محمد عبدالله القادري

الغاء اتفاق استوكلهوم مرهون بالقضية التهامية

وكالة أنباء حضرموت

تعرضت تهامة للظلم والاستبداد والاستخدام طيلة عهود الأئمة الزيدية المتمركزة في الهضبة الشمالية صنعاء وما جاورها ، وبعد قيام الجمهورية ظلت تهامة مهمشة مظلومة ولم يتم انصافها رغم أن قبائلها انتفضت ثائرة مراراً ضد الملكية المتوكلية ، إذ تقاسم الطرفان المتقاسمان للسلطة إدارةً وجيشاً و المتمركزان في الهضبة صالح ومعه حزب المؤتمر وآل الاحمر ومعهم حزب الاصلاح سيطرتهما على تهامة ونفوذهما وجني المكاسب منها ، وعند بدء نشوب الخلافات بين الطرفين صالح وال الأحمر قام الأخير بدعم واظهار القضية التهامية عبر حراك تهامي ولكن ليس لانصاف تهامة التي هو أحد الظالمين ، وانما لبقاء مصلحته واستخدام هذه القضية كورقة خداع واداة تمكين نفوذ ووسيلة اضعاف وحرب ضد شريكه صالح ، وهذا الأمر تسبب في انشاء أساس بناء مغشوش للقضية التهامية أفقدها البروز الكبير والاستمرار المطلوب المتوجه نحو تحقيق الهدف والانتصار المأمول.

 عند قيام الانقلاب الحوثي وسيطرته على الحديدة ، نقلها لواقع يمارس فيه ماكان يتم ممارسته من ظلم واستبداد في عهد حكم الأئمة ، وبعد قيام انطلاق الحرب وعاصفة الحزم اتجه حزب الاصلاح وعبر تمركزه بالدولة نحو استخدامها كما كان يفعل سابقاً وحاول ذلك من خلال تعيين الموالين لحزبه كممثلين لها بالدولة ومحاولة فرضهم كممثلين المقاومة التهامية وحراكها كما سعى لشراء بعض ولاءات القيادات التهامية  ، وعندما اختلف صالح مع الحوثي واتجاه طارق نحو الساحل في حالة انطلاق عملية تحرير تهامة الذي يخوضها القوات الجنوبية كالعمالقة وغيرها اتجه بعد توقف عملية التحرير  نحو شراء ولاءات بعض قيادات تهامة وترميق نفسه كمتصدراً للمنطقة التهامية وحاكماً عليها في المرتبة الأولى.

ومن ما سبق يتضح أن ذلك بعض من الذي يؤكد ان تهامة ضحية الهضبة ماضياً وحاضراً ، وان انقسام ابناءها في التبعيات ما بين أطراف الهضبة الثلاثة هو سبب عدم بروز القضية التهامية سابقاً وحالياً وقبل اتفاق السويد وبعده.

وكان يفترض أن يتم التوجه لتحرير الحديدة على أساس الانتصار للقضية التهامية وعلى هذا الأساس لن يستطيع المجتمع الدولي أن يفرض اتفاق استولكهوم ، وبعد ذلك الاتفاق كان يفترض أن يتم الانطلاق عبر القضية التهامية نحو الغاءه ولكن وجود طرف طارق كبارز في الظهور حاكماً  على تهامة المحررة ومتصدراً المشهد  يفقد تلك القضية التوجه المطلوب والحجة المنطقية أمام الواقع والمجتمع الدولي الذي يفرض أن يتم تحرير تهامة لتخليصها من الظلم الذي عانته من الهضبة وأطرافها وعلى أن يكون التوجه السليم والمفروض ضد أي نفوذ  للأطراف الثلاثة الحوثي والاصلاح وطارق ، وتصبح تهامة للتهاميين الذين يشترط توحيد صفهم تخليهم عن أي تبعية لتلك الأطراف كما يتطلب استمرار تلاحهمهم مع أبناء الجنوب كقوات العمالقة والمقاومة الجنوبية الذين لهم الدور الكبير في عملية التحرير التي تحققت وسيكون لهم ذلك في استكمال تحرير مالم يتحرر .


 

مقالات الكاتب