باحث: هوس بايدن أضعف سياسته تجاه إيران

وكالة أنباء حضرموت

قال الباحث البارز في مركز الأمن الأمريكي فرد فليتز، إن لا أحد كان مسروراً بسياسة الرئيس جو بايدن تجاه البرنامج النووي الإيراني، التي كانت سياسة تائهة وضعيفة إلى درجة أنها دفعت إيران إلى التجرؤ على توسيع سعيها إلى الأسلحة النووية منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير(كانون الثاني) 2021.

هوس بايدن بقلب سياسة ترامب سيدفع إدارته إلى تنازلات أكثر كرماً وخطورة للتوصل إلى اتفاق بعد الانتخابات النصفية في نوفمبر.

وكتب فليتز في موقع "1945" كيف رفضت إيران التفاوض بحسن نية طيلة 17 شهراً من المحادثات رغم تنازلات كبرى قدمتها الولايات المتحدة.

ذكرت التقارير أن المتفاوضين كانوا قريبين في أواخر أغسطس (آب) من التوصل إلى اتفاق أمكن أن يعطي إيران 1 تريليون دولار بفعل رفع العقوبات بحلول 2030.

لكن المفاوضات انهارت في 1 سبتمبر (أيلول) حين قدمت إيران جواباً وصفه مسؤولون أوروبيون وأمريكيون بـ "مخيب للآمال" و"غير مشجع على الإطلاق".

وذكر فليتز أن جولة جديدة من المحادثات مع إيران غير مرجحة قبل الانتخابات النصفية الأمريكية.

مشكلة أساسية
رأى الكاتب أن هوس بايدن بقلب انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي بدل بناء رؤيته الخاصة لاتفاق أقوى وأجرأ، هو مشكلة أساسية في سياسته.

يشجب مسؤولو بايدن بشكل متكرر قرار ترامب ويرفضون النظر إلى العديد من أسباب الانسحاب المشروع من الاتفاق، مثل الوثائق السرية عن برنامج إيران النووي التي سرقتها إسرائيل في 2018 مثبتة غشاً كبيراً من طهران في الاتفاق.

ولن يعترف مسؤولو بايدن بأن حملة الضغط الأقصى التي فرضت أكثر من 1600 عقوبة على إيران كانت نهجاً أفضل من بقاء الولايات المتحدة في اتفاق معيب.

وعلاوة على ذلك، فإن رفض إيران التعاون مع تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشآت نووية سرية محتملة، تنتهك الاتفاق الأساسي لم يدفع مسؤولي بايدن إلى قطع الطريق أمام اتفاق جديد، أما بايدن وفريقه لشؤون الأمن القومي، فإن التراجع عن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي هو قضية شخصية.

وعود وسخرية
أضاف فليتز أن سياسة بايدن الإيرانية طيلة الفترة التي قضاها في البيت الأبيض كانت غير متجانسة. ورغم أن بايدن وعد في حملته الرئاسية بالتراجع فوراً عن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق، فإنه لم يفعل، حين أصبح رئيساً بسبب قلقه من النتائج السياسية العكسية.

وعوض ذلك، أطلق بايدن وكبار مستشاريه وعوداً مضخمة بأن الولايات المتحدة وإيران ستعاودان الدخول بشكل متزامن إلى الاتفاق النووي ثم تتفاوضان على آخر "أطول وأقوى".

ورغم أن إيران رفضت فوراً هذه المقاربة، تحدث عنها مسؤولو بايدن طوال أشهر قبل أن يضطروا للاعتراف بأنها مستحيلة. وكرر المسؤولون في إدارة بايدن قولهم إن الاتفاق النووي كان وشيكاً، وأن أسابيع قليلة تبقت قبل التوصل إليه. بسبب تكرار هذه التوقعات، تم تجاهلها والسخرية منها.

تنازلات وانتهاكات
وعد مسؤولو البيت الأبيض طيلة فترة قصيرةن بخطة باء بديلة عن اتفاق نووي جديد. لم يكن هذا الوعد صادقاً بالنظر إلى أن أشهراً من التنازلات الأحادية الجانب تبعته. كانت هذه التنازلات متطرفة إلى درجة أن ثلاثة أعضاء انسحبوا من فريق التفاوض الأمريكي في فيينا، كما أن السيناتور الديموقراطي روبرت مينينديز ألقى خطاباً نارياً في فبراير(شباط) شاجباً كامل سياسة بايدن الإيرانية.

لقد كان مسؤولو بايدن يائسين من التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران إلى حد أنهم حاولوا عقلنة فكرة رفع الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب. وذكرت الأنباء أن إدارة بايدن عرضت إعفاء تجارة روسيا مع إيران من العقوبات لمنع موسكو من صد الاتفاق الجديد.

ولن يسمح مسؤولو بايدن لاستمرار إيران في الاستفزازات بمنعهم من الحصول على اتفاق. وشملت الاستفزازات تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وتطوير أجهزة طرد متقدمة، ومضايقة محققات الوكالة الدولية، والتجارب الصاروخية، والهجمات على ناقلات النفط، ودعم الهجمات الصاروخية للحوثيين على السعودية واليمن. أجبرت الاستفزازات المتزايدة والمعارضة التشريعية إدارة بايدن على التخلي عن فكرة رفع الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب.

استياء... 
ذكرت التقارير أن المفاوضات توقفت بسبب مطالب إيرانية برفع المزيد من العقوبات وبضمان منع انسحاب رئيس أمريكي مقبل من الاتفاق، وبوقف التحقيقات الأممية في عمل إيراني سري على أسلحة نووية.

استاء عدد من المشرعين في الكونغرس من المكاسب المالية التي ستحصل عليها إيران من الاتفاق، ومن رفضها وقف رعاية الإرهاب. واعترض عدد منهم على بنود الغروب القصيرة التي سيبقي عليها الاتفاق الجديد وعلى احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المتطورة التي أقامتها في انتهاك للاتفاق الأساسي.

ثمة مسألة حساسة بالتحديد لدى العديد من المشرعين في الكونغرس وهي رفض إيران لغة اتفاق أغسطس (آب) التي تنص على وقف محاولات اغتيال مسؤولين أمريكيين، بعد اتهام رسمي لإيراني بالتخطيط لاغتيال مستشار الأمن القومي الأسبق جون بولتون، وإيران بالتخطيط لاغتيال مسؤولين سابقين وحاليين بينهم وزير خارجية ترامب مايك بومبيو، ومحاولتين لقتل الصحافية الأمريكية الإيرانية مسيح علي نجاد.

أمل الكاتب
واليوم أصبحت الخطوات لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران غير مؤكدة، فالمسؤولون الأمريكيون والأوروبيون متشائمون بمستقبل المحادثات النووية لأنهم يعتقدون أن تشدد إيران في مطالبها يثير شكوكاً في نواياها تجاه هذا الاتفاق.

لكن فليتز يرى أن هوس بايدن بقلب سياسة ترامب سيدفع إدارته إلى تنازلات أكثر كرماً وخطورة للتوصل إلى اتفاق بعد الانتخابات النصفية في نوفمبر(تشرين الثاني).

ويأمل الكاتب في الختام أن يمنع التصلب الإيراني المتواصل ولادة مثل هذا الاتفاق.