سياسة الاسترضاء الغربية لنظام الملالي

نصار سياسة الاسترضاء الغربية لنظام الملالي.. والواقع الذي سيصدمهم!

شهدت برلين حادثة اعتداء على مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) باستخدام مادة قابلة للاشتعال في يوم 3 كانون الأول/ ديسمبر، وفي تصرف سريع من قبل الأشخاص المتواجدين في المكتب تم تلافي وقوع كارثة محتملة، ثم قامت الشرطة الألمانية بالتحقيق في الهجوم.

مكتب المجلس المقاومة الأيرانية

حفظ الصورة
مهدي عقبائي
وكالة انباء حضر موت

شهدت برلين حادثة اعتداء على مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) باستخدام مادة قابلة للاشتعال في يوم 3 كانون الأول/ ديسمبر، وفي تصرف سريع من قبل الأشخاص المتواجدين في المكتب تم تلافي وقوع كارثة محتملة، ثم قامت الشرطة الألمانية بالتحقيق في الهجوم.

ويأتي هذا الحدث بعد هجمات مماثلة على مكاتب تابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس في 31 أيار/ مايو و11 حزيران/ يونيو 2023، حيث قام المهاجمون بتفجير قنابل يدوية واستخدام مسدس، ولكن التصرف الفوري من قبل المتواجدين في أماكن الاعتداءات منعت وقوع ضحايا، للأسف، لم يتم القبض على أي مشتبه بهم. 

في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، تعرض أحد أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ونائب رئيس البرلمان الأوروبي الأسبق لإطلاق نار في وضح النهار في مدريد، وعلى الرغم من أن الشرطة الإسبانية اعتقلت ثلاثة مشتبه بهم، إلا أن الجاني الرئيسي لا يزال طليقاً، في حين تحقق أجهزة الإنفاذ الأوروبية في هذه الحوادث، يعزو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الهجمات إلى النظام الإيراني ومرتزقته الأجانب.

وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد أطلق تحذيراً في 26 أيار/ مايو بعد إطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني الإرهابي أسد الله أسدي في صفقة غامضة للسجناء، وقد حذرت البيانات الرسمية لـ NCRI من أن إطلاق سراح الإرهابي الذي نظم وقاد أكبر عمل إجرامي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، عن طريق انتهاك أمر المحكمة، يعد فدية مخجلة للإرهاب واحتجاز الرهائن، سيشجع الفاشية الدينية التي تحكم إيران على مواصلة جرائمها في إيران من خلال القمع والإرهاب الإقليمي والدولي ".

تعود جذور هذه الحوادث الإرهابية إلى الدليل التشغيلي للنظام الإيراني، الذي يشمل في مرحلته الأولى التشويه وتجريم الأفراد الذين يعارضونه، في بداية الثمانينات، استهدف النظام الحديث المنشأ حينها مجاهدي خلق، أكبر مجموعة معارضة إسلامية داخل البلاد، متهماً إياهم بالنفاق والانتماءات الأجنبية، مما أدى إلى حظر نشاطاتهم السياسية وحظر جميع النشرات باسمهم، وامتدت هذه الاستراتيجية إلى اعتقالات جماعية وحملات إبادة جماعية ضد أعضاء مجاهدي خلق  في الفترة من 1981 إلى 1988.

على الصعيدين الداخلي والدولي، استعان النظام الإيراني بمحللين متعلمين في الغرب، وصحفيين، وخبراء أكاديميين لتكرار استراتيجيته الداخلية. كانت (مبادرة خبراء إيران) التي تم الكشف عنها من قبل سیمافور ووكالات أمريكية أخرى في أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر، تهدف إلى التقليل من شأن مجاهدي خلق  والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كانت هذه الجهود تسعى إلى تصوير المقاومة الإيرانية على أنها تفتقر إلى الدعم المحلي، مما يؤثر على اتخاذ القرار والرأي العام.

في حين اعتنق أنصار سياسات الاسترضاء هذه السيناريوهات، وجد المفاوضون مع وفود إيران أنفسهم أمام مطالب متواصلة من طهران بتشویه صورة‌ مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كشرط رئيسي للتعاون المزعوم مع النظام للمساومة الاستراتيجية، ونتيجة لذلك، ه‍ذه الدول مساهمة في تقويم النظام لتبرير مواقفهم.

ونتيجة لذلك، مع استمرار طهران في قمعها الداخلي – حيث تقوم بإعدام مئات الأشخاص شهرياً – ودعم الميليشيات التابعة لها في البلدان المنطقة، قد تواجه أنصار سياسات الاسترضاء الغربية في وقت قريب واقعاً صارخاً: هجمات كبيرة من قبل الملالي يقترب من بيوتهم، لقد فتح الاسترضاء التاريخي للغرب الباب عن طريق الخطأ أمام إرهاب النظام الإيراني.