بريطانيا.. هزيمة المحافظين في الانتخابات المحلية "غير كافية" لعزل سوناك

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك

حفظ الصورة
وكالة أنباء حضرموت

خسر حزب المحافظين الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مقعداً برلمانياً رئيسياً، كما كان في طريقه إلى خسارة المزيد من المقاعد بالانتخابات المحلية، في سلسلة من النتائج "الكارثية" خلال الانتخابات.

ومع ذلك، لم ترق هذه النتائج إلى السيناريو الأسوأ الذي كان من الممكن أن يثير محاولة من قبل المحافظين لعزل سوناك، بحسب وكالة "بلومبرغ".

وقالت الوكالة، الجمعة، إن الخسائر واسعة النطاق التي مُني بها المحافظون أمام حزب العمال المعارض كانت مماثلة للفوز الكاسح الذي حققه الأخير في الانتخابات المحلية التي جرت العام الماضي.

وأكدت مُجدداً التوقعات بأن زعيم المعارضة كير ستارمر يتقدم نحو الفوز بالانتخابات العامة المقرر إجراؤها في وقت لاحق العام الجاري.

وتمكن حزب العمال من استعادة الدائرة الانتخابية البرلمانية لمنطقة بلاكبول ساوث، والتي تُعد أحد دوائر "الجدار الأحمر" الرئيسية التي فاز بها المحافظين عام 2019 بسهولة، بعد أن سلب حزب "إصلاح المملكة المتحدة" الشعبوي أصوات الجناح اليميني للحزب.

ورأى  جون كيرتس، أستاذ السياسة بجامعة ستراثكلايد والخبير في الانتخابات، في مقابلة مع راديو "بلومبرغ"، أن "أداء المحافظين يُعد من الأسواء منذ 40 عاماً بعد الانتخابات المحلية. وربما تكون الأسوأ في النهاية".

عزل سوناك

ومع ذلك لم ترق نتائج الانتخابات إلى مستوى الهزيمة الذي يعتقد المحافظون المنتقدون لسوناك أنه قد يكون كافياً لمحاولة عزل رئيس الوزراء.

واعتبرت "بلومبرغ" أن نتائج الانتخابات لم تسهم كثيراً في تخفيف الشعور بـ"الهلاك الوشيك" للمحافظين في الانتخابات العامة التي يتعين على سوناك إجراؤها خلال 9 أشهر.

وتراجع منتقدو سوناك عن تحدي القيادة بعد فوز محافظين في الانتخابات، مثل عمدة منطقة تيز ففالي، بن هوشن.

ووصفت "بلومبرغ"، فوز بن هوشن، بأنه "دليل على مكانته الشخصية"، مشيرةً إلى أنه جذب استثمارات ومنطقة حرة إلى المنطقة، وأنقذ المطار الإقليمي بتحويله إلى ملكية عامة، وبدأ في تجديد مصانع الصلب المغلقة.

وذكرت الوكالة أن بن هوشن لم يتحدث كثيراً عن انتمائه إلى حزب المحافظين خلال حملته الانتخابية، لكنه قال في خطاب الفوز: "لقد حاولنا عرض رؤية واضحة لما نريده لمنطقتنا، أنا لا أدعي أن كل شيء يسير على نحو مثالي، ولكننا نحرز تقدماً جيداً".

حرب غزة

وظهرت مؤشرات على وجود انقسامات في الائتلاف الكبير الذي يجب على ستارمر تشكيله لاستعادة السلطة لأول مرة منذ 14 عاماً.

وخسر حزب العمال مقعد منطقة أولدهام بمانشستر، والتي تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين. وشهدت أولدهام معارضة محلية لموقف ستارمر بشأن الحرب في غزة.

ويجد زعيم حزب العمال صعوبة في حمل حزبه على الالتفاف حول موقفه من الصراع في غزة، رغم رضوخه لضغوط هذا العام للدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بعد أن حثه منتقدون على انتهاج موقف أشد صرامة تجاه إسرائيل، بحسب وكالة "رويترز".

وتقلص عدد الناخبين المؤيدين لحزب العمال في أماكن بها عدد كبير من المسلمين في جنوب وشمال إنجلترا، لكن أحد المشرعين قال إنه يرى ذلك تصويتاً احتجاجياً لن يتكرر بالضرورة في الانتخابات العامة.

وأقر ستارمر بأن غزة كان لها تأثير على دعم حزب العمال في بعض المناطق، في حديثه بعد فوز حزبه بمقعد في البرلمان في شمال إنجلترا، وسيطرته على عدد من المجالس في أنحاء البلاد، في ضربة قوية لحزب المحافظين الحاكم.

ومع تقدم حزب العمال بفارق كبير في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة، انتهج ستارمر نهجاً تجاه الصراع في غزة يسير على خطى الحكومة تقريباً، ووازن فيه بعناية بين قولين أحدهما أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، والآخر أن مستوى الموت والدمار في غزة لا يحتمل.