بالتفاصيل – حقائق عن “فيلق القدس” الذراع الإجرامي لنظام الملالي (2)

للتعرف على فيلق القدس الإرهابي و كيفية تأسيسه وقادته ونشاطاته الارهابية المدمرة في المنطقة، نستعرض عليكم هذه الحقائق ضمن سلسلة من التقارير واليكم الجزء الثاني:

موسى أفشار
خريج جامعة المستنصرية ببغداد محلل الشأن الإيراني وشؤون الشرق الأوسط خاصة الشؤون العربية. منذ أكثر من 20 عامًا يعمل كاتبًا ومحللًا في وسائل الإعلام العربية. عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كاتب مقالات وله مقابلات وآراء عديدة في وسائل الإعلام العربية الرصينة
وكالة انباء حضرموت

للتعرف على فيلق القدس الإرهابي و كيفية تأسيسه وقادته ونشاطاته الارهابية المدمرة في المنطقة، نستعرض عليكم هذه الحقائق ضمن سلسلة من التقارير واليكم الجزء الثاني:

الجزء الثاني – العراق: الهدف الرئيسي لتصدير الإرهاب وبداية الحرب بين إيران والعراق

تعود جذور التدخلات الإيرانية في شؤون العراق إلى مطلع حكم الملالي، حيث حمل خميني طموحات توسعية شيطانية تهدف لإقامة حكومة الفقيه المطلقة. على الرغم من وجود التوترات بين البلدين في عهد الشاه، إلا أن ضم العراق إلى النفوذ الإيراني كان جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية للنظام تحت قيادة خميني. في عام 1980، أعرب إبراهيم يزدي، وزير الخارجية آنذاك، عن أهداف النظام في العراق قائلاً: “كان إرسال سفير مُلم بالأوضاع العراقية وقادر على إقامة الاتصالات اللازمة والمنطقية والسرية مع الجماعات المسلمة المعارضة لنظام العراق ضروريًا”.

في 13 أبريل 1980، ذكر الملا منتظري، خليفة خميني آنذاك، في رسالة إلى خميني: “هذه الأيام، يزورنا إخواننا العراقيون بشكل مستمر ويطلبون قيادة خميني للثورة في العراق كما قاد ثورة إيران” (جريدة بامداد – 14 أبريل 1980).

وفي (9 سبتمبر 1980)، ذكرت جريدة “جمهوري إسلامي” التابعة للحزب الحاكم: “بأمر من الإمام، القائد العام للقوات المسلحة، أعلنت القوات الثورية استعدادها للسيطرة على العراق بدعم من المسلمين”.

هذه الأجواء مقترنة بعوامل أخرى أدت إلى نشوب الحرب بين إيران والعراق، حيث وجدها خميني فرصة ليعلن أن الحرب كانت نعمة إلهية لأنه كانت الحرب فرصة له للتغطية على أزماته الداخلية وقمع وقتل المعارضين.

مع هذه الفكرة، استمر خميني في الحرب لسبع سنوات أخرى بعد انسحاب العراق من الأراضي الإيرانية، حيث وفر فرصة لإنهاء الحرب، لكن خميني أعلن أن طريق القدس يمر عبر كربلاء.

تأسيس مقر “رمضان” ودور علي خامنئي فيه

خلال الحرب الإيرانية العراقية، شكلت قوات الحرس مقرات للتدخل والنفوذ في العراق. وفقًا لوكالة أنباء إيرنا الحكومية في هذا الصدد: “بعد فترة وجيزة ومع بداية الحرب المفروضة، وبجانب الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية التي تتطلب بعض الأنشطة الخارجية، تأسس مقر “رمضان” في عام 1983 كمسؤول عن الحروب غير المنتظمة للحرس بقيادة العميد “مرتضى رضائي”، في منطقة الغرب والشمال الغربي، حيث كانت مهمتها إنشاء آلية لألوية قتالية من القوات المقاتلة العراقية وتنظيم الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية في المناطق الكردية داخل العراق، وفي الجبهة الجنوبية، تم تشكيل لواء تحت قيادة الشهيد “اسماعيل دقايقي” باسم “بدر” حيث كانت العناصر الرئيسية والمقاتلون فيه جميعا من المجاهدين العراقيين”.

تاريخ تأسيس مقر رمضان والعمل مع حزب الله اللبناني:

في شتاء عام 1982 وبعد بضعة أشهر من الهجوم الإسرائيلي على لبنان، طلب علي خامنئي من محسن رضائي، قائد قوات الحرس آنذاك، تحضير خطة لـ”تشكيل هيكل تنظيمي رسمي لقيادة الحروب غير المنتظمة للحرس للعمليات الخارجية” وإرسالها إلى المجلس الأعلى للدفاع.

وسبب خطة خامنئي كان أنه في ربيع عام 1982، توجهت مجموعة من تسعة أشخاص من فصيل حزب الله لبنان، الذي كان في ذلك الوقت جزءًا من حركة أمل اللبنانية، إلى طهران والتقوا بخميني.

