الرئيس الأمريكي يلجأ إلى "تكتيك الصمت" لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل

وكالة انباء حضرموت

تأمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن يؤدي "التزام الصمت" بشأن الهجوم المنسوب لإسرائيل على أهداف إيرانية بالسماح بمرور هذه المرحلة دون التصعيد إلى حرب شاملة، بعد تهديدات متبادلة وإجراءات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل.

وبحسب ما قال 3 مسؤولين أمريكيين ومسؤول إسرائيلي عن خطة بايدن لتجنب التصعيد إن "التعليمات الواردة من داخل واشنطن هي التزام الصمت بشأن الهجمات الإسرائيلية على أصفهان، الجمعة"، لافتين إلى أن إسرائيل لم تعلق بعد على الرد، وأن إيران قللت من أهمية الحادث.
وقال المسؤول الإسرائيلي: "لا أحد يريد تصعيد الأمور".

والتزم المتحدثون باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، والسفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، والجيش الإسرائيلي، الصمت بشأن الهجوم، في حين كان التأكيد الوحيد المسجل على أن إسرائيل كانت وراء الهجوم من وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الذي استضاف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اجتماع مجموعة السبع في كابري، وقال إن "الولايات المتحدة أُبلغت في اللحظة الأخيرة" من قبل إسرائيل بأنها على وشك الهجوم .
ورد بلينكن في وقت لاحق: "لن أتحدث إلى أي شيء سوى القول إننا لم نشارك في أي عمليات هجومية"، وفق مجلة "بوليتيكو".
وبحسب المسؤولين، يظل هناك احتمال أن يعلق الرئيس جو بايدن أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أو زعيم كبير آخر في الساعات أو الأيام المقبلة، لكن لا توجد حالياً أي خطط في الولايات المتحدة أو إسرائيل للإدلاء ببيان رئيسي.
وفي الوقت نفسه، تروج وسائل الإعلام الإيرانية كيف تغلبت الدفاعات الجوية للبلاد على الهجوم، جزئياً من خلال تدمير "ثلاث طائرات صغيرة بدون طيار"، وأنه لم يكن هناك أي ضرر للمواقع النووية بالقرب من أصفهان، التي تُعد أيضاً موطناً لأسطول إيراني من المقاتلات.
وتستمر التقارير المحلية في التقليل من أهمية الهجوم، حيث سيطرت صور الشوارع الهادئة والعودة إلى الحياة الطبيعية على تصدر المشهد الإعلامي، ومع الصمت الرسمي فمن المحتمل ألا تتحول التوترات إلى مزيد من التصعيد الإقليمي.

وقال تشارلز ليستر، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "كان هذا أبعد ما يكون عن الانتقام المدمر الذي وعد به كثيرون في حكومة الحرب الإسرائيلية.. إنكار إيران السريع لأي هجوم يمكن أن يكون مصمماً لإغلاق هذا الباب أيضاً، لكن الوقت سيحدد ما إذا كان وكلاء إيران ضالعين في هذه المعادلة".
وقال مسؤول إيراني كبير لم يذكر اسمه لرويترز إنه لا توجد خطط للانتقام، في إشارة إلى أن الضربات المتبادلة قد تنتهي هنا.
وبحسب المجلة الأمريكية "إذا كان الأمر كذلك، فربما يكون بايدن قد أبحر ببراعة في واحدة من أكثر الأزمات خطورة في فترة ولايته، حتى لو فشل في ردع الهجوم الإسرائيلي الأولي في الأول من أبريل (نيسان) على كبار القادة العسكريين الإيرانيين والهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الإيرانية".
في الأسبوع الماضي، سارع كبار المسؤولين في الإدارة إلى حماية إسرائيل ضد قصف إيراني غير مسبوق، انتقاماً لمقتل قادة إيرانيين عسكريين في قنصلية في سوريا، وإلى جانب المملكة المتحدة وفرنسا والشركاء الإقليميين، أسقطت الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ، تم إطلاق بعضها مباشرة من إيران لأول مرة منذ وصول النظام إلى السلطة في عام 1979.
وشعر القادة الإسرائيليون بأنهم مجبرون على الانتقام، رغم أن المسؤولين الأمريكيين حثوا نظراءهم على الاكتفاء بنصر إحباط الهجوم الإيراني.
وقالت "بوليتيكو": "يبدو أن إسرائيل قد رسمت طريقاً وسطاً من خلال إثبات قدرتها على استهداف أجزاء رئيسية من البرنامج النووي الإيراني، والتهرب من الدفاعات الجوية، ولكن دون الذهاب إلى أبعد من ذلك لتشجيع رد فعل آخر من جانب النظام الإيراني".
وقال شالوم ليبنر، الذي خدم في حكومات سبعة رؤساء وزراء إسرائيليين متعاقبين: "يبدو أن الأمر تم احتواؤه في الوقت الحالي، لم يكن أي من الطرفين مهتماً بحرب شاملة."

وأعرب أحد المسؤولين الذين تواصلت معكم "بوليتيكو" عن إحباطه من أن إسرائيل لم تستجب لتحذيرات بايدن بممارسة المزيد من ضبط النفس وعدم تنفيذ الهجوم المضاد.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: "توسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل ألا تفعل ذلك، ولا يعتقد أي شخص، من البنتاغون إلى هيئة الأركان المشتركة إلى وكالة المخابرات المركزية إلى مجتمع الاستخبارات، أن هذا أمر جيد".
وأضاف: "في هذه المرحلة، من المحرج حقاً مدى عدم استماع إسرائيل إلينا، لكن هذا لا يمنع الرئيس بايدن من الولاء الأعمى".
وتابع المسؤول "إسرائيل تلعب لعبة خطيرة، ويبدو أن بايدن يضعنا في مرمى النيران"، مما يعكس الغضب الذي تم التعبير عنه في أجزاء أخرى من الإدارة بشأن سياسة الرئيس في الشرق الأوسط.
ويمكن لوكلاء إيران استئناف الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا أو الاستيلاء على سفن الحاويات في مضيق هرمز، ويمكن لحزب الله المدعوم من إيران في لبنان أن يطلق المزيد من الصواريخ على شمال إسرائيل، كما يمكن للحوثيين في اليمن، الذين تزودهم طهران بالأسلحة، أن يستهدفوا المزيد من السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر.