إيران تتهم وكالة الطاقة الذرية بـ"التغافل" عن إسرائيل

إيران تماطل في العودة لمفاوضات فيينا النووية

بروكسل

قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة إن إيران غير مستعدة للعودة إلى المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، وإن فريقها الجديد للمفاوضات يريد مناقشة النصوص التي ستطرح عندما يجتمع مع التكتل في بروكسل في الأسابيع المقبلة.

وزار إنريكي مورا، مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي يتولى مهمة تنسيق المحادثات، طهران أمس الخميس للاجتماع مع أعضاء من فريق التفاوض الإيراني بعد أربعة شهور من توقف المحادثات بين إيران والقوى العالمية.

ويرفض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الآن استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا بشأن عودة الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق الذي فرضت طهران بموجبه قيودا على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

وقبيل زيارة مورا قال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إن الزيارة جاءت في وقت حساس، مضيفين أنه لا يمكن اعتبار أن الأمور "تمضي كالمعتاد" نظرا لتصاعد أنشطة إيران النووية وتعثر المفاوضات. وقالت الولايات المتحدة إن الوقت ينفد.

وتابع المسؤول للصحفيين شريطة عدم الإفصاح عن هويته "إنهم غير مستعدين بعد للحوار في فيينا"، مضيفا أنه يعتقد أن طهران "عازمة بالتأكيد على العودة إلى فيينا وعلى إتمام المفاوضات".

وقال متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة إن إيران يجب أن تظهر بالأفعال استعدادها لاستئناف محادثات فيينا مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي.

انتقدت إيران بشدة الجمعة موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اتهمتها بـ"الازدواجية" في تعاملها معها من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.

وكتب سفير إيران لدى وكالة الطاقة الذرية كاظم غريب آبادي في تغريدة مساء الخميس أن "الصمت والتغافل تجاه برنامج إسرائيل النووي يبعث رسالة سلبية لأعضاء معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية".

وتابع أن هذا يعني بنظره أن "العضوية في هذه المعاهدة تساوي القبول بأقوى إجراءات التحقق والرقابة في حين أن البقاء خارجها يعني التحرر من أي التزام وانتقاد وحتى الحصول على مكافأة".

وأدلى السفير الإيراني بتصريحاته ردا على مقابلة مع المدير العام للوكالة رافايل غروسي نشرتها مجلة "إينيرجي إنتيليجنس" في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.

وقال غروسي خلال المقابلة معلقا على سؤال حول السبب خلف تخصيص الكثير من الوقت للبرنامج النووي الإيراني وليس لبرنامج إسرائيل، "علاقاتنا مع إسرائيل هي علاقة نقيمها مع دولة غير موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إسرائيل لم توقعها حتى. ولست بصدد تقييم الأمر ما إذا كان جيدا أم لا".

ووقعت إيران معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية عام 1970 سنة دخولها حيز التنفيذ، ولطالما نفت السعي لصنع أو حيازة قنبلة ذرية مؤكدة سلمية برنامجها النووي.

وحذرت إسرائيل غير الموقعة على المعاهدة، مرارا بأنها ستبذل كل ما بوسعها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وتدعو معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الدول الموقعة لـ"التوصل إلى وقف السباق لامتلاك السلاح النووي واتخاذ تدابير في اتجاه نزع الأسلحة النووية".

وتعتبر إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط وتشير التقديرات إلى امتلاكها ما يصل إلى 300 رأس نووي، غير أنها لطالما نفت ذلك.

وتعارض إسرائيل بشدة الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم في 2015 بين طهران والدول الكبرى الست معتبرة أنه سيمكن طهران من حيازة السلاح النووي وتهديد وجودها.