أليس بيالياتسكي الحائز على نوبل.. العدو اللدود للوكاشنكو

الناشط السياسي البيلاروسي أليس بيالياتسكي

حفظ الصورة
وكالات

منحت جائزة نوبل للسلام بشكل مشترك للناشط السياسي البيلاروسي أليس بيالياتسكي ومنظمتين من روسيا وأوكرانيا لنضالهما في حماية حقوق الإنسان.
 

وصار بيالياتسكي المسجون منذ 2021 الشخص الرابع في التاريخ الذي يمنح جائزة نوبل للسلام، وهو محتجز، بعد المنشق الصيني ليو شياوبو عام 2010 ، والناشطة الميانمارية أونغ سان سو تشي عام 1991 والناشط من أجل السلام الألماني كارل فون أوسيتفسكي عام 1936.

كان بيالياتسكي من اللاعبين الرئيسيين الذين ساعدوا في إرساء حركة مؤيدة للديمقراطية في بيلاروسيا في الثمانينيات، ثم أسس مجموعة تعرف باسم "فياسنا" أو "الربيع"، للاحتجاج على السلطات الديكتاتورية الجديدة لرئيس البلاد.

سجن بين 2011 و2014، واعتقل مرة أخرى في 2020 بعد احتجاجات واسعة النطاق ضد حكومة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو. وهو محتجز بدون محاكمة.

حائز على جوائز عدة في مجال حقوق الإنسان، بينها جائزة أندريه ساخاروف، وجائزة ليخ فاليسا وفاتسلاف هافل.
وفضلاً عن كونه مدافعاً عن حقوق الإنسان، يعتبر بيالياتسكي كاتباً وناشطاً سياسياً. دخل النشاط السياسي لأول مرة في الثمانينيات وكان عضواً مؤسساً للجبهة الشعبية البيلاروسية، وهو حزب سياسي وحركة ثقافية دافعت عن الديمقراطية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. لكن أكثر ما اشتهر به بيالياتسكي هو نشاطه في "فياسنا" لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية مقرها مينسك تأسست عام 1996 لتقديم الدعم للسجناء السياسيين في روسيا البيضاء.

سعى النظام في مينسك دائماً لإنهاء نشاطه، وجاءت فرصته في أغسطس (آب) 2011، برفضه كل طلبات التسجيل الرسمية التي تقدمت بها "فياسنا"، مما يعني عدم تمكنها من فتح حساب مصرفي في روسيا البيضاء. من أجل الالتفاف على هذه العقبة، فتح بيالياتسكي حسابات مصرفية شخصية في بولندا وليتوانيا ليتيح للمانحين الدوليين تحويل الأموال لـ"فياسنا". وعندما اكتشفت السلطات البيلاروسية الأمر، اتهمته بالتهرب من دفع الضرائب وألقت القبض عليه.

حوكم في مينسك في نوفمبر(تشرين الثاني) 2011 وعلى الرغم من عدم السماح للمراقبين بحضور المحاكمة، أفادت التقارير بعدم التحقق من  الوثائق الأصلية أو حتى ترجمتها. وتمت إدانة بيالياتسكي وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف.

عمل قسري وسجن انفرادي
سجن نحو ثلاث سنوات تعرض خلالها لظروف قاسية للغاية، بما في ذلك العمل القسري وفترات متكررة من السجن الانفرادي. ولاحقاً، وصف اعتقاله قائلاً: "كنت دائماً تحت المراقبة، حتى بعض السجناء كانوا هناك لمراقبتي فقط في الليل والنهار. كنت أشعر بأنهم يستفزونني… كنا 15 شخصاً في غرفة واحدة ولكن لم أتكلم معهم لسنتين".

أفرج عنه في 21 يونيو(حزيران) 2014 ليعاود حملاته من أجل الحريات المدنية في بيلاروسيا مع "فياسنا". ولم يمنعه اضطهاد النظام البيلاروسي له من مواصلة نضاله. وعندما سُئل عن الرئيس بعد شهر واحد من إطلاق سراحه من السجن "لا يمكنك مقارنة لوكاشنكو لديكتاتوري القرن العشرين". قال باستخفاف. وأضاف "هو ليس ستالين. لكن أود أن أدعوه حفيد ستالين المنحط".

في 2020، مُنحت فيانسا" جائزة المدافعة عن الديمقراطية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "لمهمتها في الدفاع عن حقوق الإنسان في بيلاروسيا، وبناء مجتمع عادل وحر وديمقراطي لجميع مواطنيها".

في أغسطس (آب) 2020، أثارت الانتخابات الرئاسية حراكاً ضخماً من الاحتجاجات ضد حكومة لوكاشنكو. وواجهت تلك التظاهرات موجة قمع عنيف نتج عنها احتجاز عشرات آلاف المتظاهرين السلميين وناشطي المجتمع المدني والصحافيين.

وفي تموز (يوليو) 2021، وضمن حملة القمع، اعتقل بيالياتسكي مجدداً بتهم متعلّقة بالتهرّب الضريبي. وهو يواجه عقوبة بالسجن قد تصل إلى سبع سنوات في حال إدانته. بالإضافة إليه، اعتُقل 6 من زملائه في "فياسنا".