رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي..

الرئيس عيدروس الزبيدي يجدد العهد باستعادة دولة الجنوب بدون مماطلة أو تأخير (قراءة تحليلية)

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزبيدي"

حفظ الصورة
رامي الردفاني
وكالة انباء حضرموت

ان حفل هذا العام من الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي الذي أسس فيه المجلس الانتقالي الذي يمثل مشروع استعادة الدولة الجنوبية المستقلة التي تعرف بحدود ما قبل عام 1990م وعلى هذا النهج جدد الرئيس الزبيدي في التمسك باستعادة دولة الجنوب بدون مماطلة أو تأخير في خطابة في هذة المناسبة التي جاءت بمضامين عدة .

حيث أثنى الرئيس الزبيدي في خطابه بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي على الشعب الجنوبي وذلك بفخره اعتزازه بصمود الشعب ونضالهم والتفافهم الأسطوري حول قضيتهم وتفانيهم في الدفاع عن حقهم الشرعي وسعيهم الدؤوب لإنفاذ إرادتهم في سبيل تحقيق الهدف المنشود المتمثل في استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحرة المستقلة.

واعتبر الرئيس الزبيدي ان تلك اللحظة التاريخية من تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي شكّلت تحولا محوريا في مسار نضالات شعب الجنوب نحو بلوغ هدفه الأسمى، الذي دفع في سبيل إنجازه الآلاف من خيرة أبنائه، ولفت الرئيس الزبيدي لتلك التضحيات التي قدمها أولئك الشهداء الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم ودمائهم تربة الوطن لأجل استعادة دولة ذات سيادة يسودها النظام والقانون والحياة الكريمة.

واكد الرئيس الزبيدي أنه ماض نحو استعادة الدولة وذلك يمثل نحو السير على درب الشهداء حتى استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة تنفيذا للعهد الذي قطعه على نفسه ومع كافة المناضلين الشرفاء من أبناء الشعب الجنوبي.

واكد الرئيس الزبيدي أن إعلان عدن التاريخي يأتي في سياق أحداث ثورة شعب الجنوب التحررية العظيمة منذ صيف 1994م، ليمثل تجسيداً نضالياً عن استحقاق تاريخي تأخر وتعثر كثيراً طوال السنوات السابقة من عمر الثورة، لافتا الى المؤامرات والدسائس التي تكالبت على شعب الجنوب من قبل طغاة الاحتلال اليمني لتمزيق اللحمة الوطنية لشعبنا وإفشال ثورته ووأد مشروعه التحرري الوطني في مهده.

أوضح الرئيس الزبيدي بأن مخططات الاحتلال اليمني الممنهجة التي دأب عليها نظام صنعاء اليمنية منذ 1994م، لإخراج قضية شعب الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى هامشها.

وأشار الرئيس الزبيدي انه مثل هذا اليوم 4 مايو 2017م ، أتى اعلان عدن التاريخي ليمثل تتويجاً لجهود عظيمة متراكمة بُذلت في سياق إنجاز استحقاق وحدة الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب والمعبّر عن أهداف ثورته’وترسيخ الشعور الوطني لدى الأجيال بأهمية هذا الاستحقاق الوطني الذي جاء كنتاج لجهد وطني جماعي تراكمي، بُني على أساسه المجلس الانتقالي الجنوبي، ككيان قيادي وطني انتقالي للجنوب بحدوده الدولية المعروفة حتى 21 من مايو 1990م وحامل ومعبر عن قضيته الوطنية وثورته الشعبية التحررية بمساريها السلمي والمقاوم.

ولفت الرئيس الزبيدي أن الجنوب لكل وبكل أبنائه، وكل أبناء الشعب الجنوبي شركاء في الوطن وفي تحمّل مسؤولية الدفاع عن مكتسبات الشعب وقضيته ومصالحه الإستراتيجية.

واعتبر الرئيس الزبيدي ان تفويضه من قبل شعب الجنوب لم يكن تشـريفاً بل تكليفاً شاقاً وعسيراً ومسؤولية وطنية وتاريخية أمام الله ثم أمام شعب الجنوب وأجياله، لتحقيق شراكة وطنية واسعة وشاملة لاستعادة الوطن ورسم ملامح مستقبله من قبل جميع أبنائه في مرحلة نضال تحرري شاق وعسير.

