محاكمة رئيسي وخامنئي

السفير كين بلاكويل: توجد فرصة لاعتقال الرئيس الإيراني في جنيف

قال السفير كين بلاكويل الممثل السابق للولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مقال كتبه في موقع كريستيان بوست إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مستعد لتقديم معلومات تؤدي إلى محاكمة رئيسي وخامنئي ومسؤولين آخرين في النظام الإيراني بسبب انتهاكهم الفاضح لحقوق الانسان.

السفير كين بلاكويل

حفظ الصورة
عبدالرحمن کورکی مهابادي
وكالة انباء حضر موت

قال السفير كين بلاكويل الممثل السابق للولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مقال كتبه في موقع كريستيان بوست أنه توجد فرصة لإصدار أمر باعتقال الرئيس الإيراني في حال حضوره إلى جنيف بسبب انتهاكه لحقوق الإنسان.

وذكر بلاكويل في مقال نشره في موقع كريستيان بوست :" في هذا الأسبوع، ترعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المنتدى العالمي للاجئين لعام 2023 في جنيف، وسيشهد الحدث مشاركة من مختلف رؤساء الدول، كما هو متوقع من منتدى يستكشف الفرص المتاحة للحكومات في جميع أنحاء العالم للمساعدة في التخفيف من أزمة اللاجئين العالمية، ومع ذلك، لا ينبغي للمرء أن يتوقع أن أياً من المسؤولين المشاركين سيكون هو نفسه متسبباً في أزمة اللاجئين، ومع ذلك، فإن هذا الوصف يناسب بالتأكيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي تم الكشف عن حضوره المرتقب قبل أيام فقط، ولهذا السبب، كان من المتوقع أن يكون المنتدى موقعاً لاحتجاجات واسعة النطاق يوم الأربعاء، حيث يجتمع المغتربون الإيرانيون وأنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للفت الانتباه إلى دور رئيسي المستمر منذ عقود في عمليات الإعدام والاعتقالات ذات الدوافع السياسية، والقمع الشامل للمعارضة – وهي الظاهرة التي أجبرت ملايين الأشخاص على الفرار من الجمهورية الإسلامية على مدى العقود الأربعة الماضية ". 

وأضاف :" ان هذه الاحتجاجات بلا شك ستسلط الضوء على تأثير رئيسي على تسارع وتيرة عمليات الإعدام منذ توليه الرئاسة في عام 2021، لكنها ستركز بشكل خاص على الدور الذي لعبه في عام 1988 كواحد من أربعة أعضاء في (لجنة الموت) في طهران والتي أشرفت على عمليات إعدام جماعية للمعتقلين السياسيين في سجنين كبيرين، وقد انعقدت لجان مماثلة من القضاة الدينيين في عدد من المناطق الأخرى في ذلك العام، بحيث تم إعدام أكثر من 30 ألف سجين على الصعيد الوطني في غضون ثلاثة أشهر تقريباً، وقد تأثر صعود رئيسي في نهاية المطاف إلى الرئاسة بشكل مباشر بالولي الفقيه علي خامنئي، الذي كان قد عينه سابقاً رئيساً للسلطة القضائية، كنقطة انطلاق نحو ثاني أعلى منصب في النظام، سارع منتقدو النظام إلى الاعتراف بالترقيتين باعتبارهما تأييداً لمؤهلات رئيسي القمعية، وتأكيداً على الالتزام بمزيد من حملات القمع العنيفة على المعارضة، وقد تعزز هذا التصور من خلال حقيقة أن ولاية رئيسي كرئيس للسلطة القضائية تزامنت مع انتفاضة كبرى مناهضة للحكومة، ومن خلال هذا الدور، ساهم بشكل كبير في حملة القمع التي تبين في النهاية أنها أودت بحياة أكثر من 1500 شخص في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 وحده، وعندما وصل إلى الرئاسة بعد أقل من عامين، تمكن رئيسي من الترويج لعنف مماثل ضد المشاركين في الانتفاضة الكبرى التالية، التي اندلعت في أيلول/ سبتمبر 2022 بعد وفاة مهسا أميني على يد (شرطة الأخلاق) ".

وتابع بلاكويل :" أدت حملة القمع الأخيرة إلى مقتل 750 شخصًا آخرين في شوارع المدن الإيرانية وفي مراكز الاحتجاز، حيث تمت مواجهة 30 ألف شخص بعد اعتقالهم بسبب الاحتجاج السلمي أو الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات غير المبررة من قبل قوات الأمن، ليس هذا فحسب، بل استمر رد النظام على انتفاضة 2022 طوال العام التالي، مما ألهم موجة مستمرة من عمليات الإعدام، مع أكثر من 700 ضحية حتى الآن هذا العام، و215 منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولا شك في أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تدرك هذه الظاهرة ودور رئيسي فيها، ففي نهاية المطاف، أجرت المؤسسة الشقيقة، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تحقيقًا في الحملة الشاملة وحذرت علنًا من تصاعد عمليات الإعدام بهدف ترهيب وتخويف الشعب الإيراني، وهذا يجعل من غير القابل للتفسير أن تتبنى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مشاركة رئيسي في المنتدى العالمي للاجئين، دون إصدار بيان للاعتراف بدوره الشخصي في انتهاك حقوق اللاجئين وغيرهم ". 

وأضاف :" لقد بادر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بإصدار مثل هذا البيان يوم السبت، واصفا زيارة رئيسي الوشيكة إلى جنيف بأنها (وصمة عار في تاريخ الأمم المتحدة) و(إهانة لحقوق الإنسان والحق المقدس في اللجوء وجميع القيم التي ضحت الإنسانية المعاصرة من أجلها بعشرات الملايين من الأرواح) ، ومضى البيان ليقول إنه (إذا ظلت مشاركة رئيسي في المنتدى دون منازع، فإن الأمم المتحدة لن تؤدي إلا إلى استمرار ثقافة الإفلات من العقاب التي بدأت تتطور منذ فشل المجتمع الدولي لأول مرة في إيقاف عمليات الإعدام الجماعية التي أمر بها رئيسي وزملاؤه في عام 1988) ، وخلص المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أن هذا بدوره (يشجع الملالي على مواصلة مذبحة الشعب الإيراني) ".

وختم بلاكويل مقاله بالقول أنه :" في عام 2016، أعلنت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي عن حملة رسمية تسعى لتحقيق العدالة لضحايا مذبحة عام 1988، ومنذ ذلك الحين، تزايد الوعي العالمي بهذه الجريمة ضد الإنسانية، حيث تبادل النشطاء داخل إیران معلومات جديدة حول مواقع المقابر الجماعية السرية التي دُفن فيها بعض الضحايا، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مستعد الآن لتسليم تلك المعلومات إلى الأمم المتحدة، لبدء تحقيق دولي رسمي قد يؤدي إلى محاكمة رئيسي وخامنئي ومسؤولين إيرانيين آخرين، ومن المؤسف أنه لا الأمم المتحدة ولا الدول الأعضاء الرئيسية فيها تبدو مهتمة بالضغط من أجل إجراء مثل هذا التحقيق في الوقت الراهن، وتؤكد دعوة رئيسي إلى جنيف هذه الحقيقة، ولكن إلى أن يعود إلى طهران، تظل هناك فرصة لإصدار أمر باعتقاله على أساس الولاية القضائية العالمية على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وإثبات أخيراً أن النظام الإيراني لم يعد يتمتع بالإفلات من العقاب فيما يتعلق بعمليات القمع التي يشنها على المواطنين الإيرانيين والحركة المنظمة من أجل بديل ديمقراطي للديكتاتورية الدينية ".