معرض فوتوغرافي يسلط الضوء على الأطلس الصغير وتلوين طقوسه

وكالة أنباء حضرموت

 تستضيف قاعة عروض “بيكيت”، التابعة للمعهد الفرنسي بطنجة، المحطة الأخيرة لمعرض "Itinérance: الأطلس الصغير وتلوين طقوسه". ويسلط هذا المعرض، الذي يحط الرحال بطنجة في محطته الخامسة والأخيرة إلى غاية الثاني عشر من يوليو المقبل، الضوء على المهارات القديمة في حياكة المنسوجات بقرى الأطلس الصغير، إلى جانب رصد استعمالات صباغة الحنا.

الأطلس الصغير، هي سلسلة جبلية في المغرب وجزء من جبال الأطلس في شمال غرب أفريقيا. يمتد الأطلس الصغير من المحيط الأطلسي في الجنوب الغربي باتجاه الشمال الشرقي إلى مرتفعات ورزازات وإلى الشرق إلى مدينة تافيلالت بمسافة إجمالية تبلغ حوالي 500 كيلومتر.

يتعلق "Itinérance:  الأطلس الصغير وتلوين طقوسه”، بمعرض غامر نظم بالمغرب على مدى 5 أشهر في 5 مدن مختلفة، حيث جاب المعرض مدن الصويرة ومكناس والدار البيضاء والرباط ثم أخيرا طنجة، ليتكمن الجمهور من اكتشاف إبداعات الصباغة النباتية وحياكة الصوف من طرف حرفيات مغربيات، بالإضافة إلى مقاطع فيديو، وبودكاست وورشات تقتفي آثار مسار إبداع يدوي تتوارثه الأجيال، سعيا منها للحفاظ على تقاليد هذه المنطقة.

يقترح المعرض على الزوار 50 صورة فوتوغرافية تمثل مختلف تمظهرات هذا التراث، على غرار القطع التقليدية التي قامت نساء دوار إيمي بغزلها، وحياكتها وصبغها، وعملية تحضير الحناء المتوارثة عن الأجداد، وتطبيقها على الأشكال المرسومة على الصوف، فضلا عن التصاميم والأشكال المختلفة التي تم ابتكارها باستخدام الحناء على الملابس، وعرض صور آسرة للمناظر الطبيعية الجبلية التي ألهمت هذه الأعمال الفنية.

كما يتضمن المعرض ملابس وتصاميم نسيجية مبتكرة بشكل مشترك في سلسلة محدودة مع حرفيين مهنيين، ولكن أيضا مع طلاب حرفيين من أجل إيجاد صلة ربط بين المهارات القديمة والإبداع المعاصر، ومن بينها سترات صوفية مصبوغة بالحناء، وقمصان مطرزة، وأوشحة وعباءات من الصوف.

في المعرض أربعة بودكاست يحكي كل واحد منها تاريخ الملابس ودور كل فاعل في صناعتها، من خلال وصف سمعي لاستكشاف الموضة وقضاياها الإبداعية والإنسانية، ومقطعي فيديو يتم عرضهما بالتوازي، يقدم المشاركون من خلالهما نظرتهم للملابس، وتصورهم للمرأة في المجتمع وكذلك التقاليد.

وأبرزت المسؤولة عن العمل الثقافي برواق دولاكروا بالمعهد الفرنسي بطنجة نجاة صابر أن جمعية “إتينيرونس”، التي يوجد مقرها بمرسيليا، تنظم هذا المعرض بعد أن تكون قد عملت مع الحرفيات المغربيات بعدد من قرى الأطلس المتوسط، لاسيما بأغادير، مبينة أن الهدف من المعرض يتمثل في إبراز مدى قدرة الحرفيات على تطوير وتثمين مهاراتهن في حياكة النسيج.

وعيا منها بالسياق الحالي، سعت جمعية "إتينيرونس"، منذ سنة 2018، إلى حشد مجتمع للحرفيين اليدويين بمنطقة البحر المتوسط، حيث تقوم بإبراز المهارات اليدوية في مجال النسيج من خلال إصدارات لملابس تم إنشاؤها بشكل مشترك وتوثيق عملية البحث الإبداعية (صور، مقاطع فيديو وبودكاست).