"الطائفية والأخونة"

الأخونة.. سلاح الشرعية لضرب الجنوب وقضيته

متابعات

تمثّل "الطائفية والأخونة" أحد أخطر الأسلحة التي تشرها الشرعية الإخوانية في وجه الجنوب لما يحمله ذلك من مخاطر مدقعة على الجنوب وقضيته العادلة.

فعلى مدار السنوات الماضية، عمد الحوثيون والإخوان على إتباع ممارسات طائفية، اعتمادًا على سياسة الإقصاء والتهميش مقابل تعيين عناصر تابعة وموالية لها على صعيد واسع.

الشرعية أشهرت هذا السلاح المفزع ضد الجنوب، وذلك من خلال العمل على إقصاء الجنوبيين وغرس بذور الأخونة المسمومة في قطاعات ومؤسسات في أغلب محافظات الجنوب، وتحديدًا شبوة ولحج وأبين وحضرموت.

المحافظات الأربع أكثر من مناطق الجنوب التي دفعت ثمنًا باهظًا من جرّاء الأخونة التي فرضتها الشرعية، وقد شهدت العمل على إقصاءات متتالية للجنوبيين من المواقع والمؤسسات والقطاعات وتعيين عناصر لها ولاءات إخوانية.

يلاحظ أن هذا السلاح الإخواني المسموم يرتبط كذلك بالوضع الأمني، بمعنى أنّ الشرعية الإخوانية تعمد إلى استغلال سطوتها الأمنية والقمعية كسلاح مُعزِّز لمحاولاتها المستمرة نحو تكريس احتلالها للجنوب.

يُستدل على ذلك بأن محافظات شبوة ولحج وأبين وحضرموت تعيش فوضى أمنية عارمة من جرّاء الممارسات الإخوانية استغلالًا للقبضة المُحكمة على هذه المحافظات، ومن ثم عملت عله خنقه أمنيًّا ومعيشيًّا.

أخونة الجنوب تمثل سببًا رئيسيًّا في تؤزم الأوضاع المعيشية والحياتية بعدما لعبت الشرعية بقوت المواطنين، لكن الخطر الأكبر - وفق محللين - يتمثل في أن الشرعية تبحث عن وطن بديل في الجنوب.

فعلى مدار الفترة الماضية، أطلقت الشرعية حملات واسعة من "الهجرة الاقتصادية" للجنوب والتي تحدث تحت غطاء مصطلح النزوح، إلا أنّ هذه العناصر يتم إصدار أوراق ثبوتية لها وتمنحها الشرعية وظائف في الجنوب ومؤسساته.

لا تنفصل هذه المخططات عن ضربة أخرى تُطلقها الشرعية الإخوانية تتمثل في السطو على أراضي الجنوب، وهو مخطط استيطاني تستغل فيه الشرعية قبتضها الأمنية الغاشمة التي توظّفها في إطار الحرب على الجنوب ومعاداته.

وعملت الشرعية على استحداث كيانات مليشياوية مسلحة ألحقت إليها الكثير من العناصر الإرهابية لا سيّما من تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي تجمعه علاقات تقارب كبيرة حزب الإصلاح الإخواني.

الشرعية الإخوانية تحاول المحافظة على موطئ قدم لها في الجنوب، ومن أجل ذلك تتعامل بمبدأ انتهازي رفع شعار التمدد في أعماق الجنوب والسيطرة على مفاصله، وهو ما يحمل مخاطر جمة.

الطائفية الإخوانية الحادة التي تعتمد على الأخونة، تثير مخاوف على مستقبل الجنوب وقضيته العادلة المتمثلة في استعادة الدولة وفك الارتباط، ويتعزز ذلك بشكل رئيسي من حجم الرعب الإخواني من الهوية الجنوبية التي مثّلت عنوانًا للحرب الإخوانية.