تركي الدخيل: ما حدث هو خطأ في إدارة محفظة استثمارية وليس استغلالا للسلطة

وكالة انباء حضرموت

أثار اسم سفير السعودية السابق لدى الإمارات والكاتب والإعلامي تركي الدخيل نقاشا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره بيانا على حسابه في موقع إكس بشأن قرار هيئة السوق المالية في المملكة إدانته ومستثمرين آخرين بـ”مخالفة نظام السوق المالية واللوائح التنفيذية”، ليقطع الطريق على محاولات استغلال القضية التي شغلت السعوديين لتشويه صورته بسبب مواقفه الليبرالية والمناهضة للإخوان والتشدد الديني.

وصدر قرار إدانة مجموعة من المستثمرين، وذكرت أسماء 13 آخرين، بـ”مخالفة نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية”، وذلك “إثر قيامهم بإدخال أوامر شراء بهدف التأثير في سعر السهم ارتبط بعضها بأوامر بيع، وذلك أثناء تداولهم على أسهم عدد من الشركات المدرجة”. وألزمتهم الهيئة بدفع ما مجموعه 42.9 مليون ريال (11.4 مليون دولار أميركي)، وفقا لنص القرار المنشور على الموقع الرسمي للهيئة الخميس 2 مايو الجاري.

وتحدث الدخيل في بيانه عن إدانته مع آخرين بمخالفة نظام السوق المالية، نظير المكاسب غير المشروعة المتحققة على محفظته الاستثمارية. وأقر بالخطأ الذي وقع فيه وقد دفع الغرامة، وهو ما أشاد به الكثير من المتابعين الذين أكدوا أن الاعتراف بالذنب فضيلة وشجاعة.

وأوضح الإعلامي في بيانه “لا شك في أن ما صدر من محفظتي هو مخالفة للمادة التاسعة والأربعين من نظام السوق المالية، والمادة الثانية من لائحة سلوكيات السوق، وهو خطأ لا يمكن إنكاره، وإدارة غيري لمحفظتي، خلافا لكونه مخالفة نظامية، لا يعفيني من المسؤولية، ولا يبرر الخطأ، والمبلغ المالي الذي أُلزمت بدفعه للهيئة يجبر الضرر المحتمل لدى عامة المتداولين، وأرجو ممن تضرر التفضل بالتواصل مع الهيئة حسب الإجراءات المتبعة، للحصول على تعويض ضرره، معتذرا عن ذلك".

وحذر جميع الأشخاص والمستثمرين في سوق الأسهم من عدم الوقوع ضحايا، قائلا “إن تشغيل المحافظ الاستثمارية عبر غير المرخصين، يُعَرِّض أصحاب المحافظ للخطر، وهو مخالف للأنظمة، ولأني وقعت في هذا الخطأ، أحذر غيري من الوقوع فيه".

واعترف بالخطأ وأكد أنه سيلاحق قانونيا من حاول تشويه سمعته وكيل الاتهامات له دون وجه حق، موضحا “لقد خالفتُ نظام السوق المالية ولائحة سلوكيات السوق، وصدرت في حق مخالفتي عقوبة نفذتُها على الفور، وإذ أشكر كل من أحسن بي الظن، أرحب بالنقد البناء، كما أؤكد بأن زَعم البعض أن ما فعلتُه فساد أو استغلال للسلطة، اتهام باطل وكذب صريح، وسأقاضي كل من اتهمني كذبا بذلك”.

وتعرض الدخيل بسبب هذه القضية لهجمة شرسة من الإخوان والمتشددين بسبب مواقفه السابقة منهم ورفضه لممارساتهم وللتشدد الديني، وقد تداول العديد من الناشطين مقاطع فيديو من برامجه التي قدمها. في المقابل انبرى الكثير من المتابعين للدفاع عنه واستذكار مواقفه المهنية والإنسانية التي عايشوها، كما أن هناك من رأى أن الدخيل أخطأ واعترف بخطئه الذي يمكن لأي شخص أن يقع فيه.

وذكرت وسائل إعلام سعودية أن اسم الدخيل ورد بين الـ13 مستثمرا، وفُرض عليه دفع غرامة مالية قدرها 700 ألف ريال سعودي (حوالي 187 ألف دولار أميركي) وتم إلزامه بدفع مبلغ 3.88 مليون ريال سعودي تقريبا (1.03 مليون دولار أميركي) لحساب الهيئة “نظير المكاسب غير المشروعة المتحققة على محفظته الاستثمارية"، وفقا للهيئة.

وأثار هذا القرار عاصفة من ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي، إذ انقسم مستخدمون لمنصة إكس بين مادح للدخيل وبين منتقد له. يُذكر أن تركي الدخيل شغل منصب سفير المملكة العربية السعودية في الإمارات بين فبراير من عام 2019 وأكتوبر من عام 2023، كما شغل قبل ذلك منصب مدير قناتي “العربية” و”الحدث”.