د .حسين لقور بن عيدان

هل نحن أمام حرب قات و مخدرات يمنية على الجنوبيين، كحرب الأفيون البريطانية على الصينيين؟

وكالة أنباء حضرموت

في القرن التاسع عشر عندما أصبحت بريطانيا أقوى دولة راسمالية بعد الثورة الصناعية أرادت أن تضمن لها أسواق لتصريف منتجاتها في العالم و بالطبع كانت الصين احدى الدول المستهدفة، غير أن الصين لم توافق على إستيراد المنتجات البريطانية و فتح تجارة حرة معها، كذلك رفضت بيع المنتجات الصينية كالشاهي و الحرير  إلا مقابل الفضة مما يهدد إقتصاد بريطانيا ويستنزف العملة اي الفضة.

هنا بدأت بريطانيا تفكر في كيفية سحب الفضة من الصين و معاقبتها فقامت بإغراق الصين بالأفيون المزروع في الهند.

بعد فترة ليست بالطويلة ظهرت بشائر نجاح الخطة البريطانية في الظهور، إذ بدأ الشعب الصيني في إدمان الأفيون و معه بدأ خروج الفضة من الصين لدفع قيمة ذلك الأفيون المستورد.

بدأت مشاكل الإدمان تظهر على الشعب الصيني ما دفع بالإمبراطور إلى إصدار أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات، غير أن شركة الهند الشرقية البريطانية المسؤولة عن زراعة الأفيون و تجارته لم تلتفت لهذا المنع فقامت بتهريب الأفيون إلى الصين، فانزعجت الصين من الخطر الذي يمثله تعاطي الأفيون الواسع على صحة المواطنين و على إقتصاداتها، و بات يهدد بتدمير المجتمع الصيني، حيث كان الصيني يبيع أرضه ومنزله وزوجته وأولاده للحصول على الأفيون.

فأصدر الامبراطور الصيني قرارا آخر أشد صرامة بحظر استيراد الأفيون إلى الصين، بل و خطت الصين خطوة أبعد من ذلك، عندما ذهب ممثل الإمبراطور إلى مركز تجارة الأفيون وأجبر التجار البريطانيين والأمريكيين علي تسليم مخزوناتهم من الأفيون التي بلغت ألف طن وقام بإحراقها و لم تنتهي تجارة و لا اثار الافيون من الصين بسهولة و ظلت تعاني منها لفترة طويلة و لم تتخلص منها إلا في عهد ماو تسي تونغ بعد ١٩٤٨م.

في الجنوب جرى و يجري ما يشبه تلك الحرب القذرة التي قادها و يقودها أرباب النظام في صنعاء السابقون و اللاحقون و ذلك بإغراق الجنوب و خصوصا محافظات عدن و حضرموت و شبوة و المهرة بالقات وتوسيع دائرة مستهلكيه و بالفعل فقد بدت كأنها حرب قات و مخدرات على الجنوب،  تشبه الى حد كبير ما يشبه حرب الأفيون التي قادتها بريطانيا ضد الصين في القرن الثامن عشر.

حتى المردود الضئيل من الضرائب على القات تم و يتم نهب الجزء الاكبر من اموالها و توزيعه على النافذين سابقا و لاحقا.

لقد كانت هناك سياسة واضحة منذ اليوم من مشروع الوحدة بين البلدين، فبعد الغاء قانون تعاطي القات في الجنوب الذي حد من انتشاره بدى ان هناك عملية مخطط لها لدفع اكبر عدد ممكن من ابناء الجنوب على استهلاك المزيد من القات وتم لهم ذلك مع الوقت حتى وصل إلى الأطفال و النساء.

ثم تطور الامر في السنوات الأخيرة لدى عسكريي النظام سابقا في حضرموت و المهرة و شبوة من تهريب المخدرات الى دول الجوار إلى التجارة فيها و توزيعها داخليا، و ذلك لهدفين اساسيين اولهما هو نهب اكبر قدر من المال من بين أيدي الجنوبيين وثانيهما هو لتدمير المجتمع الجنوبي من الداخل وتفكيكه بل تغييبه عن التفكير في الواقع و ما يجري حوله و بالتالي إلهاء أبناءه عن مواصلة النضال في سبيل الخلاص النهائي من بقايا الوجود اليمني في الجنوب.

نحن اليوم في معركة حقيقية و وطنية في مواجهة حرب القات و المخدرات، و نرفع اليوم أمام الجميع هذه الدعوة للنضال من أجل مقاطعة القات و مكافحة المخدرات من أجل حماية الأجيال القادمة و حرمان هولاء المجرمون في صنعاء من أحد مصادر دخلهم الحرام من أموال ابناء الجنوب.

د. حسين لقور #بن_عيدان

مقالات الكاتب