صحيفة بريطانية: وزيرة الداخلية الجديدة لن تتساهل مع اللاجئين

وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان

حفظ الصورة
باريس

أفادت تقارير صحفية، بأن وزيرة الداخلية البريطانية الجديدة سويلا برافرمان في حكومة رئيسة الوزراء ليز تروس ستنتهج سياسة متشددة حيال المهاجرين الأجانب إلى المملكة المتحدة برغم أنها ابنة والدين أجنبيين مهاجرين.

وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها الأربعاء، إن قضية الهجرة ستهيمن على مكتب وزيرة الداخلية الجديدة سويلا برافرمان منوهة إلى أنها كانت من أولوياتها عندما وصلت إلى البرلمان أول مرة عام 2015.

تحدثت برافرمان في خطابها الأول الثلاثاء، عن والدها الكيني كريستي فرنانديز وكيف هرب من التوترات في كينيا بحثًا عن حياة جديدة في المملكة المتحدة، وفق الصحيفة.

وقالت برافرمان: ”في صباح يوم بارد من شهر فبراير عام 1968، نزل شاب، لم يبلغ من العمر 21 عامًا بعد، من طائرة في مطار هيثرو يحمل بعصبية تذكرة ذهاب فقط من كينيا… لم تكن لديه عائلة ولا أصدقاء وكان يمسك فقط بأهم ما لديه وهو جواز سفره البريطاني إذ إن وطنه كان في حالة اضطراب سياسي“.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى تساؤل النقاد عما إذا كانت برافرمان ستعاني من وخز الضمير بشأن إرسال اللاجئين الأفغان والإيرانيين إلى رواندا لأنهم، مثل والدها، يقولون إنهم يفرون من الاضطرابات السياسية أم لا؟

تهميش الاتفاقية الأوروبية

وأضافت الصحيفة: ”تعليقاتها السابقة تشير إلى أنها ليست كذلك.. ومن المتوقع أن تتحرك برافرمان، التي نصبت نفسها إلى يمين سلفها بريتي باتيل، بسرعة لتهميش الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي استخدمت لوقف محاولة ترحيل هؤلاء إلى رواندا“.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات أخيرة لبرافرمان قالت فيها: ”ترك الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان هو الحل الوحيد للمشكلة ويتوافق تمامًا مع القانون الدولي“.

وبالإضافة إلى الهجرة والزيادة في عدد الأشخاص الذين يعبرون القناة في قوارب صغيرة، ستتعامل برافرمان أيضًا مع عدد قياسي من حالات اللجوء غير المعالجة حتى الآن وانخفاض معدلات الملاحقات القضائية على الجرائم الجنسية والسرقات وأزمة ثقة داخل جهاز الشرطة بعد سلسلة من الفضائح، وفقا للصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أن برافرمان ولدت في بلدة هارو، شمال غرب لندن، لأبيها فرنانديز، وهو كيني من أصل مسيحي من غوا، وأوما فرنانديز وهي موريشيوسية من أصل هندي.

ولفتت إلى أن الزوجين انضما إلى حزب المحافظين في ثمانينيات القرن الماضي عندما كان السير رودس بويسون، المتشدد التاتشري نائبًا محليًا عن برنت نورث.

وأضافت أن برافرمان حصلت على منحة دراسية جزئية للالتحاق بمدرسة هيثفيلد الخاصة قبل دراسة القانون في كلية كوينز في كامبريدج، مشيرة إلى أنها حصلت لاحقًا على درجة الماجستير في القانون من بانثيون سوربون في باريس ثم أصبحت محامية في نيويورك.

طموح مبكر

ووفقا للصحيفة يقول حلفاء حزب المحافظين إنها أظهرت طموحًا لتصبح نائبة في البرلمان منذ صغرها وقد حضرت أنشطة وفعاليات مهمة للمحافظين في هارو.

وقالت إنها في فبراير 2018، تزوجت رائيل برافرمان، مدير شركة مرسيدس، في مجلس العموم، وإنهما أنجبا طفلهما الأول في عام 2019 والثاني في عام 2021.

ولفتت إلى أنها حصلت على أول منصب وزاري لها من قبل رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، عندما تم تعيينها وزيرة دولة للخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2018.

واستقالت برافرمان بعد أن انسحب وزير الخارجية دومينيك راب المسؤول عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بسبب خلاف مع ماي بشأن اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة: ”أعادها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إلى الحظيرة، وقام بترقيتها إلى عضو فاعل في مجلس الوزراء كمدعية عامة في عام 2020“.

إرسال مهاجرين إلى رواندا

وقعت وزيرة الداخلية البريطانية السابقة بريتي باتيل في إبريل الماضي، ما وصفته باتفاقية "العالم الأول" مع رواندا، والتي بموجبها ستستقبل الدولة الواقعة في شرق إفريقيا اللاجئين الذين تعتبر المملكة المتحدة أنهم وصلوا بشكل غير قانوني وبالتالي غير مسموح بدخولهم بموجب قواعد الهجرة الجديدة، لكن تم وقف أول رحلة ترحيل في يونيو الماضي وسط تحديات قانونية.

وبميزانية 120 مليون يورو (نحو 120 مليون دولار)، تهدف خطة وزارة الداخلية إلى إرسال بعض من عبر القناة، إلى بلد إفريقي لمراجعة شكاواهم هناك، فإن تبين أنهم بحاجة إلى حماية حقيقية، تعرض عليهم رواندا إعادة التوطين بدلا من إرسالهم إلى بريطانيا.

ولاقت الخطة الحكومية معارضة على نطاق واسع من قبل خبراء الهجرة، ووكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وأحبطت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الرحلة الأولى التي كانت مقررة في يونيو، بعد أن قالت إن على القضاة في لندن البتّ في ما إذا كانت قانونية أم لا، وتأجل النظر في القضية من قبل المحكمة العليا إلى سبتمبر.

وكشفت الحكومة البريطانية، أن أكثر من 25 ألف مهاجر عبروا بحر المانش إلى المملكة المتحدة حتى الآن خلال العام الجاري 2022.