وجرى اللقاء في ربيع عام 1982 بحضور صبحي طفيلي وسيد عباس موسوي. هذان الشخصان أصبحا لاحقًا الأمين العام الأول والثاني لحزب الله لبنان.

كان لديهما طلبان من خميني. الطلب الأول كان استخدام نفوذ إيران في حركة أمل لصالح تعزيز فصيل حزب الله. وكان الطلب الثاني تعيين ممثل للتنسيق بين فصيل حزب الله وقائد الجمهورية الإسلامية.

وافق الخميني على كلا الطلبين، وعيّن علي خامنئي كممثل ووسيط له مع فصيل حزب الله. تعيين خامنئي في هذا المنصب وضعه في موقع التنسيق مع الجماعات الإسلامية وكلفه مسؤولية الملفات في أفغانستان، لبنان، سوريا، تركيا، وغرب أوروبا.

إنشاء تشكيلات خارج الحدود للحرس وتأسيس مقر “رمضان” وبدء العمليات الإرهابية ضد مجاهدي خلق في العراق وباكستان

تم تصميم الهيكل الخارجي للحرس من قبل محسن رضائي وتأسس مقر “رمضان” في مايو 1983، بموافقة المجلس الأعلى للدفاع، كتشكيل رسمي لقيادة الحروب غير المنتظمة للحرس للعمليات الخارجية. وعيّن علي خامنئي، “مرتضى رضايي” كأول قائد لهذا المقر. وحدات قيادة رمضان، بما في ذلك لواء 9 بدر بقيادة إسماعيل دقایقی، كانت مكونة من مقاتلين عراقيين وبدأت بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المعارضة في العراق وباكستان، ما أدى إلى استشهاد وجرح العديد من المجاهدين والمدنيين.

مرتضى رضائي، كان القائد السابق للحرس الذي تم إقالته بسبب تعيينه من قبل بني صدر وحل محله محسن رضائي. وحدات مقر رمضان تتألف من فرقة 9 بدر (فرقة العراقيين) بقيادة إسماعيل دقایقی ولاحقًا محمدرضا نقدي، لواء 6 الخاص للحرس بقيادة صادق محصولي، لواء قوات الانزال الجوي بقيادة محسن شفق، لواء ظفر ولواء أبوذر (الأفغان) بقيادة محمدرضا حکیم جوادی. …

بعد تأسيس قيادة رمضان ولاحقًا فيلق القدس، قامت الوحدات العملياتية للنظام الإيراني والميليشيات اللبنانية بتنفيذ هدفين عملياتيين. الهدف الأول كان القضاء على المعارضين السياسيين للنظام والهدف الآخر كان إنشاء حرب غير متماثلة ضد القوات الأجنبية.

قوات الحرس من خلال مقر “رمضان” التابع لاستخبارات الحرس استخدمت مرتزقة عراقيين في قوة بدر، لتبدأ عملياتها الإرهابية في العراق خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية ونفذت العديد من العمليات الإرهابية خاصة في منطقة كردستان العراق. مقر “رمضان” الحرس منذ عام 1985 بدأ في التفاوض والتعاون مع الجماعات الكردية العراقية خاصة مع مجموعة يه كتي (الاتحاد الوطني) لتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الواسعة النطاق داخل العراق.

اعتداء إرهابي على سيارة لمجاهدي خلق واستشهاد 4 من المجاهدين

بعد شهر من انتقال زعيم المقاومة مسعود رجوي إلى العراق، قام مرتزقة محليون لنظام الملالي في كردستان العراق في 14 يوليو 1986، بشن هجوم إرهابي ضد سيارة نقل لمجاهدي خلق على طريق السليمانية – كركوك، مما أدى إلى استشهاد 4 من المجاهدين وهم كل من فاطمة زائريان، عزت الله آشام، سيد أحمد موسوي ومهدي خان محمدي.

هجوم إرهابي في بشت آشان

في عصر يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 1986 حوالي الساعة 3، تعرض أحد عشر من أفراد وحدة عسكرية لمنظمة مجاهدي خلق في قرية بشت آشان على الحدود بين إيران والعراق لهجوم من مرتزقة نظام الملالي، واستشهد عشرة منهم.

عمليات إرهابية في باكستان

في 8 أغسطس 1987، شن حوالي 120 من الإرهابيين المُصدرين من نظام الملالي هجومًا منظمًا على 13 مقرًا لمنظمة مجاهدي خلق في مدينتي كويته وكراتشي في باكستان. خلال هذه الهجمات، تم استخدام مختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك مسدسات، كلاشنكوف، مواد حارقة، قنابل يدوية مصنعة يدويا، رمانات، آر بي جي، وقنابل تعمل عن بعد. وكان الهدف من هذا الهجوم قتل مجاهدي خلق في مقراتهم على شكل مجزرة، حيث قُتل في هذه العمليات الإرهابية ثلاثة من المجاهدين وشخصان من المدنيين وأصيب 15 آخرون. هذا الهجوم على مقرات المجاهدين في كراتشي وكويته في باكستان نُفذ بواسطة مقر “أنصار” التابع لفيلق القدس لحرس النظام الإيراني.