل طعيمان في اغسطس2019 ويجسد  لنا واقعا في وقته أسس لكل تلك الكوارث التي أصابت الجنوب العربي واليمن العربي معا.. ولكن بطريقة تصحيحية لمجمل تلك الخطايا والرزايا التي مازال بعض المحنطين يتمسكون باخطاىها الكارثية ويعدونها منجزات ثورية تقدمية ولكن الزمن كفيل بتصحيح كل الأخطاء ونحن نعيش مرحلة التصحيح حاليا.

 

الباحث / علي محمد السليماني

16اغسطس2022

مقالات الكاتب