أوباما عند زيارة البيت الأبيض في أبريل الماضي

للمرة الثانية.. أوباما "ضيف ثقيل" على بايدن بالبيت الأبيض

واشنطن

عندما عاد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، إلى البيت الأبيض للمرة الأولى في أبريل/نيسان، تلقى ترحيب الأبطال من الديمقراطيين، حتى قبّلت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي يده.

وحينها تهيأ موظفو البيت الأبيض بحماس لالتقاط الصور مع أوباما، واحتفل الديمقراطيون بقانون الرعاية الميسرة، وهو الإنجاز المميز للسياسة المحلية للرئيس الديمقراطي الأسبق.

المزاح المرّ

وبدأ أوباما وقتها كلمته بالقول: "شكرا لك، يا نائب الرئيس بايدن". وضحك الرئيس الأمريكي جو بايدن وحياه، ونزل الرئيس الضيف عن المنصة، وعانق نائبه السابق بحرارة، مؤكدا أنه كان يمزح فقط، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

لكن بالنسبة لبعض موظفي بايدن القدامى، اخترقت المزحة الأجواء الاحتفالية، واعتبروها، سواء كانت بقصد أو دون قصد، جزءا من غطرسة أوباما، وتذكير بعدم احترام الكثيرين من كوادر مساعديه لبايدن.

الزيارة الثانية

وطبقا للصحيفة الأمريكية، ليس متوقعا أن يظهر أي من ذلك علانية، اليوم الأربعاء، عندما يعود أوباما والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما إلى البيت الأبيض للاحتفال بإزاحة الستار عن صورهما الرسمية بالبيت الأبيض.

وبدلًا من ذلك، من المتوقع أن تكون الأجواء مشابهة للم الشمل العائلي، المليء بالقصص، والنكات، والمودة.

جمر تحت الرماد

لكن خلف هذا الجو المرح، هناك توتر مستعر منذ فترة طويلة، وحتى بعض الغيرة، بين الدوائر حول أوباما وبايدن؛ الرئيسين الديمقراطيين بالـ15 عاما الماضية اللذين وضعا قوسين لما يعتبره الديمقراطيون فترة ولاية كارثية لدونالد ترامب.

ويشعر بعض المؤيدين لبايدن بالاستياء من أن أوباما لم يدعم تطلعات بايدن الرئاسية، شاكين من أن فريق أوباما حتى الآن لا يحترمون بايدن كليا.

وفي المقابل، يشعر الموالون لأوباما بالإحباط من أن مساعدي بايدن دائما ما يتباهون بكيف تجنبوا أخطاء البيت الأبيض التي وقعت في عهد الرئيس السابق، مثل الفشل في الترويج كما يجب لإنجازات الرئيس.

ويقول القادة الديمقراطيون إن الاثنين في حاجة ماسة لتعزيز نتيجة الحزب في الانتخابات النصفية المقبلة. ويحظى أوباما بالتبجيل في القاعدة الديمقراطية، أما بايدن فيحتفظ بجاذبية قوية للوسطيين الديمقراطيين ويتمتع بالسلطة بصفته الرئيس الحالي.

 

زيارة بوش و"تمرد" ترامب

ومنذ دعا جيمي كارتر جيرالد فورد إلى البيت الأبيض عام 1978، استضاف كل رئيس تقريبا حفل إزاحة الستار عن صورة سلفه، بغض النظر عن حزبه. وعندما استضاف أوباما جورج دبليو بوش، مزح الأخير قائلًا إن أوباما يمكنه الآن التحديق في صورته خلال الأوقات الصعبة ويسأل نفسه "ماذا كان بوش ليفعل؟".

وتخطى الرئيس السابق دونالد ترامب هذا التقليد، حيث ينظم الحدث اليوم الأربعاء، ويبدو من غير المرجح أن يستضيف بايدن حفل إزاحة الستار عن صورة ترامب.

وخلال معظم رئاسة أوباما، تمت الإشادة بالعلاقة بينه وبين بايدن بوصفها "علاقة صداقة". وكانا يتناولان الغداء سويا كل أسبوع، وقدم الأول للثاني وسام الحرية ووصفه بـ"أفضل نائب رئيس حظيت به أمريكا على الإطلاق".

لكن قال مساعدون إن "علاقة الصداقة" لطالما كان مبالغا فيها؛ لكنهم أشاروا أيضا إلى أن الرجلين يأتيان من أجيال مختلفة (فجوة 19 عاما)، وخلفيات مختلفة (خدم بايدن على مدار 36 عاما في مجلس الشيوخ، وخدم أوباما أقل من أربعة أعوام).

ومع ذلك، عندما حصل أوباما على الترشيح، اتجه إلى بايدن ليكون شريكه في الترشح، حيث كان بحاجة إلى شريك يتمتع بالخبرة والجاذبية، وهي خطوة جعلت بايدن شخصية وطنية رئيسية ووضعته على الطريق نحو الرئاسة.

ورفض مسؤول بالبيت الأبيض "فكرة وجود أي توتر" بين معسكري أوباما وبايدن.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: "يتشرف الرئيس بايدن والدكتورة (جيل) بايدن باستضافة عودة الرئيس السابق أوباما والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما إلى البيت الأبيض لإزاحة الستار عن صورهما، والتي ستعلق على جدران البيت الأبيض إلى الأبد كتذكرة لقوة الأمل والتغيير".