وأكد الرئيس الزبيدي على ضرورة الحوار مع كافة الجهات والمكونات الجنوبية وأنه مستمر ليعد ذلك الحوار نهجا مع كافة الطيف الجنوبي للمضي قدماً لتحقيق الأهداف’ والتي بدأت نتائجها ماثلة أمام الجميع مؤكدا الاستمرار وعدم التوقف مطلقًا.

وأكد الرئيس الزبيدي ان السبع السنوات التي مضت قطع خلالها شوطا كبيرا في ترسيخ الوجود الداخلي وإيصال صوت الشعب إلى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي، وعمل خلالها بكل تفان وإخلاص على تعزيز حضور القضية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية متعهدا على مضاعفة الجهود خلال الفترة القادمة على المستويين الوطني والخارجي حتى الانتصار لقضية شعب الجنوب واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.

ولفت الرئيس الزبيدي أن حجم المعاناة التي يعانيها شعب الجنوب في كافة المجالات خصوصا الخدمية’ يدركها لما فيها من معاناة لشعب واحساسه بما يكابده الشعب في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة’ مدركا لحجم المسؤولية التي تقع على المجلس الانتقالي بوصفه ممثل الشعب في السلطة القائمة وشريكاً فيها، متفهما لذلك الوضع وأبعاده وأبعاد من يحاول استغلال ذلك بسوء نية وكيد سياسي.

مجددا ثقته لشعب الجنوب بأن ذلك لن يستمر وان القيادة لن تكون إلا الشعب في كل حال ومآل، وليس صامتين أو متجاهلين كما يُروج له البعض أو يُضن.

وطالب الرئيس الزبيدي العالم ودول صناع القرار بأن يجدون عملية سياسية شاملة غير مشـروطة، عملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين كون الوضع لايحتمل التجريب او التسويف والسعي لايحاد عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب’.

مؤكدا ان الشعب الجنوبي الذي تحمّل سياسات التسويف والتأجيل والمماطلة زمنًا طويلًا قد نفذ صبره، ولم يعد بوسعه التعاطي مع أي مبادرات لا تضع قضيته في طليعة جهود السلام، وان التزام شعب الجنوب بنهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لا يغفل جاهزيته لأي خيارات أخرى، إن لزم الأمر.

وأثنى الرئيس الزبيدي في الأشقاء بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات بتدخلهم إلى جانب أشقائهم الجنوبيين في لحظة فارقة من تاريخ البلاد، لحظة جسدت أبهى صور التضامن والأخوة والمصير العربي الواحد’ مؤكدا مبادلتهم الوفاء والعرفان نظير ما قدموه من دعم وإسناد وتضحيات في ملاحم بطولية امتزجت فيها دماء شهداء الجنوب وشهدائكم جنبًا إلى جنب، مشيدا بموقفهم العروبي الأصيل الذي سطر مآثرٌ عظيمة ستظل حيّة في ذاكرة الشعب والأمة العربية.

لافتاً الى تضحيات واستبسال أبطال الجنوب والسعودية والإمارات والبحرين والسودان في ملحمة بطولية ساهمت في تأمين أحد أهم المواقع الاستراتيجية وأكثرها حساسية في منطقة شبه الجزيرة العربية من خطر داهم كاد أن يُحيل آمال شعوب المنطقة إلى كابوس .

وأشار الرئيس الزبيدي ان واقع التهديدات المحيطة بالمنطقة تستوجب تأمين ذلك النصـر لصنّاعه الصادقين، وتجنب ربطه برهانات خاسرة.

كما وجه الرئيس الزبيدي رسالة شكر وفخر واعتزاز في القوات المسلحة الجنوبية والأمن البواسل بقوله أنهم حماة الجنوب وحراس أمنه واستقراره’ معتبرا انهم الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تستهدف الشعب وقضيته الوطنية العادلة، مطالبا منهم الشموخ ورفع رؤوسهم و عاليًا كون الوطن يستظل بظلال هاماتهم الشامخة والنصـر تصنعه سواعدهم السمراء وفوهات بنادقهم التي لا تعرف الانكسار.

وأوضح الرئيس الزبيدي لعالم بأن الشعب الجنوبي دعاة سلام ‘ مؤكدا مواصلة الدعم لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا والمنطقة، منوها أن مشـروع شعب الجنوب مشروع سلام ونهج الحوار والتسامح، وان لديهم الإرادة والعزيمة لحماية مكتسبات الشعب ومصالحه الوطنية، والانتصار لقضيته العادلة.