مسلسل يمهد طريق منصة 'دينزي بلاس' عربيا قبل انطلاقها

ديزني تغازل الجمهور العربي بـ 'فارس القمر'

القاهرة

اسدل الستار خلال الأيام الماضية على احدث مسلسلات مارفال "فارس القمر"، في عمل شد انتباه الجمهور العربي لسببين، اولهما مخرجه المصري محمد دياب وثانيهما ظهور بطل عربية لاول مرة ضمن سلسلة الابطال الخارقين ذات الاجواء المصرية المكثفة والمعروضة على منصة "ديزني بلاس".

وبنجاح "فارس القمر" عربيا، تكون منصة "ديزني بلاس" المنافسة بشدة لنتفليكس جهزت لنفسها ارضية مناسبة قبل انطلاقها بالشرق الأوسط في الثامن من شهر يونيو/حزيران.

وينتمي المسلسل إلى نوعية أعمال الأبطال الخارقين، وشخصية "فارس الليل" صممها الكاتب دوغ مونش، ورسمها الفنان دون بيرلين، وتدور حول بطل خارق وشخصيته في العالم العادي تُدعى مارك سبيكتور، عمل في البحرية الأميركية، وتحول إلى العمل في وكالة المخابرات المركزية، وبعد أن ترك كلتا المنظمتين وعمل كمرتزق؛ إثر تعرضه للخيانة على يد مديره، تُرك يحارب الموت في الصحراء، في مهمة مرتزقة في مصر، فيما يتولى الكاتب جيرمي سلاتر الإشراف على فريق كتابة العمل.

والمسلسل تم تصويره بين المجر والأردن، وهو من بطولة أوسكار إيزاك وايثان هوك والمصرية الفلسطينية مي قلماوي وعدد كبير من النجوم العالميين.

و"فارس القمر" شخصية تكتسب قوتها الخارقة من قوى إله مصري قديم.

ونجح المخرج المصري العالمي محمد دياب بذكاء توظيف الأجواء المصرية، التي تدور فيها الأحداث بطريقة بدت مبهرة وعصرية وجاذبة لأجيال متعددة.

وشدت الحلقة السادسة والاخيرة من العمل الجمهور العربي بشكل خاص، بسبب ظهور أول بطلة خارقة عربية في تاريخ الأبطال الخارقين في المسلسلات الأميركية ومسلسلات مارفل على الإطلاق، وهي شخصية ليلى الفولي، التي جسدت شخصيتها الممثلة المصرية الفلسطينية المولودة في البحرين، مي القلماوي، بالاضافة إلى ممثلين مصريين آخرين بينهم عمرو القاضي وأحمد داش وزيزي داغر وحازم إيهاب وأنطونيا صليب وكريم الحكيم.

ولعبت مي القلماوي دور ليلى الفولي، عالمة آثار مصرية وزوجة مارك سبيكتور (أوسكار إيزاك) التي تعاني بسبب اضطرابه النفسي، وروح الآلهة المصرية القديمة التي تلبّسته، وأعطته قوته الخارقة، في شخصية جمعت بين الإصرار والدأب على إنقاذ زوجها، بالإضافة للتعاطف مع أزمته.

والشخصية مستندة على قصص مصورة مثل باقي شخصيات المسلسل، الأمر الذي دفع العديد من محبي قصص مارفيل للانتباه إلى التغيرات التي أجريت على المصدر الأدبي، وتوقعاتهم لدمجها الذي ربما يحدث في الأعمال القادمة من مسلسلات وأفلام.

وشخصية ليلي الفولي لم تكن مصرية في القصص المصورة، فاسمها الأصلي هو مارلين ألراون، وهي امرأة قوقازية، ولم تكن لتظهر في المسلسل من الأساس لولا رغبة محمد دياب وزوجته سارة جوهر في تقديم شخصيات مصرية، فتحول اسم الشخصية وجنسيتها، وطبيعتها كذلك، وفي الحلقة الأخيرة ظهر التغير الأكبر لشخصية ليلى الفولي، عندما تحولت إلى "سكارليت سكراب"، وهي تمثيل للآلهة المصرية القديمة "تاويرت" .

وحرص المخرج المصري على أن تكون الروح المصرية حقيقية تماماً في العمل، بعدم اكتفائه بمن ظهروا أمام الشاشة.

وطعم المخرج المسلسل بكثير من المواهب التي عبرت بصدق عن طبيعة المسلسل، مثل الموسيقار هشام نزيه، الذي وضع الموسيقى التصويرية للحلقات، ومصممة الأزياء ريم العدل، ومهندس الديكور علي حسام، والمونتير أحمد حافظ وغيرهم. 

وكثف وجود "أغنية ساعات ساعات" للمطربة اللبنانية صباح في "الكريدت" الخاص بالحلقة الاخيرة هذه الأجواء.

والحلقات السابقة ايضا قد شهدت وجود أكثر من أغنية مصرية وعربية، منها أغنية "الملوك" لعمرو سعد، و أغنية "بتونس بيك" المطربة الجزائرية وردة وألحان الملحن المصري صلاح الشرنوبي. وكانت الحلقة السادسة.

وحققت الحلقة الاخيرو أعلى مشاهدات حققتها حلقة في تاريخ إنتاجات مارفل على الإطلاق وقبلها حصدت الحلقة الخامسة التقييم الأعلى لأية حلقة في مارفل من قبل تقييمات النقاد والقراء المسجلة.

يذكر شركات والت ديزني الضخمة تمتلك معظم الحقوق الملكية للشخصيات والمنتجات الثقافية الأميركية والعالمية، بعدما كان اسمها مرتبطًا بأفلام الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال والعائلات، وكانت سيطرت اخيرا على عالم مارفال.

وقدمت العملاقة الاميركية سابق أفلامًا مثل علاء الدين 1992 الذي تم انتقاد ترسيخه للصورة النمطية للعرب والمسلمين، ومولان 1998 الذي تم استقباله بشكل أفضل.

ومؤخرا أصبحت ديزني أكثر حرصا على التنوع الثقافي والعرقي، وبدأت موجة من صناعة الأفلام العائلية التي تصور ثقافة أو عرقا بعينه بإشراك فنانين وصناع أفلام ينتمون لتلك الثقافات لتمثيلها بأفضل صورة.