تحويل نهج إدارة المياه: مختبر جي 42 المبتكر لفحص مياه الصرف الصحي في أبوظبي

في خطوة هامة سعيًا لتحقيق الاستدامة البيئية، عمدت دائرة الطاقة في أبوظبي إلى تكليف شركة "جي 42" في عام 2021 بمهمة فائقة الأهمية تتمثل في إنشاء مختبر حديث مخصص لفحص مياه الصرف الصحي في جميع أنحاء أبوظبي. تهدف هذه المبادرة إلى حماية الموارد المائية في المنطقة، واكتشاف المواد الملوثة، والحرص على صحة المجتمع. وبهدف بلوغ هدفها ضمن الجدول الزمني الطموح والتطلعي، تعاونت "ج 42" مع شركة "جلف سيانتيفيك كوربوريشن" (مؤسسة الخليج العلمية – "جي إس سي") لتنفيذ هذا المشروع الريادي.

ترافق الإعلان مع تحديد مهلة محددة صارمة لتسليم المشروع، حيث اشترطت الاتفاقية أن يبصر المختبر النور في غضون عام واحد. وبهدف تلبية هذا الشرط الاستثنائي، استفادت "جي 42" من خبرة الشركات الثلاث الرائدة: "جي إس سي" و"ووترز" و"بيركن إلمر". بفضل جهودها المشتركة، اضطلعت الشركات بدور محوري في تنفيذ عملية إثبات المفهوم، والتي تشكّل خطوة هامة لمشروع بهذا الحجم والدقة.

وقد شكّل مخطط سير العمل المتكامل لتحليل مياه الصرف الصحي، الذي تم إعداده بدقة من قبل "جي إس سي" و"ووترز" و"بيركن إلمر"، ركيزة أساسية في نجاح المبادرة. في هذا الإطار، تم تسخير مجموعة من التقنيات المتقدمة، بما فيها نظام استشراب السائل المقرون بقياس الطيف الكتلي، ونظام استشراب السائل رباعي الأقطاب المرتبط بمطياف وقت الرحلة، ونظام استشراب الغاز للضغط الجوي المقرون بقياس الطيف الكتلي، ونظام استشراب الغاز للضغط الجوي رباعي الأقطاب المرتبط بمطياف وقت الرحلة من "ووترز".

سمح استخدام هذه الأدوات الحديثة بتقييم المعايير الهامة مثل المستحضرات الصيدلانية ومنتجات العناية الشخصية، ومبيدات الآفات، والعقاقير المخدرة، والهرمونات، والمعادن الثقيلة. وقد تمكنت هذه الأدوات، المدعومة بتقنيات حاصلة على براءة اختراع، من إعطاء نتائج ذات دقة وحساسية منقطعة النظير، ما من شأنه أن يعزّز قدرة المختبر على تقديم نتائج موثوقة.

هذا وقد اضطلعت فرق المبيعات والخدمات والخدمات اللوجستية في "جي إس سي" بدور أساسي في تسريع إنجاز المشروع. إذ ساهمت مساعيهم المتفانية في تسليم الأدوات المتطورة وتركيبها في الوقت المناسب، ما سمح بإنجاز مشروع المختبر قبل المهلة المحددة. هذا وإن دلّ على شي، يدلّ على مدى التزام أعضاء الفريق وعمق خبراتهم.

في مطلع العام 2023، حققت الشراكة بين "جي 42" و"جي إس سي" و"ووترز" و"بيركن إلمر" النجاح المرجو عقب إنجاز المختبر وتسليمه. منذ ذلك الحين، يعمل المرفق بسلاسة، ويشكّل دليلاً استثنائياً على التكامل الرائع بين الابتكار والتعاون والوعي البيئي.

يؤكد إنشاء هذا المختبر المتقدم لفحص مياه الصرف الصحي التزام أبوظبي الراسخ بتحقيق مستقبل مستدام. من خلال تسخير التكنولوجيا المتطورة والاعتماد على روح التعاون، تمكّنت "جي 42" وشركاؤها من تمهيد الطريق لإدارة المياه بكفاءة والحد من التلوث. ومع استمرار هذه المبادرة في إثبات قدرتها على إحداث تغييرات جذرية في طريقة سير الأمور، فإنها تشكّل منارة لإلهام مختلف المناطق التي تواجه تحديات بيئية مماثلة حول العالم.